قال مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور وحيد عبدالمجيد، إن المحافظة على انعقاد القمة العربية بشكل دوري هو انجاز في حد ذاته، مؤكدا أن اجتماع القمة له قيمة رمزية مهمة جدا في هذه الظروف، مشيرا إلى أن القمة ليست ساحة لطرح الاستراتيجيات أو مكان لحل المشاكل والأزمات.
وأضاف عبدالمجيد، خلال لقاء له ببرنامج «ساعة من مصر» على فضائية «الغد» الإخبارية، مع الإعلامي خالد عاشور، أن مصر ذهبت لتلك القمة ومعها رسائل مهمة، وأن أقصى ما يمكن القيام به هو توجيه الرسائل الماسبة بالطريقة التي ينبغي أن توجّه بها، لافتا إلى أن أهم الرسائل التي بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة العربية الـ29 تلك الخاصة بالخطر الذي وصل إليه تدخل القوى الإقليمية في المنطقة دون أن يسمي دولة بعينها، قاصدا إيران وتركيا، مؤكدا أن الطريقة التي تحدث بها الرئيس «السيسي» واضحة ولا تحتاج لتسمية تلك البلدان وتصل مباشرة.
وأوضح عبدالمجيد أن الرسالة التي بعث بها الرئيس «السيسي» في كلمته تُعد جوهرية لأن هذا الخطر هو أكبر ما يواجه الأمة العربية، كما تحدث أيضا عن الخطر الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الخطر الإسرائيلي هو خطر ممتد إلا أن الخطرين الإيراني والتركي جديدان ووصلا مؤخرا إلى أعلى مراحلهما.
وأشار عبدالمجيد إلى أن الرسالة الثانية التي بعثت بها مصر هي رسالة تنبيه وتحذير إلى بعض البلدان التي تتورط في المشروع الإيراني والمشروع القطري القطري من خلال دعم منظمات وجماعات مرتبطة بتلك القوى الإقليمية، خاصة أن الخطر الإيراني والتركي يزدادا ويمتدا نتيجة تورط أطراف عربية والاستقواء بتلك القوى، مؤكدا أن تلك الرسالة كانت ضرورية.
وتابع عبدالمجيد أن الرسالة الثالثة هي السعي إلى الحد الأدني من التفاهم والتوافق بين البلدان العربية، مشيرا إلى أن هناك كتلة عربية يمكن أن تمثل كتلة لنظام عربي أكثر فاعلية إذا اتسع نطاقها والتحق بها دول أخرى، وهي دول التحالف العربي مصر ودول الخليج.
وأكد عبدالمجيد أن المنطقة العربية تحولت إلى مناطق مشتعلة من حروب واستباحة دولية، ورأى أن مفاتيح الحل خارج المنطقة العربية في عدد من القضايا، إذ يوجد تأثير إلى حد كبير للدول العربية في اليمن وليبيا، بخلاف الملف السوري، في ظل غياب عربي كامل، مشددا على أن أكبر مشكلة في سوريا هي الغياب العربي.
وشدد عبدالمجيد على أن الدولة المصرية هي أكثر من تدرك خطورة الصراع «العبثي» بين قيادتي «فتح» و«حماس»، وتخوض جهودا مستمرة لتحقيق مصالحة فلسطينية، وأنه لولا العبث القائم بين الفصائل الفلسطينية لما تمكنت إسرائيل من السيطرة التي تمتلكها حاليا.