أدان «اتحاد كتاب مصر» ما وصفه بممارسات «العنف والقهر والوحشية» في التحرير، وطالب، في بيان له، الثلاثاء، اعتبره بلاغًا للنائب العام ضد وزير الداخلية والقيادة العامة للقوات المسلحة، بسرعة التحقيق في الأحداث «البشعة» بميدان التحرير، وأقاليم مصر في الإسكندرية والسويس وبورسعيد وغيرها من المدن.
وأعرب اتحاد الكتاب عن «استياءه البالغ وإدانته الصريحة لممارسات العنف والقهر والوحشية، والتي بلغت ذروتها فجر السبت الماضي بأحداث دامية مفتعلة حين شاركت قوات الشرطة والجيش في جريمة البطش بفئة قليلة من المسالمين المعتصمين بالميدان لا ذنب لهم إلا المطالبة بما يرونه حقًا مشروعًا لهم، ونتج عن هذه الوحشية غير المبررة مصرع ما يقرب من ثلاثين شهيداً حتى الآن، وما يزيد على الألف مصاب من أبناء مصر الثائرة».
وأكد اتحاد الكتاب أن «مماطلة المجلس العسكري وتقاعسه عن استكمال دوره الوطني أدت إلى عودة فئران السفينة من الفلول بأقنعة جديدة، حيث اختلط الحابل بالنابل، في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ مصر»، مشيرا إلى أن المصريين انتظروا 9 شهور، لكن «لم يتمخض الجبل العسكري إلا عن وعود مراوغة، وممارسات مضللة».
وقال: «انتظرت مصر طويلًا وأهدر من عمرها وطاقاتها الكثير، بل تم نهب ثورتها، حين تعمد المجلس العسكري ووزارته الورقية المتهالكة العمل على ترهل الثورة وتفريغها من أثمن مقوماتها، بإيجاد وابتكار مسارات وحلول وهمية وأساليب ملتوية، لم تخدع إلا صانعيها، وكان الشعب المصري- وهو الحقيقة المؤكدة والدامغة للطغاة الراسخة على مدار التاريخ- كفيلًا بكشف تلك الألاعيب وتعريتها متصديا لها في بطولة نادرة».
وأضاف أنه كان «على المجلس العسكري أن يصغي لأصوات الحكماء من أبناء مصر ويناقشها ويتبنى منها ما يسمو بمصر عما هي فيه، بدلًا من أن يستبدل الحكمة بالسوط، والعقل بالرصاص الحي والمطاطي، والرؤية الواضحة والرأي بضبابية دخان القنابل المسيلة للدموع والمغيبة للوعي».
وطالب الاتحاد بضرورة إعادة النظر في مسار العملية السياسية، وتشكيل جمعية تأسيسية تضم كل ألوان الطيف السياسي المصري، وتعبر عن نسيج الأمة المصرية لوضع الدستور، والإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية.
وأكد أن «استقالة حكومة عصام شرف واستبدالها بقناع جديد غير كاف»، مشددا على ضرورة «تشكيل حكومة جادة واعية محققة لإرادة الشعب وطموحاته تصلح ما أفسدته الحكومات المصطنعة التي تداولت السلطة بعد الثورة، وتواجه بشجاعة وشفافية وحكمة المشكلات المتراكمة الملحة وأولاها قضية ضحايا الثورة من الشهداء والمصابين ورعاية أسرهم».
ووصف الاتحاد الاعتداء على المعتصمين في التحرير بأنه «مؤامرة لتصفية الثورة»، مجددا إدانته لكل ما يتعرض له أبناء الوطن العربي في البحرين وسوريا واليمن من ممارسات قمعية.