عظة «عيد القيامة» تخلو من الإشادة بـ«مبارك» لأول مرة.. والبرادعي يتقدم المهنئين

 

وسط انتشار أمني كثيف حول مختلف كنائس القاهرة، بدا أكثر وضوحاً في محيط الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، احتفل الأقباط بعيد القيامة المجيد، واتشحت الكنائس المصرية الرايات البيضاء احتفالاً بالمناسبة.

ولأول مرة منذ سنوات تخلو عظة القداس الإلهي، والذي ترأسه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت، بالكاتدرائية بالعباسية، من أية إشادات بالرئيس السابق حسني مبارك ونجله جمال، فيما غاب تماما عن القداس رموز النظام السابق، ليحل محلهم مندوبون عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فضلاً عن المرشحين المحتملين للرئاسة، علاوة على مشاركة رموز ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، كما غاب أي ممثل لجماعة الإخوان المسلمين، حيث رفضت الكنيسة إرسال دعاوى لغير الشخصيات الرسمية، مؤكدة أن الكنيسة مفتوحة للشخصيات العامة بدون دعاوى، واختزلت الكنيسة ساعات القداس من ثلاث إلى ساعة ونصف.

تصدر الحضور في القداس، الدكتور محمد البرداعي، المدير العام السابق للوكالة الدولة للطاقة الذرية، وعمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمستشار هشام البسطويسي، نائب رئيس محكمة النقض، الذي حضر لتهنئة البابا بالمقر ولم يحضر القداس الإلهي، واستأثر البرادعي وموسى بمنتصف الصف الأول ليجاورا الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، وهو ما يعد تغييراً كبيراً في الاحتفاء بالبرادعي الذي لم يجد في قداس القيامة الماضي «كرسياً» باسمه سواء في الصف الأول أو الثاني، وقام المنظمون حينها بإجلاسه في أقصي يمين الصف الأول.

بدأت مراسم الاحتفال في التاسعة مساء، حيث دخل البابا شنودة صحن الكاتدرائية مصحوباً بإنشاد كورال الكنيسة، وقام بأداء صلاة القداس الإلهي لمدة ساعة، قبل إلقاء العظة التي خلت لأول مرة من أي إشادة بالرئيس السابق ونجله جمال.

بدأ البابا شنودة كلمته في تمام العاشرة والربع، قائلاً «أهنئكم بعيد القيامة، ونحن نصلي من أجل بلادنا مصر حتي يسود السلام والأمان والاستقرار، وتتحسن الظروف الاقتصادية، وأحيي قادة المجلس العسكري الذي حضر عنهم 4 مندوبين هم اللواء محمد سعد العصار، مستشار وزير الدفاع لنظم المعلومات، واللواء أركان حرب إسماعيل عتمان، مدير إدارة الشؤون المعنوية، واللواء أركان حرب حسن الرويني، قائد المنطقة العسكرية المركزية، واللواء محمود حجازي، رئيس جهاز التنظيم والتعبئة في الجيش المصري، كما نحيي عدداً كبيرا من الوزراء الحاضرين وفي مقدمتهم الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء، والسفراء  ورجال الدولة وقيادات ماسبيرو».

ولم يصفق الجمهور كما هي العادة عند ذكر البابا لأسماء الحضور، سوى لتحية أعضاء المجلس العسكري، وبعد انتهاء العظة التي لم تستغرق سوى 12 دقيقة صافح البابا قيادات المجلس العسكري، ثم الدكتور يحيي الجمل، ثم الدكتور محمد البرادعي، ولوحظ مغادرة عمرو موسى صحن الكاتدرائية سريعاً.

وعلى هامش الاحتفال أكد الدكتور يحيي الجمل لــ«المصري اليوم» أن أزمة محافظ قنا ستحل قريباً جداً وبما يرضي جميع الأطراف، فيما أكد اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية، أن إقالة محافظ قنا على أساس ديني «مرفوضة بالمرة، فالدين لله والوطن للجميع».

من جهة أخرى، زار الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، البابا شنودة، صباح الأحد،  لتهنئته بعيد القيامة، بعد تأجيل سفره للسعودية لساعات، بصحبة الدكتور سمير رضوان، وزير المالية، واللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية، وسيد مشعل، وزير الإنتاج الحربي، وقال شرف في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء «لقد أكد لي البابا شنودة أنه سيسافر إلى إثيوبيا للوساطة لدى الكنيسة الإثيوبية لحل أزمة مياه النيل مع دول الحوض».

وإذا كان رموز النظام السابق  غابوا عن القداس، فإن بعض وزراء الحكومات السابقة زاروا الكاتدرائية، الأحد، للتهنئة، وهم هاني هلال، وعائشة عبد الهادي، وأحمد زكي بدر،  بمشاركة رامي لكح، عضو حزب الوفد السابق، إضافة إلي فؤاد بدراوي، نائب رئيس حزب الوفد، ومحمد عبد اللاه، الأمين العام المساعد السابق للحزب الوطني المنحل، كما حرص عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية على زيارة البابا لتهنئته مرة أخرى.

ولوحظ انتشار أمني كثيف حول كنائس مدينة القاهرة، كان بشكل ملحوظ حول الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، خاصة في الشوارع المؤدية لها، فيما كانت هناك مجموعات أمنية إضافية تابعة للكنيسة تنظم عمليات الدخول ولا تسمح بدخول أي شخص لا يحمل دعوات لحضور الاحتفالية.

وفي وسط القاهرة، شدد الأمن الحراسة على كل الكنائس، وفي 6 أكتوبر شكلت قوات الأمن تشكيلات أمنية مكثفة قامت بتفتيش كل سيارات النقل التي كانت تسير في الشوارع المحيطة بالكنائس بمدينة أكتوبر تفتيشاً دقيقاً، فيما منعت مرور سيارات النقل في الشوارع التي توجد بها الكنائس، وشمل التفتيش أيضاً السيارات الملاكي والأجرة، واستمر هذا الوضع حتي انتهاء القداس في الواحدة صباحاً وانصراف جميع المشاركين فيه.

لكن التواجد الأمنى حول كنائس القاهرة، لم يكن بالكثافة نفسها بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، وقامت اللجان الشعبية من شباب المسلمين والأقباط  بحماية الكنائس، فيما علق مجموعة من أعضاء مجلس الشعب المنحل لافتات تهنئة أمام مطرانية الجيزة وكنائس العمرانية، في محاولة للتمهيد للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وبدأت مطرانية الجيزة وكنائس العمرانية مراسم  القداس في الثامنة مساء، وأنهته في الساعة العاشرة.

فى سياق متصل احتفل أقباط قرية صول بقداس القيامة داخل  كنيسة «الشهيدين» بالقرية التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، بعد إعادة افتتاحها، حيث أقامت الكنيسة مأدبة غداء لأهالي القرية من المسلمين المهنئين بالعيد حضرها لفيف من القيادات التنفيذية ورجال القوات المسلحة والشرطة وكبار عائلات صول.

من جانبه ترأس الكاردينال أنطونيوس نجيب، قداس العيد للأقباط الكاثوليك في كاتدرائية العذراء بمدينة نصر، وفي كنيسة الإنجيليين بمدينة نصر ترأس القس الدكتور صفوت البياض، رئيس الطائفة الإنجيلية ونائبه القس الدكتور أندريا زكي صلاة الاحتفالية بالعيد.