معركة استعادة الوفد

نيوتن الثلاثاء 27-03-2018 22:09

من بعيد، نظرت إلى حزب الوفد. تأملت أحواله. مقارناً ما كان بما هو عليه الآن.

فالجمعة المقبل تجرى الانتخابات على رئاسة الوفد.

فكرت ملياً وانتهيت إلى أن الوفد ليس فى حاجة لانتخاب رئيس للحزب. فكيف نختار رئيساً لحزب لم يعد موجوداً عملياً؟!.

الوفد اختفى من الساحة السياسية منذ فترة طويلة. تدهور حاله بعد وفاة فؤاد سراج الدين. كان لدى الحزب احتياطى نقدى.. تبدد. كانت لديه شعبية.. اختفت. كان هناك أمل.. ذهب الأمل. لم يعد لدى الحزب ما يقدمه عند أى انتخابات. لم يعد لديه إلا التأييد والمبايعة والهتاف لما هو قائم. لم يعد يقوى على تقديم مرشح إذا دعت الحاجة. لا يجرؤ على مجرد تقديم رأى بديل أو مخالف.

المسألة إذن ليست رئاسة الوفد. القضية هى استعادة الوفد من جديد. الشىء الوحيد الذى لايزال موجوداً هو الحنين الحزين للوفد. نعم هناك حزن على الوفد الذى كان. حسرة وغصة على الوفد الموجود الآن. فلم يبقَ إلا التمنى. نتمنى أن يعود إلينا وفدنا كما كان. وفد كل المصريين.

لذلك المعركة ليست على الرئاسة. فالسؤال سيكون رئاسة ماذا؟. إنما هى معركة استعادة شىء فقدناه وطالما شغلنا الحنين إليه.

استعادته من أجل مصر. فمصر هى القضية التى طالما وهب الوفد نفسه لها.

لا نريد أن نرى مصر فى الموقف نفسه فى انتخابات الرئاسة اليوم. عندما لم نجد بديلاً يليق ليقف منافساً للرئيس. لم نجد شخصاً بخلفية واضحة. وبرنامج محدد. يقف بجوار الرئيس فى الصورة. حتى لو كان استكمالاً للشكل. أو على سبيل الوجاهة.

لهذه الأسباب كلها نتمنى استعادة الوفد. بعد أن نستعيده يمكننا أن نفكر فى رئاسة للحزب تليق به. هذا هدف بهاء أبوشقة. ليس هدفه رئاسة الحزب. الرجل يريد تكرار ما فعله الرئيس عدلى منصور فى فترة مصر الانتقالية. بعد كبوة مصر بحكم الإخوان.

«أبوشقة» لا يطمع فى أكثر من إقالة الوفد من كبوته مرة أخرى.

بعدها يمكن للطيور المهاجرة أن تعود للوفد مرة أخرى.. ليس لتبوُّؤ مناصب. ولكن لاستكمال الرسالة من خلال الحزب العريق.

استعادة الوفد هى جزء من المخطط العام لاستعادة الدولة.