خرج مؤسس موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعى، الرئيس التنفيذى للشركة، مارك زوكربرج، عن صمته، الذى استمر 5 أيام، بعد أزمة تسريب بيانات 50 مليون مستخدم، فى فضيحة هزت «فيس بوك».
وقال «زوكربرج» إن شركته ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بالتعامل مع بيانات مستخدمى خدمتها، وتعهد باتخاذ خطوات أكثر صرامة، لتقييد وصول مطورى الخدمة إلى مثل هذه المعلومات.
وفى أول تعليقات له منذ الكشف عن الفضيحة، كتب «زوكربرج»، فى منشور على «فيس بوك»، أمس الأول، أن الشركة «ارتكبت أخطاء، ينبغى فعل المزيد، وعلينا أن نتحرك وننفذ».
وصرح، فى مقابلة مع شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، بأن ذلك «شكّل استغلالاً كبيراً للثقة، وأنا آسف فعلاً لما حصل، نحن مسؤولون عن التأكد من عدم تكرار ذلك».
وأضاف: «من دواعى سرورى أن أدلى بشهادتى أمام الكونجرس الأمريكى، وأقر بوقوع أخطاء، وأننى أتحمل مسؤولية ما حدث». وتعهد بإبلاغ جميع المستخدمين، الذين يمكن أن يكون قد تم استخدام بياناتهم دون موافقة منهم.
وتابع أن شبكة التواصل الاجتماعى تعتزم إجراء تحقيق يتعلق بتطبيقات على منصتها، وتقييد وصول المطورين إلى البيانات، وتوفير أداة للأعضاء تيسر لهم منع الوصول إلى بياناتهم على الموقع.
وتعهد «زوكربرج» بالحد من وصول تطبيقات الجهات الثالثة إلى البيانات الشخصية وإخضاعها لمراجعة دقيقة.
وقال مسؤول سابق فى «فيسبوك» إن «كامبدريج» استخدمت تطبيقاً ثالثاً يُدعى «ذيس إيز يور ديجيتال لايف»، طوره الباحث الروسى، ألكسندر كوجان، لحصد البيانات، مستغلة ثغرة كان الموقع على علم بها، فيما قال «زوكربرج» إن الشركة بدأت فى 2014 العمل للحد من إمكانية تسرب بيانات المستخدمين.
وأضاف: «منعنا تطبيقات كثيرة على (فيس بوك) كانت تمتلك طريقًا إلى معلومات كبيرة عن المستخدمين، وجعلناها بضرورة موافقة أصدقاء المستخدم».
وأكد ساندى باراكيلاس، المسؤول السابق فى تطوير «فيس بوك»، أمام البرلمان البريطانى: «(فيس بوك) كان على علم بما يحصل، ولم يبلغ أحداً»، لكن الموقع قال إنه علم فى 2015 أن «كوجان» سلم البيانات إلى «كامبدريج أناليتيكا»، وإن الباحث أكد مسح البيانات، وهو ما لم يحدث.
وأوضح «زوكربرج» أن الموقع اتخذ إجراءات تجعل من الصعب على حكومات أجنبية التدخل فى عمليات الاقتراع بعد الانتخابات الأمريكية.
وأكد الناشط النمساوى لحماية البيانات، ماكس شريمس، أن «فيس بوك» كان على علم منذ 2011 بمشاكل تطبيقات الجهات الثالثة، وأن ممثلى الموقع قالوا إنهم لا يرون أى مشكلة.
وتواجه أكبر شبكة للتواصل الاجتماعى فى العالم تدقيقاً حكومياً متزايداً فى أوروبا والولايات المتحدة حول استخدام شركة «كمبردج أناليتيكا» للاستشارات السياسية بلندن، بشكل غير لائق، معلومات تخص المستخدمين، لتكوين لمحات عن الناخبين الأمريكيين، استُخدمت فيما بعد فى مساعدة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الفوز فى انتخابات 2016.
وتتعلق الفضيحة بقيام «كمبردج أناليتيكا» بالحصول على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع «فيس بوك»، لتحليلها واستخدام النتائج فى توجيه الإعلانات والتأثير على المواقف السياسية لهؤلاء المستخدمين.
وانخفضت أسهم «فيس بوك» فى البورصة، وفقدت الشركة أكثر من 45 مليار دولار من قيمتها فى سوق الأوراق المالية، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
طلبت وزيرة العدل الألمانية، كاتارينا بارلى، التحدث إلى المديرين التنفيذيين فى «فيس بوك»، لمعرفة ما إذا كان مستخدمو الموقع فى بلادها، وعددهم 30 مليوناً، قد تأثروا بفضيحة استغلال البيانات الشخصية للمستخدمين، فيما فتحت إسرائيل تحقيقاً فى انتهاك خصوصية بيانات المستخدمين.