لم تشغله العالمية عن تذكر هموم ومشاكل من تربى فى أحضانهم، فحاول أن يرد لهم الجميل قدر استطاعته وقدر حب أضمره أهالى قرية نجريج التابعة لمركز بسيون لمعشوق الجماهير المصرية والعربية، والنجم الساطع فى سماء الريدز.
«المصرى اليوم» ترصد رحلة الكفاح وتكشف بالأرقام كم التبرعات والمشاريع الخيرية التى أقامها محمد صلاح، نجم منتخبنا القومى، ولاعب فريق ليفربول الإنجليزى، لقريته من إقامة مؤسسة خيرية يترأسها والده تقدم المساعدات إلى الفقراء، ومشاريع عملاقة أقامها لخدمة بلده وأهمها المعهد الدينى ووحدة الإسعاف وتجهيز مستشفى بسيون المركزى وتبرعه بمبالغ كبيرة لمؤسسة sos بطنطا، وكذلك تبرعه بـ٥ ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر.
وفى الوقت الحالى حاولت بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى إحراجه بنشر أخبار كاذبة عنه وعن قيامه بتبرعات وهمية وإقامة حفلات لتزويج فتيات من قريته، وهو ما نفته أسرته وأكدت أن البعض يحاول إحراجه.
قصه النجاح تبدأ من نجريج
فى قرية نجريج التابعة لمركز بسيون ولد النجم العالمى محمد صلاح عام ١٩٩٢، صلاح بدأ حكايته مع الكرة وهو فى السادسة من عمره ولكن فى العاشرة من عمره اتجه إلى احتراف الكرة واللعب فى الأندية لصقل مهارته.
وقال الحاج صلاح غالى والد نجم المنتخب إن محمد واجه صعوبات كبيرة فى بداية مشواره كادت تتسبب فى توقفه عن لعب الكرة من أكثرها بعد المسافة من قريته إلى بسيون أو طنطا ثم إلى المحلة أو القاهرة والتى كانت تتطلب ركوبه ٥ مواصلات على الأقل فى برد الشتاء وحر الصيف مما كان يتسبب فى قلق كبير لدى أسرته.
وأضاف: «فى البداية كان يلعب لمركز شباب نجريج ثم انتقل إلى نادى اتحاد بسيون ولكن طموحه كان أكبر وكان خوفنا وقلقنا عليه يزيد كل يوم حتى جاءت فرصة للعب فى المحلة ولكن بسبب بعد المسافة التى كانت تصل إلى ٥ مواصلات رفضنا المحلة وقررنا اختيار طنطا المحطة الثانية لقربها من بسيون وبالفعل جاءت فرصتان للعب لمحمد أولاهما نادى طنطا والثانية نادى عثماثون طنطا، ولكننا اخترنا نادى عثماثون وكنت أبلغت محمد وقتها أن فرصته فى عثماثون افضل بكثير».
وتابع: «حتى شاهده الكابتن ريعو وأبلغ الكابتن أبوجريشة الذى كان يعمل فى نادى المقاولون العرب وقتها بأن هناك موهبة كبيرة جدا فجلس معنا وأبلغنا بنيتهم ضم صلاح للمقاولون مع إمكانية لعبه للفريق الاول ووقتها اتخذت القرار مع محمد ووافقت على الفور بالرغم من وجود عروض أخرى».
وأوضح والد صلاح: «فى هذا الوقت كان مصروف محمد كبيراً جدا يصل إلى نصف دخلى الذى كان يقدر بـ٥٠ جنيها فى اليوم وكنت أتقاسمه معه حتى أساعده لتحقيق حلمه لأنه كان يسافر من بسيون إلى القاهرة كل يوم ويرجع الساعة ٣ الفجر وأوقات كنا نستناه على الطريق وبنقلق عليه ومكناش بنام إلا أما يرجعلنا بالسلامة وساعات سواقين طيبين يشوفوه وهو جاى والوقت متأخر كانوا بيقفوا ويركبوه معاهم ويرجعوا نجريج وفى هذا التوقيت كانت بداية ظهور التليفون المحمول فقررت شراء هاتف لمحمد وآخر لى حتى نطمئن عليه يوميا وخاصة والدته التى كانت تقلق عليه بصورة مخيفة مما اضطرها أن تمنع نجلنا الأصغر نصر من لعب كرة القدم بالرغم من موهبته».
وقال: «فى ذلك التوقيت ظهرت نتيجة محمد فى الإعدادية، وقرر دخول مدرسة الصناعه حتى يتفرغ لكرة القدم ووقتها شعر بالحزن وأبلغنى أنه سيحقق حلمنا جميعا بالتميز فى لعبة الكرة ليعوض الثانوية العامة وبالفعل صلاح حقق حلمه وتعبنا جاء بفائدة وأصبح افضل لاعب فى أفريقيا».
وأضاف: «الناس متعرفش محمد صلاح تعب قد ايه وشاف مشاكل كتير ومدربين كبار موقفوش معاه ودلوقتى بيقولوا هما اللى اكتشفوه».
