بدء موسم «السياحة العلاجية» بشواطئ سفاجا: نسب الشفاء بلغت ٩٠%

كتب: محمد السيد سليمان الأحد 01-04-2018 21:56

٩٠ % نسبة شفاء للخاضعين للعلاج
بدء موسم «السياحة العلاجية» بشواطئ سفاجا

البحر الأحمر محمد السيد سليمان

بدأ اليوم الأحد بشواطئ عدد من القرى السياحية بمدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر الموعد السنوي لموسم السياحة العلاجية الذي يجذب مئات السائحين للخضوع له، حيث أخذت المدينة شهرة عالمية في هذا المجال بفضل النتائج التي تحققت في العلاج للمترددين عليها من السائحين من مختلف الجنسيات لطلب العلاج بعد أن أثبتت الأبحاث والتحاليل أن هذه المنطقة الجغرافية على شاطئ البحر الأحمر تضم مقومات فريدة من أشعة الشمس والرمال ومياه البحر الغنية بالمعادن ذات الفاعلية الشديدة في علاج أمراض الروماتيد والروماتيزم والصدفية.

وتعتمد خدمة السياحة العلاجية التي تقدمها القرى السياحية في مدينة سفاجا على جهود القائمين على القرى السياحية التي تقدم الخدمة، وذلك عن طريق الدفن في الرمال السوداء ومياه البحر الملوحة العالية ما جعلها من أشهر مناطق السياحة العلاجية في العالم، حيث تعتمد كل قرية تقدم خدمات السياحة العلاجية على نفسها في الترويج وجذب السائحين الراغبين في هذه السياحة مرتفعة العائد المادي.

وشهدت الأيام الماضية انتهاء الفنادق والقرى السياحية بسفاجا من استعدادتها لبدء موسم السياحة العلاجية في الأول من أبريل المقبل بعد الانتهاء من جميع التجهيزات لاستقبال السائحين الراغبين في تلقي العلاج والحجوزات الخاصة بهم.

وتشير الدراسات الطبية التي أجريت في الفترة الأخيرة أن السائحين المرضي الذين خضعوا لطبيعة العلاج في سفاجا، 90% منهم تم شفاؤهم بشكل تام، و10% حدث لهم تحسن واضح وسيعاودون تكرار العلاج حتى الشفاء التام.

أمير عبدالحفيظ مساعد مدير إحدى القرى السياحية، التي تعد من أوائل القرى التي تقدم خدمات السياحة العلاجية، أكد على أن عددا من القرى السياحية بسفاجا يتميز بمقومات السياحة الشاطئية والعلاجية، وفي نفس التوقيت خلال السنوات الماضية توفر عدد من القرى السياحية العلاج بالتنسيق مع الدكتور هاني الناظر الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث واستشاري الأمراض الجلدية.

وأضاف عبدالحفيظ أن «برنامج العلاج للسائح الذي يأتي لسفاجا للسياحة العلاجية يشمل الكشف الطبي المبدئي وتحديد عدد الجلسات التي يحتاجها للعلاج عن طريق طبيب متخصص توفره القرية السياحية، بالإضافة إلى هيئة تمريض، وتستمر جلسة العلاج لمدة ثلاث ساعات عن طريق النزول إلى ماء البحر ثم التعرض لأشعة الشمس، إضافة إلى جلسة أخرى في الساعة الرابعة بعد العصر لكون الأشعة البنفسجية في ذلك الوقت غير ضارة ما يساعد في سقوط القشرة وعودة الجلد إلى طبيعته، وأن فترة العلاج قد تستغرق بين أسبوعين وستة أسابيع حسب الحالة، وفي فترة العلاج لا يتناول المريض أي أدوية أو عقاقير طبية الكيماوية، وتخصص كل قرية سياحية منطقة على شاطئ البحر لعلاج الصدفية بينها جزء مخصص للرجال وآخر للسيدات، أما بالنسبة لعلاج الروماتيد وآلام المفاصل فإن العلاج يتم عن طريق الدفن في الرمال السوداء، وتساعد هذه الرمال التي تحتوي على أملاح الذهب وبعض النظائر المشعة في تخفيف الآلام وبسرعة الترسيب، ويتماشى هذا النوع من العلاج مع علاج مناعي آخر ويتم علاج المريض من خلال جلستين يومياً ولمدة تراوح بين أسبوعين وأربعة اسابيع، إذ يتم دفنه في الرمال التي تم تجهيزها ووضعها على الشاطئ وتغطى الساقان فقط والوجه عكس اتجاه الشمس.كما تضم القرية مركزاً للعلاج الطبيعي».

