قمة ثلاثية فى أنقرة تتعهد بوقف الحرب السورية

كتب: عنتر فرحات, وكالات الأربعاء 04-04-2018 18:46

تعهدت القمة الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران، فى أنقرة، الأربعاء، بالتعاون من أجل التوصل إلى «وقف دائم لإطلاق النار» فى سوريا، لضمان الهدوء على الأرض، وحماية المدنيين فى «مناطق عدم التصعيد»، بحسب بيان صدر إثر القمة.

وجدد الرؤساء التركى، رجب طيب أردوغان، والروسى، فلاديمير بوتين، والإيرانى، حسن روحانى فى بيان بعد القمة «عزمهم على التعاون الكثيف فى سوريا بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين أطراف النزاع فى سوريا»، وأكدوا عزمهم «على تسريع جهودهم لضمان الهدوء على الأرض وحماية المدنيين فى مناطق خفض التوتر وتسهيل الوصول السريع للمساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق».

وقال البيان إن قادة الدول الثلاث يعتزمون الاستمرار فى محاربة الإرهاب، ويؤكدون أهمية فصل الإرهابيين عن المعارضة المسلحة.

وذكر أنه يجب تهيئة الظروف لعودة السوريين النازحين إلى بلادهم، وأنه يجب التعاون لإحلال السلام والاستقرار فى سوريا.

وأضاف البيان أن روسيا وإيران وتركيا واثقة من عدم وجود حل عسكرى للنزاع فى سوريا، وأن الحل ممكن فقط من خلال عملية سياسية.

ونقل التليفزيون الإيرانى عن روحانى قوله لرئيسى تركيا وروسيا، إنه يجب تسليم السيطرة على منطقة عفرين التى سيطرت عليها القوات التركية وحلفاؤها من المعارضين السوريين إلى الجيش السورى، وأضاف خلال المؤتمر الصحفى بعد القمة إن التطورات الجارية فى عفرين لن تكون مفيدة إذا أخلت بوحدة الأراضى السورية، ويتعين تسليم السيطرة على هذه المناطق للجيش السورى، واتهم روحانى الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، بدعم تنظيم «داعش» فى سوريا لخدمة مصالحها، ودعا كافة الدول إلى احترام استقلال سوريا، وأضاف أن «إيران تعتقد بعدم وجود حل عسكرى للأزمة السورية، والحفاظ على استقلال سوريا أولوية بالنسبة لطهران».

وبدوره، قال أردوغان إن هدفنا وأملنا فى القمّة هو إعادة إنشاء وإحياء سوريا يسودها السلام فى أقرب وقت، وأكد أن القمة لم تقل أبدا أن مسار أستانة يشكل بديلا عن مسار مفاوضات جنيف، وأضاف أردوغان إنه يقترح إنشاء مساكن للسوريين فى المنطقة الآمنة، على الحدود السورية- التركية، موضحا أن وحدة أراضى سوريا تعتمد على البعد عن جميع المنظمات الإرهابية فى إشارة إلى الدعم الأمريكى لمسلحين أكراد سوريين تعتبرهم تركيا أعداء لها.

وقال بوتين إن أردوغان اقترح تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة فى سوريا، وأرى أن هذا المقترح صائب جدًا، وقبيل انطلاق القمة، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بوتين قوله، إن تنظيم «داعش» هُزم فى سوريا، لكنه لا يزال يحتفظ بقدراته التدميرية، ويمكنه شن الهجوم على دول فى أنحاء العالم، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 1211 مسلحا وذويهم غادروا دوما فى الغوطة الشرقية على متن 25 حافلة متوجهين إلى حلب شمال غرب سوريا، خلال الـ24 ساعة الماضية، وأضافت: «بلغ إجمالى عدد المغادرين من المسلحين وعائلاتهم من دوما نحو 3480 منذ بدء الهدنة الإنسانية». وترعى موسكو وطهران اللتان تدعمان دمشق، وأنقرة التى تدعم مقاتلى المعارضة عملية آستانة التى نجحت فى التوصل إلى اتفاقات لإقامة مناطق عدم التصعيد فى 4 مناطق سورية، بهدف الحد من المواجهات فى سوريا، وتهدف القمة الثلاثية فى أنقرة، إلى وضع حد للحرب الأهلية المشتعلة فى البلاد والتى دخلت عامها الثامن فى مارس الماضى، وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد نصف سكان البلاد فى الداخل والخارج، فى ظل نجاح قوات الجيش السورى فى السيطرة على مناطق شاسعة من البلاد فى مواجهة «داعش»، ونجاحها فى إخراج المسلحين من الغوطة الشرقية لدمشق. ودعا يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى سوريا، أمس إلى السماح بوصول المساعدات إلى دوما، وقال إن ما بين 80 و150 ألف مدنى على شفا الانهيار بعد سنوات من الحصار والقتال العنيف.