مشاريع أقامها صلاح فى بسيون
١- المعهد الدينى
منذ انتقال صلاح إلى فريق ليفربول قرر أن يهدى بلدته نجريج معهدا أزهريا يليق بالقرية بعد أن عانى أهالى قريته من عدم وجود معهد دينى، وبسبب تلك المشكلة كان الطلاب يتحملون مشقة السفر يوميا إلى مركز بسيون، ولكن صلاح أعلن تبرعه بالكامل بقيمة بناء المعهد وبالفعل حصل على كل الموافقات واعلن عن تبرعه بتكلفة بناء المعهد حتى تسليمه إلى الأزهر على أحدث طراز.
ويقول الحاج صلاح غالى والد صلاح: «تم بناء الأساسات والدور الأول وخلال شهور قليلة سيتم افتتاحه»، مؤكدا أن تكلفته ستتجاوز الـ١٢ مليون جنيه.
وقال المهندس أحمد عبدالحميد، المشرف على بناء المعهد، إن صلاح يتابع معه يوميا المشروع ويتدخل أحيانا لحل بعض المشاكل، مؤكدا أنه تدخل فورا لحل مشكلة كبيرة ونجح فى حلها وذلك حبا فى بعض أهالى قريته وتنفيذا لمطلبهم.
وأوضح أن المعهد سيتم الانتهاء منه وتشطيبه خلال ٤ شهور وسيحضر الافتتاح النجم محمد صلاح وسيدعو عددا كبيرا من الوزراء والمحافظين لحضور حفل الافتتاح.
٢- تجهيز مستشفى بسيون المركزى بمليون جنيه
يقول الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، إن صلاح لم يتأخر يوما فى دعم مستشفى بسيون المركزى بعدد من الأجهزة منها جهاز التنفس الصناعى وحضانات الأطفال وغيرها بقيمة تتجاوز المليون جنيه، مشيرا إلى أن رجل الأعمال ممدوح عباس ساهم فى تطوير المستشفى وإعادة هيكلته بأحدث المعدات بعد إحراز صلاح الهدف المؤهل لكأس العالم.
وأوضح شرشر أن محمد صلاح ووالده لا يتأخران أبدا فى الاستجابة لمطالب مديرية الصحة فى الغربية، وأنه طلب منهما بعض الأجهزة للمستشفى، وعلى الفور وافق صلاح عليها.
٣- موسسة صلاح الخيرية.. ٥٠ ألف جنيه مساعدات شهرية
قرر محمد صلاح إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه مقرها قرية نجريج، وهى مسؤولة عن تقديم الدعم المادى لأهالى قريته نجريج ويقدم صلاح من خلالها رواتب شهرية للأسر الفقيرة ومساعدات.
إشادة رئاسية بصلاح وإثبات جدارته فى تمثيل وطنه
قال الحاج صلاح غالى، والد صلاح، إنه أرسل برقية تهنئة الى الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة فوزه باكتساح فى الانتخابات الرئاسية، وقال إن السيسى بطل قومى وأنقذ مصر ويجب علينا جميعا أن نقف خلفه.
وكشف أن نجله وافق على الفور على عمل إعلان مجانى لدعم وتنشيط السياحة المصرية بعد أن التقى رانيا المشاط، وزيرة السياحة، فى مدينة ليفربول الإنجليزية، وأكد أن ذلك أقل هدية من نجله لمصر وللرئيس.
وكان الرئيس أعرب عن عظيم امتنانه وتقديره لدور محمد صلاح كنموذج لشباب مصر الواعد الطامح لتحقيق ذاته وإثبات جدارته بتمثيل وطنه، وهنأ السيسى محمد صلاح بصفة خاصة عقب إسهاماته الكبيرة فى صعود منتخب مصر لكأس العالم بعد غياب 28 عاما. كما استقبل الرئيس السيسى، محمد صلاح وكرمه بحضور المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب، بعد قيامه بالتبرع بـ5 ملايين جنيه مصرى لصندوق «تحيا مصر».
وأكد الرئيس، خلال اللقاء، على الأهمية التى توليها الدولة للرياضة باعتبارها عاملاً هاماً فى استثمار طاقات الشباب وتوجيهها نحو مجالات مفيدة لهم ولوطنهم. وأشار الرئيس، خلال المقابلة، إلى الدور الذى يمارسه جميع لاعبى مصر بالخارج باعتبار كل منهم سفيراً لوطنه ومسؤولاً عن نقل صورة مصر الحضارية إلى العالم، وأعرب عن تقديره للنموذج الذى قدمه اللاعب الدولى صلاح بالتبرع لصندوق «تحيا مصر»، مشيراً إلى أهمية الدور الاجتماعى للرياضيين فى تقديم القدوة الحسنة للمجتمع، ومساهمتهم فى جهود التنمية المجتمعية التى تشهدها مصر خلال هذه المرحلة.