«الاتحاد الأوروبى» يدعو إلى وقف العنف والاستماع لرغبات «التحرير»

ألقت أحداث ميدان التحرير بظلالها على الرأى العام الدولى، حيث دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون السلطات المؤقتة فى مصر إلى وقف العنف ضد المحتجين وضمان حدوث تحول ديمقراطى. وأعربت «أشتون» عن «قلقها البالغ» من الاشتباكات العنيفة التى وقعت فى ميدان التحرير بالقاهرة حيث استخدمت الشرطة التى يدعمها الجيش الهراوات والغاز المسيل للدموع.

وقالت «أشتون»، فى بيان الاحد: «أشعر بالأسف لإزهاق أرواح البشر، ولابد من ضمان القانون والنظام تحت مظلة احترام حقوق الإنسان»، مضيفة أن مطالب المواطنين بأن ترتبط مرحلة الانتقال السياسى بالحفاظ على المبادئ الديمقراطية ينبغى أن تجد آذانا صاغية.

فى سياق متصل، أعربت كل من ألمانيا وإيطاليا عن قلقهما الشديد بشأن ما يحدث فى «التحرير» ودعا كل من وزير الخارجية الألمانى جيدو فيستر فيله ونظيره الإيطالى جوليو تيرزى ديا سانتاجاتا عبر بيان مشترك جميع الأطراف فى مصر إلى «وقف العنف بصورة فورية». وطالب الوزيران جميع القوى السياسية والمؤسسات الرسمية فى مصر بالإسهام فى خلق أجواء سلمية لأنها تمثل ضرورة لنجاح التحول الديمقراطى فى البلاد.

وفى لندن، أكد وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج أن المواجهات العنيفة التى وقعت فى مصر الأيام الماضية تثير «قلقا كبيرا»، لكنها يجب ألا تبدد التفاؤل بـ«الربيع العربى» - على حد قوله. وأوضح «هيج»، فى تصريحاته لشبكة (بى. بى. سى) الإخبارية البريطانية، أنه ستكون هناك نزاعات وصعوبات فى الطريق نحو الديمقراطية، مشيرا إلى ضرورة إجراء الانتخابات فى مصر لإمكانية وضع دستور يقبله قطاع كبير من المجتمع.

وأشار الوزير البريطانى إلى أنه ينبغى على العسكريين الإشراف على هذه الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل التى لابد أن «يتم بعدها الانتقال على وجه السرعة إلى الحكم الديمقراطى»، مطالبا العسكريين بإنهاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين وعدم عرضهم على محاكمة عسكرية.

وتزامنت تصريحات «هيج» مع تظاهر العشرات من المصريين المقيمين فى بريطانيا أمام السفارة المصرية فى لندن للتعبير عن تضامنهم مع إخوانهم فى «التحرير». وأعرب المتظاهرون عن مخاوفهم على الثورة من محاولة «فلول» الحزب الوطنى المنحل العودة إلى السلطة عن طريق ترشيح بعض الأسماء المرتبطة بالحزب فى الانتخابات المقبلة لمجلسى الشعب والشورى وطالبوا بـ«ضرورة عزلهم سياسيا».

وتظاهر عشرات المصريين أمام مقر بعثة مصر بالأمم المتحدة فى نيويورك، الاحد ، اعتراضاً على عنف قوات الأمن مع متظاهرى التحرير ورفع المتظاهرون علم مصر مرددين شعارات: «ولا بنخاف ولا بنطاطى، إحنا كرهنا الصوت الواطى، إحنا أخدنا على المطاطى». وأدانت «الجمعية الوطنية للتغيير» فى أمريكا تعامل قوات الشرطة العسكرية مع متظاهرى التحرير، قائلةً فى بيان لها إن «المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يكن المؤسسة المناسبة للاضطلاع بمسؤولية التحول الديمقراطى، كونه تخاذل عن مطالب الثورة وابتعد عن النتائج المحتملة لها». ونددت، فى بيان لها الاثنين، بحالة الفراغ الأمنى فى الشوارع إلا أثناء المظاهرات حيث يتم استخدام العنف غير المبرر.

كما تظاهر العشرات من المصريين فى العاصمة الفرنسية باريس الاحد أمام مقر المكتب العسكرى تضامنا مع متظاهرى «التحرير» وطالبوا بتحديد موعد لتسليم السلطة ورفعوا لافتات كتب عليها: «ثورة.. ثورة» و«إرادة الشعب المصرى فوق الجميع».

وعبرت وزارة الخارجية الفرنسية عن «قلقها الشديد» إزاء المواجهات فى التحرير ودعت قوات الأمن والمتظاهرين إلى إبداء حس بـ«المسؤولية». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «فرنسا تدين أعمال العنف وتدعو إلى التحلى بروح المسؤولية من قبل الجميع فى هذه الأيام العصيبة». وأكد دعم فرنسا «لمواصلة العملية الديمقراطية فى مصر التى يفترض أن تؤدى فى 2012 إلى نقل السلطة إلى السلطات المدنية التشريعية والتنفيذية المنتخبة».

وأعربت الصين عن أملها فى أن تتم الانتخابات البرلمانية وانتقال السلطة فى مصر بشكل سلس، داعية «جميع الأطراف إلى حل خلافاتها بالحوار». من ناحية أخرى، زار وزير الخارجية الفنلندى، إيركى توميجا، والوفد المرافق له ميدان التحرير صباح الاثنين، للوقوف على حقيقة الأحداث، وأبدى أسفه لما شاهده فى الميدان، وأكد أنه لم يتوقع أن يرى هذا المنظر، معربا عن تعجبه من إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين، وأكد أنه سينقل الموقف كاملا لبلاده كما شاهده فى ميدان التحرير.