10 أعوام بعد هجمات «11 سبتمبر» .. إعادة الحياة الأمريكية فى فيلم وثائقى

كتب: ريهام جودة الأحد 24-04-2011 16:36

اصطدام الطائرات ببرجى مركز التجارة العالمى وانهياره بالكامل ومقر وزارة الدفاع الأمريكية وسقوط 2973 ضحية، مشاهد مروعة لن تنسى من الذاكرة الإنسانية ومن وجدان الأمريكيين، وفى حين تمر هذا العام، وتحديدا فى سبتمبر المقبل، الذكرى العاشرة لوقوع الهجمات الإرهابية الأشرس فى التاريخ المعاصر، فإن الحدث لا يزال يؤرق الأمريكيين ويوجعهم ولا يقدرون على تجاوزه، كما لا تزال السينما الأمريكية تقدم الجديد عنه كل فترة، فى محاولة لتفهم ما حدث، ويعد الفيلم الوثائقى «إحياء» أحدث تلك الأعمال التى تتناول 11/9 كما درج التعبير عنها بلغة مختصرة بين الأمريكيين.

الفيلم أخرجه «جيم وايتكر»، وأنتجه بالتعاون مع «ديفيد سولومون»، وعرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان «صندانس» للسينما المستقلة فى مدينة «يوتا» الأمريكية، ويستعرض حياة تسعة أشخاص على مدى السنوات العشر التى مرت منذ الهجمات، وكيف تغيرت أحوالهم بسببها، مثلما تغير منظر الأرض التى لطالما وقف عليها برجا مركز التجارة العالمى بمدينة «نيويورك» كرمز للتقدم والمدنية الأمريكية، لكنها أصبحت مستوية ومليئة بشواهد القبور الخاصة بضحايا الهجمات، وأصبحت معروفة باسم«ground zero»، بينما تطل عليها المبانى الشاهقة التى كانت مناظرة ومنافسة فى علوها لبرجى مركز التجارة العالمى.

وقد سجل المخرج مابين 3-5 ساعات مع كل حالة من حالات أسر ضحايا 11 سبتمبر، لرصد أحداث عادية مروا بها منذ فقدهم لذويهم.

ضم الفيلم لقطات متميزة لهذه المنطقة، وقد صورها مخرج الفيلم «جيم وايتكر» بواقع لقطة كل خمس دقائق طوال 24 ساعة، وعاما بعد الآخر استطاع «وايتكر» وفريقه من المساعدين أن يجمعوا ملايين اللقطات خلال مايزيد عن تسعة أعوام، وعبر المونتاج اقتطع لقطات تعكس التطور الذى شهدته المنطقة، فى حين أكد أنه وفريقه مستمرون فى التقاط اللقطات بهذه الطريقة حتى عام 2015 لتقديم أفلام جديدة باستخدامها.

وفى خط مواز يستعرض «وايتكر» قصصا إنسانية لتسع من أسر ضحايا 11 سبتمبر، منهم امرأة شابة فقدت خطيبها الذى كان يعمل رجل إطفاء، ومراهق توفت والدته فى حادث انهيار مركز التجارة العالمى، إلى جانب بعض الناجين منهم رجل إطفاء فقد 343 من زملائه.

وقال «وايتكر»: جاءتنى فكرة الفيلم بعد شهر واحد من وقوع الهجمات، ومنذ أن زرت «المنطقة صفر» لأول مرة ورأيتها بعينى، شاهدت الأنقاض والركام، وملأنى القلق والرعب، لكن تولد لدى أيضا وقتها أن المكان سيتغير وسيختلف شكله عما هو عليه الآن، وغمرنى الأمل وهو ماكان دافعى لتقديم فيلم يعكس تلك المشاعر المختلطة والمتضاربة داخلى.

نشر «وايتكر» 14 صندوقاً تجمع أشعة الشمس فى جميع أرجاء المنطقة.

للمساعدة فى منح الطاقة لكاميرا التصوير التى تعمل بالطاقة الشمسية، وصور عمليات حفر تحت الأرض لتأسيس برج جديد أعلى مما كان عليه برجا مركز التجارة العالمى.

ويتم حاليا بحث إمكانية عرض الفيلم تجارياً فى أغسطس المقبل، بينما يعرض تليفزيونيا فى الذكرى العاشرة للهجمات، بدعم من منظمة «إحياء» التى ترعى متضررى الهجمات وأسر ضحاياها فى نيويورك، وتقوم بعمل المشروعات الاجتماعية والخيرية وتخصص عوائدها لدعم أسر الضحايا مالياً.