صحف عربية: الدم يعود إلى التحرير.. وثورة ثانية لإسقاط العسكر

كتب: ملكة بدر الإثنين 21-11-2011 11:51

لليوم الثاني على التوالي، مازالت أحداث ميدان التحرير تلقي بظلالها على الصحف العربية، فقد كتبت «النهار» اللبنانية في عنوانها الرئيسي أن «الدم عاد للتحرير»، موضحة أن الميدان استعاد روح ثورة يناير واستمرت الاشتباكات فيه ليومين، في محاولة من الشرطة للسيطرة على الميدان.

وأضافت «النهار» أن سبعة قتلى من المتظاهرين على الأقل ماتوا اختناقًا بسبب قنابل الغاز، ومات 4 آخرون بالرصاص الحي، فيما أشارت إلى استخدام قوات الأمن للطلقات المطاطية والهراوات وأنواع أخرى من الأسلحة في مواجهتها للمتظاهرين الذين استعانوا بالزجاجات الحارقة (المولوتوف).

وقالت إن محافظتي السويس والإسكندرية شهدتا مواجهات مماثلة منذ مساء السبت، كما تظاهر آخرون في الإسماعيلية، وسط مخاوف من أن تشهد الانتخابات البرلمانية المرتقبة أحداث عنف مماثلة.

أما صحيفة «السفير» اللبنانية، فكان عنوانها الرئيسي: «ثورة ثانية في مصر: الشعب يريد إسقاط العسكر»، وألقت باللوم على قوات الأمن في تأجيج الاشتباكات بعدما استخدمت القوة المفرطة في فض اعتصام لأهالي شهداء الثورة ومصابيهم في الميدان.

وشبهت «السفير» الأوضاع الراهنة بأيام ثورة يناير، وخاصة يوم 28 يناير الماضي، مشيرة إلى بعض المصابين الذين أصيبوا يومها إصابات بالغة على يد قوات الأمن التابعة لمبارك، ثم عادوا ليفقدوا البصر هذه المرة على يد نفس قوات الأمن، ولكن هذه المرة التابعين للمجلس العسكري.

ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن المجلس العسكري الذي هتف المصريون له «الجيش والشعب إيد واحدة»، أصبح الآن بعد شهور من تنحي مبارك هو «العدو الأول للثورة» الذي يطالب الناس بإسقاطه، «وتسبب في حدوث عاهات في أجساد الشباب الثائر، بعدما دهس بمدرعاته آخرين في أكتوبر الماضي، ثم لجأ إلى إحالة الآلاف للمحاكمات العسكرية».

ورأت «السفير» أن «الثورة الآن تشهد منعطفًا خطيرًا لا يعلم أحد كيف سيتطور وينتهي»، مؤكدة أن الأرقام المخيفة للضحايا تفيد بأن «التاريخ يعيد نفسه».

من جانبها، خصصت «الشرق الأوسط» عنوانها الرئيسي لأحداث الميدان، وقالت إن «التحرير يشتعل» فيما تطالب القوى السياسية بحكومة إنقاذ وطني «كبديل عاجل يعبر عن روح الثورة المصرية».

وأضافت أن «مشاهد ثورة إسقاط مبارك تعود من جديد»، مؤكدة أن هناك ما لا يقل عن 1500 إصابة، وأن القوى السياسية حملت المجلس العسكري مسؤولية تفجر الأوضاع.

أما صحيفة «الحياة» اللندنية فقالت في عنوانها الرئيسي إن «معركة ميدان التحرير تضع الانتخابات على المحك». ونقلت عن نائب مدير الإعلام في وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف قوله إن «المناخ الحالي يعكر صفو الانتخابات»، لكنه أكد قدرة الشرطة على «تأمين العملية الانتخابية بالتنسيق مع قوات الجيش». وعوّل على «وعي المواطن ومساعدته قوات الشرطة»، مستغرباً تحميل وزارة الداخلية «مسؤولية اللغط الحاصل على الساحة السياسية الآن».

وحللت صحيفة «القدس العربي» الموقف باعتباره «صراع فيلة جديدا»، موضحة أن المظاهرات التي تعتبر عرضا للقوة وسبقت الأحداث الدامية للميدان مباشرة، «أنهت الهدنة بين الإسلاميين (الإخوان والسلفيين خاصة) ونظام الحكم العسكري، قبل أيام معدودة من الانتخابات البرلمانية».

وأكدت أن الهدنة بين الإسلاميين والمجلس العسكري انهارت «بعد توصل الإسلاميين إلى قناعة بأن الحكم العسكري بصدد تعزيز وجوده، وتوفير الضمانات لاستمراره في إدارة شؤون البلاد، وامتلاك الكلمة الفصل في هذا الشأن».

وأخيرًا، قالت «الجريدة» الكويتية إن «المجلس العسكري يكشر عن أنيابه ويعيد الثورة المصرية إلى الصفر»، متوقعة أن يتم تأجيل الانتخابات، وأوضحت أن الأمن «استخدم أعلى درجات القسوة لفض اعتصام التحرير»، مشيرة إلى تأكيد مصدر أمني على إصابة 77 من قوات الأمن، ما بين ضباط وجنود، «وهو ما يؤكد وجود مندسين بين المتظاهرين»، على حد قول المصدر.