أزمة الجاسوس.. تغريدة محذوفة أحدث درجات التصعيد بين روسيا وبريطانيا

كتب: بوابة الاخبار الأربعاء 04-04-2018 19:39

أصبح حذف تغريدة على الحسابات الرسمية للخارجية البريطانية أحدث درجات التصعيد بين الحكومتين البريطانية والروسية بشأن الاتهامات المتبادلة في واقعة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا.

وعثرت الشرطة على سكريبال وابنته يوليا، فاقدي الوعي في مدينة سالزبوري في الرابع من مارس الماضي فاقدي الوعي بعد تسممهما بغاز الأعصاب.

وعزت الخارجية البريطانية بشكل خاطئ الادعاء بأن غاز الأعصاب من مجموعة نوفيتشوك تم انتاجه في روسيا إلى علماء وزارة الدفاع في نورتون داون.

وصرح رئيس فريق الخبراء البريطاني الذين عملوا على أخذ عينات من موقع الحادث وتحليلها مؤخرا أنه تم تحديد غاز الأعصاب على أنه من مجموعة نوفيتشوك، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد مصدر هذا الغاز، مما أدى إلى إحراج موقف وزير الخارجية بوريس جونسون إلى أكد ان العلماء أكدوا أن مصدر الغاز من روسيا.

ومن جانبه، قال زعيم المعارضة وزعيم حزب العمال جريمي كوريين، أن ما قاله رئيس فريق العلماء يهدم تصريحات بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني.

وأضاف في تصريحات لشبكة «أي تي في»، «كان هناك تناقض كبير فيما قاله وزير الخارجية حيث أدلى ببيان، وقامت وزارة الخارجية بوضع تغريدة لدعم ما قاله. ثم قال فريق علماء بورتون داون، إنهم لا يستطيعون التأكد من أين جاء غاز الأعصاب، لذلك قاموا بحذف تغريدة.»

وأضاف السياسي الاشتراكي «اين يترك ذلك وزارة الخارجية؟ كأنه تلقى ضربة على وجهه ببيضة للتصريح الذي أدلى به أمام التلفزيون الألماني».

يأتي هذا التطور مع اجتماع استثنائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي اليوم الأربعاء بعد طلب من روسيا.

وقال الرئيس التنفيذي لبورتون داون، يوم امس إن دور المختبر قد انتهى- واستنتاج الحكومة يستند إلى «عدد من المصادر الأخرى».

كان وزير الخارجية بوريس جونسون، قد صرح أن استنتاجات العلماء كانت قاطعة تماما حول أن مصدر الغاز هو روسيا.

وقررت روسيا رفع التصعيد الروسي البريطاني إلى مستوى آخر حيث أخذت روسيا شكواها بشأن «عدم الامتثال لقواعد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» بسبب هجوم سالزبوري إلى اجتماع لاهاي.

وشمل التصعيد رفض بريطانيا اتصال السفارة الروسية بابنة العميل الروسي بعد تحسن حالتها الصحية بالمستشفى أو زيارة وفد القنصلية لها.

ومن جانبها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن روسيا دعت لهذا الاجتماع لتقويض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وبلغ التصعيد الروسي البريطاني إلى مستوى جديد بطلب روسيا من بريطانيا تخفيض عدد دبلوماسيها في موسكو.

جاء ذلك بعد أن قادت بريطانيا حربا دبلوماسية على موسكو حيث تسببت في طرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس في عدد من العواصم الأوروبية والغربية، بعد أن طردت لندن 23 دبلوماسيا روسيا.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت في آخر تعليق له: «كما أوضحت رئيسة الوزراء، فإن بريطانيا تفضل أن يكون لديها شريك روسي بنّاء مستعد للعب وفق القواعد.»

وأضاف «هذا الهجوم في سالزبوري هو جزء من نمط السلوك الروسي العدواني المتزايد، وكذلك مرحلة جديدة وخطيرة في النشاط الروسي داخل القارة وخارجها».

يذكر أن «سكريبال» كان عقيدا في الاستخبارات العسكرية الروسية وحكم عليه عام 2004 بالسجن لمدة 13 عاما بعد إدانته بالجاسوسية لصالح الاستخبارات البريطانية.

وفي عام 2006 أفرج عنه في صفقة تبادل جواسيس مع روسيا وحصل على إثرها على اللجوء السياسي في بريطانيا.