«المصرى اليوم» ترصد 5 مشاهد من أحداث «السبت الدامى» بالإسكندرية

كتب: محمد عبد العال الأحد 20-11-2011 19:14

مساء «بطعم الدم» هذا هو أدق تعبير عن ليلة السبت، التى عاشتها مدينة الإسكندرية، فما إن أسدل الليل ستاره على المدينة التى شهدت تظاهرعشرات الآلاف من أبنائها فى جمعة «تسليم السلطة»، حتى ظهر ما يخفيه القدر من خسائر فى الأرواح والممتلكات إثر مواجهات بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن أمام مبنى مديرية الأمن خلفت وراءها قتيلاً وعشرات المصابين.

«المصرى اليوم» كانت شاهد عيان على الأحداث، ورصدت بالصور مشاهد متفرقة تكشف تفاصيل الأحداث وتقدم رؤية دقيقة عن قرب لها

المشهد الأول: 3.30 عصراً

دعوة للنزول إلى الميدان

إسكندرية مش هتنزل ولا إيه» هكذا تساءل أحد النشطاء السكندريين على صفحته بموقع «فيس بوك» إثر استمرار تناقل الأخبار عن سقوط قتلى وإصابات خطيرة بين معتصمى ميدان التحرير بالقاهرة نتيجة اشتباكات بين الأمن المركزى، وأهالى مصابى الثورة المعتصمين هناك، تزداد حدة التعليقات من خلال الصفحة ليقرر بعدها إنشاءevent « (حدث) «يحمل اسم «اللى فى التحرير مش أرجل مننا» يدعو النشطاء للنزول إلى ميدان القائد ابراهيم فى الخامسة مساءً للتباحث حول كيفية التنديد بطريقة فض اعتصام التحرير بطريقة وصفوها بـأنها «غير مقبولة».

عقارب الساعة تشير إلى الخامسة، السماء ملبدة بالغيوم، رياح شديدة تجوب المنطقة فى حرية، وسط تساقط لرذاذ مطر خفيف فى أرجائها.. ونحو 50 ناشطاً يتجمعون أمام مسجد القائد ابراهيم، يتشاورون حول كيفية الرد على ما يحدث فى التحرير الآن.

المشهد الثانى: 6 مساءً

مظاهرة أمام المنطقة الشمالية

مئات الناشطين الذين ينتمون لعدد من الحركات والائتلافات يحتشدون فى مظاهرة أمام بوابة المنطقة الشمالية العسكرية بسيدى جابر، حاملين لافتات كتبوا عليها عبارات منددة بسياسة المجلس العسكرى.. الأعداد فى تزايد وحركة المرور بشارع المشير أحمد اسماعيل تزداد ارتباكاً.

المشهد الثالث: 8.30 مساءً

مسيرة دون وجهة محددة

 

بينما تتعالى الهتافات فى المنطقة ضد المجلس العسكرى، تتدخل مجموعة من اللجان الشعبية من شباب وأهالى منطقة سيدى جابر لإقناع المتظاهرين بفتح الطريق الذى أصبح مغلقاً أمام المارة وقائدى السيارات، وهو ما تنجح فيه عقب مشادات كلامية بين الطرفين.

يسود الهدوء فى المنطقة لنحو الساعة ليخرج بعدها عدد من المتظاهرين باقتراح تنظيم مسيرة تضاربت وجهاتها بين الاتجاه إلى شارع سوريا أو السير فى شارع أبو قير أو الذهاب إلى مديرية الأمن بمنطقة سموحة.

المشهد الرابع: 9.45 مساءً

رشق بالحجارة

بغضب يملأ قلوبهم تجمع نحو ألف متظاهر على مقربة من شريط محطة ترام سيدى جابر فى شارع المشير أحمد إسماعيل وبخطوات تحمل الخوف والحماس انطلقوا بالمسيرة إلى شارع سوريا مرددين هتاف: «لنجيب حقهم لنموت زيهم».

لم تمض لحظات قليلة على انطلاق المسيرة عبر شارع المشير إلا وبدأت حالة من الهرج تسود المنطقة، خاصة أمام شارع تبوك الجانبى حيث رشق عدد من الصبية المتظاهرين ببعض الحجارة ومحاولتهم الاشتباك معهم، إلا أن منظمى المسيرة نجحوا فى احتواء الأمر عبر ترديد هتافات «كلنا إيد واحدة.. كلنا مع بعض»، و«سلمية سلمية» ليستكملوا مسيرتهم التى أكدوا على سلميتها.

المشهد الخامس: 10.50 مساءً

محاصرة المديرية وبدء الاشتباكات

ما يقرب من ساعة، استغرقها نحو 2000 متظاهر حتى وصلوا إلى مقر مديرية الأمن وسط هتافات: «الداخلية بلطجية»، و«ارحل يا عيسوى».. وفيما بدا محيط المبنى الخارجى خالياً تماماً من الحراسة أو عناصر الأمن المركزى، حيث أغلقت بواباته الثلاث، وحاصره المتظاهرون، الذين اعتلى بعضهم السور الخارجى.

تتصاعد الأحداث فى الحادية عشرة والنصف مساءً، خاصة أمام البوابتين الخلفيتين للمبنى بعد رشق المتظاهرون المقر بالحجارة والزجاجات الفارغة.

ينطلق صاروخ ألعاب نارية فى اتجاه المبنى يحدث حالة من الهياج فى المنطقة، تزداد حدتها عقب بدء قوات الأمن المتحصنة بالمديرية إطلاق الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين فيما يشعل أحد المحتجين النيران فى سيارة شرطة أمام البوابة ليشتعل الموقف فى المنطقة بأكملها.

يبدأ المتظاهرون مع دقات الواحدة صباحاً واستمرار هطول الأمطار الخفيفة وإطلاق الغازات المسيلة للدموع التراجع والانسحاب الجماعى.