وفى غضون ذلك، قال رئيس الاستخبارات الأمريكية الوطنية، دان كوتس، أمس، إن قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا اتخذ وسيعلن «قريبا»، وأضاف كوتس، بحسب ما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم» أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وافق على تمديد بقاء القوات فى سوريا لفترة أطول، موضحا أن مجلس الأمن القومى اتخذ قرارا حول مستقبل الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا، ولأن البيت الأبيض سيعلن عنه فى وقت قريب. ويأتى ذلك، بعد ساعات من إعلان ترامب، مساء أمس الأول، أنه حان الوقت للانسحاب من سوريا، وأضاف أن «الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليونات دولار فى الشرق الأوسط، وإن السعودية مهتمة جدا بقرارنا»، وقال: «حسنا، إذا كانت الرياض ترغب ببقائنا فى سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك». وأكد أن «تواجد قواتنا فى سوريا مكلف للغاية بالنسبة إلينا، ويخدم مصالح دول أخرى أكثر مما يساعدنا». وأضاف: «أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها، أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا».فى المقابل، كان بريت مكاجورك، المبعوث الأمريكى الخاص للتحالف الدولى، قد أكد أمس الأول: «نحن فى سوريا لمحاربة (داعش)، هذه مهمتنا ومهمتنا لم تنته وسنكمل تلك المهمة». وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تضارب التصريحات بين ترامب الذى عبر عن رغبته فى «الخروج» سريعا، وقائده الأعلى فى الشرق الأوسط جوزيف فوتيل الذى أكد أهمية وجود عسكرى مستمر بسوريا، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قوله: «أحرزنا الكثير من التقدم العسكرى الجيد للغاية خلال العامين الماضيين، لكن مازال أمامنا الجزء الصعب، والجهود المقبلة تشمل دور الجيش فى العمل على إرساء الاستقرار فى سوريا، وتعزيز المكاسب للتعامل مع قضايا الإعمار على المدى الطويل بعد هزيمة داعش».

واستضافت موسكو، أمس، مؤتمرا للأمن شاركت فيه عشرات الدول، وقال وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو إن التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة فى سوريا لم يضع أمامه هدف القضاء على «داعش» وكان يريد زعزعة الأوضاع وتثبيت وجوده فى المنطقة، وأضاف فى كلمته أمام المؤتمر أن التحالف لم يتعاون مع روسيا فى محاربة الإرهاب فى سوريا، وأكد أن القوات الروسية فى سوريا أسقطت 17 طائرة بدون طيار مجهزة بالذخيرة ومصنعة بمساعدة دول متقدمة، ويمكن التحكم بها من على بعد 100 كيلومتر.

وبدوره، أكد نائب وزير الدفاع السورى محمود الشوا أن عناصر «داعش» موجودون فى سوريا ضمن 4 جيوب صغيرة، وأضاف فى المؤتمر أن التنظيم يسيطر على 4% فقط من مساحة سوريا، وقال: «حققنا إنجازات فى محاربة الإرهاب، وعام 2017 كان عاما مهما فى محاربة الإرهاب بمساعدة الدول الحليفة، خاصة روسيا وإيران». وأشار إلى أن القضاء على الإرهاب شكّل ضربة ضد المشاريع الغربية فى المنطقة، وأكد وزير الدفاع الإيرانى أمير حاتمى أن إيران استطاعت بتعاونها مع روسيا وتركيا إحباط الكثير من المؤامرات فى المنطقة، وأفلحت فى مكافحة الإرهاب فى السنوات الأخيرة. وأضاف أن التحالف الدولى قام بإدارة الإرهابيين وتصرف بشكل انتقائى فى مكافحة «داعش».