وأكد الدكتور إبراهيم أبوعلي رئيس مجلس محلي مدينة سفاجا السابق، أن «السياحة العلاجية بسفاجا تحقق عائد اقتصادي أفضل من أي نوع آخر من السياحة، وأن تاريخ سفاجا معروف في مجال الطب الطبيعي وعلاج أمراض الصدفية، وجاءت شهرتها كأهم المدن في العالم في علاج المرض هذا المرض الجلدي».

وطالب أبوعلي وزارة السياحة بتبني حملة عالمية للترويج للسياحة العلاجية بسفاجا وتركيز حملة الترويج في العالم العربي وأوروبا.

كما أكد الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية، وأحد المشرفين على برنامج السياحة العلاجية بسفاجا، أن «شواطئ سفاجا تحتوي رمال سوداء فريدة من نوعها فبعد تحليلها تبين أن بها ثلاثة مواد مشعة بنسب غير ضارة، بالإضافة إلى وجود نسب عالية من أملاح ومعادن لها دور علاجي هام مثل أملاح الذهب التي تعالج بنجاح مرض الروماتويد وأملاح الجيرمنيوم وهى شبه موصلات للكهرباء فعند تسخينها بأشعة الشمس تنشط هذه الأملاح وتبث إلكترونات سريعة تخترق جلد المريض وتقوم بتهدئة جهاز المناعة المضطرب والمتواجد في أماكن غير طبيعية، مثل تحت الجلد في الصدفية أو في المفاصل كما في الروماتويد».

وأضاف «الناظر» أن «أشعة الشمس الدافئة في سفاجا الساطعة طوال فصول وشهور السنة هي عامل هام في العلاج، حيث أن منطقة سفاجا محاطة بمرتفعات جبلية مما يجعلها حائط صد ضد الرياح والعواصف الرملية وهذا يوفر جوا نقياً من الشوائب والأتربة مما ينتج عنه تركيز للأشعة فوق البنفسجية ذات فائدة كبيرة في العلاج. وخصوصاً في ساعات الصباح الباكر وما قبل الغروب وتعد مياه خليج سفاجا، حيث تمتاز بارتفاع درجة الملوحة تصل لأكثر من 55 جزءاً في المليون وهذا ناتج من انخفاض سرعة تيار الماء، بالإضافة إلى وجود مجموعة من جزر الشعب المرجانية الفريدة من نوعها، وهى مصدر طبيعي للعديد من الأملاح والمعادن والتي لها أكثر من دور في علاج العديد من الأمراض المستعصية، هذا بالإضافة إلى الطمي الموجود في قاع البحر وخصوصاً في المائة متر الأولى من الساحل فهو غنى بأملاح الذهب، وهذا ناتج من ترسب هذه الأملاح الثقيلة الموجودة في مياه السيول المنحدرة من آعالى الجبال المحيطة بالخليج والتي تحتوى على صخور غنية بأملاح الذهب وعناصر هامة تختلط مع مياه السيول وترسب في طمي البحر، ولهذا فهو يتم وضعه على الجسم ثم يعرض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية في الصباح الباكر وما قبل الغروب حيث يحدث تبادل لأيونات هذه الأملاح والمعادن الهامة من خارج الجلد إلى داخله مما ينتج عنه اتزانا في انقسام الخلايا وتهدئة لجهاز المناعة المضطرب، كما أن أشعة الشمس تساعد على إفراز فيتامين «د» من الدهون الموجودة تحت الجلد وهذا له دور هام في تقوية وزيادة كثافة العظام».