صحف غربية: الأسد اعتمد على الأقلية العلوية لإدارة الأمن ليضمن ولاءهم

كتب: اخبار الأربعاء 27-04-2011 16:13

يقول الكاتب الصحفى الأمريكى «تونى كارون» فى مجلة «تايم»، إنه بعد تبنى الرئيس بشار الأسد نموذج السلطات الصينية للتعامل مع حركة الاعتصامات الشعبية فى 1989، فإنه لا يستطيع تهدئة اعتراضهم وشكواهم بالوعود البالية للإصلاح، حيث بعث الأسد الاثنين الماضى مدرعات مليئة بالآلاف من القوات لاستعادة شوارع درعا، المكان الذى بدأ به الثوار منذ شهر بالاعتصام بسبب اعتقال تلاميذ المدارس لكتابتهم ورسمهم على الجدران شعارات ضد النظام، وقتل عشرات من السوريين فى هجوم النظام عليهم.

ويرى الكاتب أن إرسال القوات هو رمز لتصعيد الموقف، لأنه لا يوجد أى مبرر للجيش أن يستخدم القوات المسلحة ضد الثوار العزل، وأن الهدف من ذلك هو تخويف المعتصمين وإشعارهم بقوة النظام.

ويأمل النظام بوضع حد للثورة باستخدام القوة المفرطة، وقد يكون هذا اختيارهم الوحيد لو بقى الوضع على ما هو عليه، فى ظل احتكار السلطة وعدم التنازل عنها لنظام سياسى ديمقراطى، كما ظهر النظام كأنه يريد حشد الدعم المحلى من المتطرفين وبعض المحافظين، والصمود أمام أى ضغوط خارجية للقضاء على تلك العاصفة وتقديم بعض الإصلاحات لاستعادة السيطرة بيد من حديد على الشوارع، مثل نظام صدام حسين الذى اعتمد على القلة السنية فى العراق لإدارة الأمن فى البلاد، فهل اعتمد الأسد على الأقلية العلوية التى تمثل 12% من السكان لإدارة الأمن فى سوريا؟

إذا كان الأمر كذلك فإن تلك القوات ليست من النوع الذى يتضامن مع الثوار مثلما حدث فى تونس ومصر، أو حتى تنقسم على نفسها مثلما حدث فى ليبيا، ولكنها منعت المعتصمين من الوصول إلى مدينتى دمشق وحلب، أى إلى الطبقات المتوسطة والعليا فى المدينتين الذين يفضلون الاستقرار أو يخافون من توابع الفوضى.

وأضاف الكاتب أن موقف الغرب فى تصريحاتهم عن فرض عقوبات جديدة على سوريا، يعتبر رد فعل روتينى لاستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين ولكن هذا لا يمنع النظام من السيطرة على دمشق، ولا يتوقع من الدول الغربية أى تصعيد آخر، مثلما حدث فى ليبيا، لأن الأسد أكثر الحكام العرب صداقة وتحالفاً مع إيران وحزب الله وحماس.

وفى نفس السياق، يقول الكاتب «براين وايتاكر» فى صحيفة «جارديان» البريطانية، أنه بعد فشل الوعود بالإصلاح لاسترضاء المعتصمين، ركز النظام السورى على الاعتقالات الجماعية عبر سوريا واعتداءات الجيش على البؤر المعارضة فى درعا ودمشق، وازداد إحساس الثوار بأنه لا أمل فى التغيير مادام ظل الأسد فى السلطة.

ومن وجهة نظر الكثير من المحللين أن الأمل الوحيد فى نظام الأسد لإنقاذ نفسه هو أن يفتح الباب لإصلاحات حقيقية، ولكن لا توجد أى بوادر تشير إلى إمكانية ذلك بسبب تعارض العديد من مصالح أفراد النظام، وفى ظل عدم وجود حل سياسى فلا سبيل إلا القمع والعنف.