ارتفع عدد ضحايا مجزرة الكيماوى فى مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية لدمشق، إلى عشرات القتلى والجرحى.
وتباينت الإحصاءات بشأن عدد الضحايا، فبينما أكد المرصد السورى لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 150 قتيلا ونحو 1000جريح، غالبيتهم من المدنيين، قال نشطاء إنهم أحصوا 200 قتيل على الأقل، بينما أفادت تقارير أخرى بأن عدد القتلى بلغ 70 شخصا ومئات الجرحى.
وفى الوقت الذى تجددت فيه الغارات الجوية على مواقع «جيش الإسلام» فى دوما، نفت كل من موسكو ودمشق الاتهامات الأمريكية بوقوفهما وراء الغارات بالغازات السامة على المدنيين، بينما أكدت الحكومة السورية التوصل إلى اتفاق لإجلاء مسلحى «جيش الإسلام» من دوما.
وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا قصف النظام السورى بالغازات السامة على دوما إلى 150 قتيلا، ونحو 1000 مصاب، بالاختناق، واتهم نشطاء و«جيش الإسلام» والائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، قوات النظام باستخدام «الغازات السامة» فى الغارات على دوما، وقال نشطاء إن عشرات الأشخاص بينهم أطفال أصيبوا، السبت، بحالات اختناق وصعوبات فى التنفس، إثر قصف جوى شنته قوات النظام السورى على دوما. بدوره، اتهمت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدنى فى مناطق سيطرة فصائل المعارضة، قوات النظام باستخدام غاز «الكلور» السام، وتحدثت منظمة الخوذ البيضاء والجمعية الطبية السورية الأمريكية «سامز»، فى بيان مشترك، عن توارد «500 حالة» إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض «زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور»، إلا أن مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن قال إنه لا يستطيع «تأكيد أو نفى» الأمر، مرجحاً أن «إصابات الاختناق ناتجة عن كثافة الدخان بعد القصف».
فى المقابل، اعتبرت روسيا المزاعم عن هجوم كيميائى جديد فى دوما مجرد استفزازات سبق أن تم التحذير منها، واصفة المعلومات حول استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية فى دوما السورية بأنها «تلفيق واضح، وقال رئيس «المركز الروسى للمصالحة بين الأطراف المتحاربة فى سوريا» الجنرال يورى يفتوشينكو: «ننفى بشدة هذه المعلومات، نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس فى مجال الدفاع الإشعاعى والكيميائى والبيولوجى لجمع المعلومات التى ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة»، ووصف مصدر رسمى سورى اتهامَ الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة بـ«مسرحيات الكيماوى»، وفق ما نقلت سانا.
وتوالت ردود الفعل والانتقادات الدولية لاستخدام السلاح الكيماوى فى الغارات ضد المدنيين فى دوما، وتوعد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، المسؤولين عن «الهجوم الكيميائى المتهور» على مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة فى سوريا بدفع «ثمن باهظ». وقال ترامب، فى سلسلة من التغريدات على «تويتر» حول دوما، حيث تتهم أجهزة الإغاثة قوات النظام السورى باستخدام غاز «الكلور» ضد المدنيين، «قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال فى هجوم كيميائى متهور فى سوريا»، مضيفا: «الرئيس فلاديمير بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان، سيكون الثمن باهظا»، ودعا ترامب إلى «فتح المنطقة فورا أمام مساعدات طبية وعمليات تحقيق».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن «هذه المعلومات إذا تأكدت مروعة وتتطلب ردا فوريا من الأسرة الدولية»، وأضافت أن «نظام الرئيس السورى، بشار الأسد وداعميه يجب أن يحاسبوا وأى هجمات أخرى يجب أن تمنع فورا». وأضافت أن «روسيا بدعمها الثابت لسوريا تتحمل مسؤولية فى هذه الهجمات الوحشية».
وأدانت تركيا بشدة ما وصفته بأنه هجوم بالأسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما السورية، مشيرة إلى وجود «شبهات قوية» بأن نظام الأسد مسؤول عنها، كما أدانت السعودية استخدام السلاح الكيماوى فى الهجوم على المدنيين فى دوما، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إلى وقف المعارك فى دوما، وعبر قلقه حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين.
أعلن مصدر سورى رسمى، الأحد، التوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلى جيش الإسلام من دوما، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية «سانا»، وينص الاتفاق، بحسب المصدر الرسمى، على «خروج كامل إرهابيى جيش الإسلام إلى جرابلس شمالا، خلال 48 ساعة»، كما يقضى بإفراج الفصيل المعارض عن معتقلين لديه، وأفادت الوكالة بدخول عشرات الحافلات إلى مدينة دوما، «تمهيداً لبدء عملية الإجلاء»، وكان المصدر السورى أفاد فى وقت سابق بوجود مفاوضات حصرية مع الحكومة السورية «بعدما استجدى إرهابيو جيش الإسلام وقف العمليات العسكرية». وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن الجيش الروسى أعلن بدء إخراج مسلحى «جيش الإسلام» من دوما، وقال الميجر جنرال يورى يفتوشينكو، رئيس المركز الروسى للسلام والمصالحة فى سوريا، إن عملية ستبدأ لإخراج المسلحين المتصلبين فى مواقفهم من دوما.
وكانت اللجنة المدنية المشاركة فى المفاوضات مع الجانب الروسى أعلنت «وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات مع ترجيح التوصل لاتفاق نهائى». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر رسمى قوله إن «إرهابيى ما يسمى (جيش الإسلام) يطلبون التفاوض مع الدولة السورية والدولة ستبدأ التفاوض فى وقت لاحق». وأضاف أن المفاوضات مع «الدولة السورية حصراً بعدما استجدى إرهابيو جيش الإسلام وقف العمليات العسكرية»، موضحا أن أهم أسباب موافقة الحكومة السورية على التفاوض المباشر هو إخراج جيش الإسلام إلى جرابلس فى شمال البلاد.
كانت قوات النظام السورى واصلت الجمعة هجومها على دوما بعدما تعثر اتفاق إجلاء «مبدئى» أعلنته روسيا من جانب واحد وتعرقلت المفاوضات مع «جيش الإسلام»، الذى يسيطر على المدينة. وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية واتفاقى إجلاء مقاتلين من الغوطة التى بقيت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة قرب دمشق، تمكنت قوات النظام من السيطرة على 95% من المنطقة، باستثناء مناطق من دوما.