اهتمت الصحف العربية الصادرة الثلاثاء بأحداث ميدان التحرير المستمرة لليوم الثالث على التوالي منذ يوم السبت الماضي، وقالت «النهار» اللبنانية إن المجلس العسكري يواجه «أكبر تحدٍ» بالمليونية التي ينظمها الثوار في ميادين مصر الثلاثاء.
وأشارت إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رفض استقالة حكومة عصام شرف، مؤكدة أن المجلس الحاكم «يواجه التحدي الأكبر والأكثر دموية لسلطته منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك».
وذكرت أن متظاهرين غاضبين في ميدان التحرير قاموا بمنع القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، محمد البلتاجي من دخول الميدان، بينما كان يحاول تهدئة المتظاهرين المعتصمين في الميدان والشوارع المحيطة به.
وحللت «النهار» الموقف قائلة إن سبب تفجر العنف الذي بدأ السبت الماضي هو «الخيبة والارتباك اللذين سادا الثورة المصرية منذ سقوط مبارك وتسلم الجيش السلطة»، موضحة أن الأحداث ستلقي بظلالها على الانتخابات المقررة نهاية نوفمبر الجاري. وقالت إن كثيرين كانوا يأملون في أن تشكل تلك الانتخابات أحد معالم الانتقال للديمقراطية، إلا أن الاستياء المتزايد من المجلس العسكري المتمسك بالسلطة حتى بعد الانتخابات هو الذي أدى لاندلاع الاحتجاجات.
من جانبها، أكدت «الشرق الأوسط» في أحد عناوينها الرئيسية على صفحتها الأولى أن «ميدان التحرير في قبضة شباب الثورة»، مشيرة إلى تشابه المشهد الآن لمشاهد ثورة 25 يناير، حيث يعج الميدان بشباب من جميع الأطياف والانتماءات السياسية، وإلى غياب الأحزاب والقوى السياسية والتقليدية التي أعلنت من قبل رفضها للاعتصام ثم تراجعت واعتذرت إلا جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم.
وقالت الصحيفة إن «قلب ميدان التحرير يئن من مشاهد الألم والضحايا»، في إشارة إلى كثرة أعداد القتلى والمصابين، وفقدان العشرات لعيونهم نتيجة تصويب جنود وضباط الداخلية على أعين المتظاهرين.
أما صحيفة «السفير» اللبنانية، فقالت إن «ثوار التحرير يستعيدون زمام المبادرة.. والحكومة الجديدة تنتظر اسم رئيسها»، خلافًا للأنباء التي قيلت عن رفض المجلس العسكري قبول استقالة شرف.
وأوضحت أن مصير الانتخابات البرلمانية «بات مفتوحًا على احتمالات عدة إثر حملة القمع التي يتعرض لها الناشطون في ميدان التحرير منذ يوم السبت الماضي، والتي دفعتهم مجددًا إلى الإعلان عن الثورة بنسختها الجديدة، رافعين سقف مطالبهم السياسية نحو تشكيل حكومة إنقاذ وطني، ستكون المطلب الأساسي للتظاهرة المليونية التي دعوا إليها الثلاثاء».
ورأت أن كل محاولات المجلس العسكري لاحتواء «الثورة الجديدة»، مثل إصداره قانون العزل السياسي، وهو أحد المطالب البارزة للثوار، قد باءت بالفشل بعد ارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 35 شخصًا، والمصابين إلى أكثر من 1500 آخرين.
صحيفة «الحياة» اللندنية خصصت عنوانها الرئيسي أيضًا لثورة مصر الثانية، وإلى خبر استقالة حكومة شرف، موضحة أن الأطراف الفاعلة في الأزمة وضعت نفسها في موقف صعب التراجع عنه، خاصة القوى الإسلامية، وعلى رأسها «الإخوان المسلمين».
ورأت «الحياة» أن الجيش يسعى للتهدئة بورقة «قانون العزل»، إلا أن ميدان التحرير «رد بمليونية الإنقاذ الوطني»، مؤكدة أن هذا الصراع هو ما سيحسم مستقبل الثورة.
في صحيفة «القدس العربي»، كتب عبد الباري عطوان، رئيس تحريرها، مقالًا يحتفي بالأحداث الراهنة، وقال إن «مصر تستكمل ثورتها» بعد أن «واجهت أخطارًا هددت وجودها وبددت إنجازاتها وأغرقت البلاد في حالة من الفوضى تثلج صدر الرئيس المخلوع حسني مبارك».