رحيل العراب: أبطال الروايات وصناع الأحداث

كتب: مي هشام الأربعاء 04-04-2018 00:23

خِلاف سمات البطولة الخارقة التى عصفت بعقول قراء روايات مصرية للجيب، التى أصدرتها المؤسسة العربية الحديثة منذ ثمانينيات القرن الماضى وعُرفت بـ«مشروع القرن الثقافى»، وتجسدت فى شخصية أدهم صبرى، رجُل المخابرات قاهِر المستحيل، جاءت شخصيات الراحل أحمد خالد توفيق أقرب للقُراء بحظّهم العثِر وصفاتهم البشرية غير الأسطورية، ومن أبرز هؤلاء.. رفعت إسماعيل، وعبير عبدالرحمن، وعلاء عبدالعظيم.

عبير عبدالرحمن.. بطلة لن تكون فتاة أحلامك

على نفس منوال «نقيض البطل»، ولدت عبير هى الأخرى، بصفاتها البشرية التى جعلت أغلب القرّاء يتوحدون معها.

فتاة ضعيفة فقيرة تعيش حياة على الهامش ولا تتمتع بأى من أمارات الرفاهية والرخاء فى حارتها الشعبية التى نشأت فيها وصوّرها توفيق ببراعة، لتجِد لها متنفسًا من هذه الحياة البائسة بالهروب إلى عوالم الخيال بالقراءة والاطلاع النهِم.

بظهور شريف، الذى تزوّجت منه فوهبها جهازًا سريًا يتيح لها التجوُل فى عالم خيالى بأريحية، تنقلب حياة عبير رأسًا على عقب وتجسد أعداد سلسلة «فانتازيا» مغامراتها وإبحارها فى عوالم الأدب وكواليس أشهر الروايات والملاحم الأدبية.

رفعت إسماعيل.. العجوز قاهر الأساطير

عجوز «مكحكح» كما يقولون، يشق سعاله سكون الليل، ويقهر الأساطير بصدر مفتوح وبضع حبّات نيتروجليسرين يضعها تحت لسانه عند الضرورة ليواجه أزماته القلبية التى تباغته فيما يُصارع الوحوش والأشرار الميتافيزيقيين الذين يتعثر فيهم. يُعد رفعت إسماعيل أقرب شخصيات دكتور أحمد له، فهو طبيب مثله متخصص فى أمراض الدم، وهو «ابنه البكرى» كما قال الراحل فى أكثر من حوار صحفى سئل فيه عن أحب شخصياته. رغم شعبيته الكُبرى، كونه نموذجا ممتازا لفكرة «نقيض البطل» القريب من القُراء، قرر توفيق أن يكتب أحداث وفاته فى العدد الثمانين للأساطير حتى لا يتحوّل لمادة تطويل ومط يُطالب القُراء بقتلها، فجاءت أسطورة الأساطير صدمة للقُراء الذين شيّعوه بتظاهُرة محبة إلكترونية، وحفل تأبين فى معرض الكتاب التالى لصدور العدد الأخير.

علاء عبدالعظيم.. فى مواجهة الخرافات الطبية

على عكس رفعت وعبير، جاء علاء الأقرب لمفهوم البطل بالمعنى المتعارف عليه لدى غالبية القراء بصفاته المُستحسنة، فهو طبيب شاب، يحارب السحر والخرافات غير الطبية، وبطل سلسلة «سافارى»، إحدى سلاسل أحمد خالد توفيق الشهيرة، و«سفارى» منظمة طبية عالمية غير هادفة للربح تشبه كثيراً «أطباء بلا حدود»، وزاول علاء عبدالعظيم الطب تحت مظلتها فى الكاميرون، ففتح إلى القراء منفذًا سحريًا إلى الثقافات الأفريقية المجهولة. حظيت شخصية علاء عبدالعظيم بشعبية كبيرة لدى جمهور القُراء، وبخاصة ذوى الخلفيات الأكاديمية الطبية، حتى إن أحمد خالد توفيق روى فى أحد الحوارات أن قارئًا من القراء استعان بحوار علاء فى عدد من الأعداد للإجابة عن سؤال فى اختبار شفوى بكُلية الطب.