مصراتة.. معركة الوحدة أو «برلين ليبيا»

كتب: أيمن حسونة الأربعاء 27-04-2011 16:30

عادت كتائب الزعيم الليبى معمر القذافى وقصفت الأربعاء مدينة مصراتة الاستراتيجية شرق العاصمة طرابلس، محاولة عزلهم عن منفذهم الوحيد على العالم الخارجى بقصف الميناء والمناطق المحيطة به.

ومازالت مصراتة، كبرى معاقل المعارضة فى غرب ليبيا، التى تقاوم قوات القذافى محاصرة من 3 جهات وتعتمد على مينائها على البحر المتوسط الواقع تحت سيطرة هشة لقوات المعارضة فى إدخال الإمدادات.

وانسحبت قوات القذافى من وسطها بعدما فشلت على مدى أسابيع من القصف والمعارك بالرشاشات فى القضاء على مقاتلى المعارضة الذين أرهقوا القوات الحكومية بالاحتماء فى مبان تهدمت فى القصف.

لكن «مصراتة» كما يعتبرها الخبراء العسكريون معركة «وحدة» ليبيا وذلك لوقوعها فى منطقة الغرب ما بين مدينتى طرابلس وسرت أى بين الشرق الذى يسيطر عليه الثوار والغرب الذى يسيطر عليه القذافى.

وبالتالى فإن تقسيم المدينة وعزلها عن مينائها سيجعلها تشبه مدينة برلين التى كانت مقسمة بين الكتلة الاشتراكية الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتى والرأسمالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة فى عهد الحرب الباردة.

إبقاء المدينة فى حالة التقسيم يعتبر نصرا لقوات القذافى التى غيرت تكتيكاتها لاستخدام الآليات الصغيرة والأسلحة الخفيفة للتأقلم مع قصف قوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، لأنه يقسم ليبيا إلى قسمين، وبالتالى تتحول الثورة الليبية إلى حرب أهلية بين معسكرين.

ولكن مع صمود الثوار فى المدينة فى مواجهة الحصار المفروض عليهم من قبل القوات الحكومية، فإن القذافى لجأ إلى إثارة النعرات القبلية فى المدينة، بعد أن هدد بأن يلجأ إلى قبائل ورفلة وترهونة وزليتن للدفاع عن مصراتة.