ترأست الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، صباح الأربعاء، وفد مصر في الاجتماع السنوي الـ43 لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، الذي يعقد في العاصمة التونسية، بحضور الدكتور بندر حجار، رئيس مجموعة البنك، ومحافظي 56 دولة بالبنك، والسفير نبيل حبشي، سفير مصر لدى تونس، والدكتور شهاب مرزبان، كبير مستشاري الوزيرة للشؤون الاقتصادية.
واستهلت الوزيرة، كلمتها، بتقديم خالص الشكر والتقدير للجمهورية التونسية الشقيقة شعبا وحكومة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما تقدمت بالشكر بالدكتور بندر حجار، على قيادة مجموعة البنك واستكمال مسيرة النجاح التي جعلت من البنك مصدر فخر لكل الدول الأعضاء.
وأكدت الوزيرة أن من أولويات الحكومة المصرية دعم رواد الأعمال، خاصة من يقدمون حلولا جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات التى تواجه بلادنا، فى شتى القطاعات، وفي هذا الإطار، جاء تركيز مصر على تمكين الشباب ودعم المستثمر الصغير، وخلق منظومة متكاملة لدعم رواد الأعمال والابتكار تساعد في تحقيق آمال وتطلعات الشباب، وفي إطار ما نص عليه قانون الاستثمار الجديدة لأول مرة على دعم الدولة للشركات الناشئة وريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فالهدف هو تحقيق نمو اقتصادي معتمد على الشباب والابتكار والتكنولوجيا، وبالطبع حزمة التشريعات لجذب الاستثمارات الجديدة.
وذكرت الوزيرة أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولي أطلقت، في عام 2017، أول صندوقا للاستثمار في ريادة الأعمال لدعم شباب ريادة الأعمال، وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، وتلقينا خلال المرحلة الأولى أكثر من 3609 فكرة من 27 محافظة فى قطاعات، تتراوح ما بين الصحة والطاقة المتجددة، وتم تأسيس أكبر مسرعة أعمال في أفريقيا والشرق الأوسط، لخدمة الدول الأفريقية، وتأسيس مركز خدمة رواد الأعمال بالوزارة ويقدم المركز برامج دعم وبناء القدرات وكافة أنواع الدعم القانوني والفني لرواد الأعمال.
وقدمت الوزيرة، التهنئة لرئيس البنك، على إطلاق البنك الإسلامي للتنمية، خلال اجتماعه السنوي الحالي، صندوق العلوم والتكنولوجيا والابتكار بقيمة 500 مليون دولار، بهدف دعم المبادرات العلمية والتكنولوجية والابتكارات في الدول الأعضاء بالبنك، مؤكدة تطلع مصر للتعاون مع الصندوق الجديد لدعم مشروعات الشباب، بالتعاون مع الصندوق الاستثماري لريادة الأعمال لما تتضمنه من أفكار مبتكرة للشباب.
وأشارت الوزيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع رؤية طموحة للنهوض بالبلاد، وبناء عليها حرصت الحكومة المصرية على تبنى برنامج إصلاح اقتصادي قوى وفق أولويات واحتياجات الشعب بهدف تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بالاقتصاد القومي، وتحسين مناخ الاستثمار، وفي إطار الإصلاح يتم التركيز على المشروعات التنموية الكبرى، ومن ضمن هذه المشروعات مشروع تنمية شبه جزيرة سيناء ومحور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، فضلاً عن بناء شبكة طرق وأنفاق قومية على مستوى الجمهورية، وتطوير مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، ومشروعات الري، ومشروعات الطاقة والعمل على تنويع مصادر توليد الطاقة من خلال التوسع فى إنشاء مشاريع الطاقة المتجددة.
ودعت الوزيرة الدول الأعضاء بالبنك إلى الاستثمار في مشروع تنمية سيناء، الذي أطلقه الرئيس السيسي.
وذكرت الوزيرة أنه تم إطلاق خريطة مصر الاستثمارية، التي أعدتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، بالتعاون مع باقي الوزارات، حيث تتضمن الخريطة، فرص استثمارية واعدة في كافة محافظات الجمهورية، كما توسعت الوزارة في تأسيس فروع لمركز خدمات المستثمرين في عدد من المحافظات، كما استهدفت الحكومة التوسع في برامج الحماية الاجتماعية والاستثمار في المواطن بالتوازي مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي.
وأشادت الوزيرة بمساهمات البنك الإسلامي للتنمية فى تمويل عدد من المشروعات الهامة فى مصر، بإجمالي تمويلات وصلت إلى 2.3 مليار دولار.
وأعربت الوزيرة، عن تطلعها خلال الاجتماع، إلى تفعيل آليات العمل الجماعي والتعاون المشترك لمكافحة الفقر وخلق فرص العمل، وتحسين البنية الأساسية وبيئة الأعمال والاستغلال الأمثل للثروات والموارد الطبيعية التي حبي الله بها البلاد الإسلامية.
ودعت الوزيرة إلى صياغة سياسات وبرامج تساهم في تحسين أوضاع المرأة اقتصادياً واجتماعياً، ومناقشة قضايا الشباب بجدية لكي يكونوا قوة فاعلة في التطور والنمو من خلال تدريبهم وتطوير مهاراتهم وإمكانياتهم وتشجيعهم على الابتكار.
وأشارت الوزيرة إلى أن العالم الإسلامي يشهد العديد من التحديات، أبرزها ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وقد كانت تلك الأوضاع أحد الأسباب الرئيسية لنشأة الأفكار الرجعية والمتطرفة وظهور الجماعات الإرهابية التي لا تعرف سوى لغة القتل والتدمير، لذا تحرص حكومة جمهورية مصر العربية على المشاركة في كافة المحافل والتجمعات الدولية والإقليمية بغرض التواصل الدائم مع كافة الدول الصديقة وتبادل الآراء حول مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولتمد يدها لكافة دول العالم للعمل سوياً لمواجهة الأخطار والتحديات المشتركة وتحقيق التعاون في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق التنمية بما يعود بالمصلحة على شعوب بلادنا.