جميل راتب: تكريمي بالمهرجانات المصرية لم يتأخر.. وقبلت أعمالاً لحاجتى للعمل (حوار)

كتب: سعيد خالد الأربعاء 21-03-2018 19:05

قال الفنان جميل راتب إنه فخور بتكريمه بالدورة السابعة لمهرجان الأقصر الأفريقى، كونه المهرجان الأول فى مصر الذى يكرمه، مؤكدا أنه لا يرى أن التكريم تأخر، لأنه لم يعمل من أجله يوما ما، وأكد فى حواره لـ«المصرى اليوم» أهمية مهرجان «الأقصر» كونه يلعب دورا سياسيا قبل دوره السينمائى فى التعرف على القضايا التى تعانيها مجتمعات جنوب أفريقيا، وأشار إلى أنه ينتظر عرض فيلم تحت عنوان «أمس» انتهى من تصويره مؤخرًا فى المغرب ودوره فيه مفاجأة للجمهور... وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى تكريمك للمرة الأولى فى المهرجانات المصرية من خلال الأقصر الأفريقى؟ وهل توافقنى أنه تأخر كثيرًا؟

- لم أكن أعمل على مدار مشوار طويل من أجل التكريم، ولكنى أجتهد من أجل تقديم الأفضل فى كل خطوة، حبًا فى السينما، ولا أعتقد أن التكريم تأخر، لأنها ليست المرة الأولى التى أُكرم فيها بمصر، ولكن اختيارى للتكريم فى مهرجان عن السينما الأفريقية أعتبره مهما جدًا، لأننى من المتابعين والمهتمين بسينما جنوب أفريقيا، ويشرفنى بدون شك، وقبلته بدون تفكير، وسعدت به كثيرًا.

■ المهرجان يستضيف قرابة 45 دولة أفريقية.. كيف ترى ذلك؟

- بدون شك، الأقصر الأفريقى له دور كبير فى توحد دول أفريقيا من خلال الفن والإبداع، ونعترف من خلاله بالسينما الأفريقية وهو شىء مهم، وأعتبره فرصة للاطلاع والمعرفة على المجتمعات الأفريقية والقضايا التى تعانيها، ويلعب دورا سياسيا كبيرا فى محاولة لإصلاح ما أفسدته السياسة فى علاقاتنا بدول القارة المجاورة، ويتوافق مع سياسة مصر الحالية بتوطيد تلك العلاقات، ولهذا فى اعتقادى كان اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يكون المهرجان تحت رعايته.

■ المهرجان يحتفى بالذكرى العاشرة على رحيل يوسف شاهين.. كيف ترى تجربته فى السينما؟

- يوسف شاهين نموذج، ونفتخر به مخرجا عالميا مصريا، فاهما للسينما، مخرجا تكنيكيا عظيما جدًا، ولكن تدخله فى سيناريوهات الأعمال التى يخرجها كان سببًا فى ضعفه بالنسبة لى، لأن أفضل أفلامه كانت من تأليف كتاب كبار، وبمجرد أن بدأ مرحلة التعبير بالكتابة ضعف، وبعض أفلامه لم تكن واضحة كفكره، رغم أنها كانت إخراجيًا على أعلى مستوى، ولكنه عانى من نقطة ضعف بعد قراره كتابة أفلامه.

■ وكيف ترى إهداء الدورة الحالية للراحل أحمد زكى، خاصة أنك قدمت معه أكثر من تجربة سينمائية؟

- أحمد زكى ممثل عظيم، وأتذكر أن صلاح جاهين عرض علىّ المشاركة فى فيلم «الكرنك»، ووقعت عقدا بالفعل، والصحافة كتبت ذلك فى حينها، وكذلك عرض على أحمد زكى وقتها المشاركة فى الفيلم، وعندما قرر جاهين استبعادى وأحمد زكى عن الفيلم، لأننا لم نكن أسماء تجارية فى هذا الحين، كان لذلك تأثير كبير على زكى، لدرجة أن البعض أكد أنه فكر فى الانتحار، لكنه بعد ذلك نجح فى اكتساب قاعدة جماهيرية عريضة، وتعرض لظلم شديد وقتها لأنه ممثل موهوب، وأثبت ذلك فيما بعد خلال مشواره.

■ صورت مؤخرًا فيلما تحت عنوان «أمس».. ما تفاصيله؟

- إنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب وألمانيا وهولندا، وأظهر خلاله فى دور مفاجأة، انتهيت من تصويره فى المغرب، ومن المقرر أن يطرح قريبًا فى دور العرض الأوروبية والمغربية خلال أيام، وهو لمخرج مجرى.

■ جميل راتب هل يرى فى أحد الفنانين الحاليين خليفة أو شبيها له؟

- كثير من الشباب فى الوقت الحالى موهوبون، ولكن لا أعتقد أن هناك من يشبهنى، فأنا لى شخصيتى فى التمثيل، ورأيى أن الممثل الذى يحاول تقليد غيره، فهذا دلالة على ضعفه، وكذلك المخرج، يجب أن يكون لكل مبدع نمطه الخاص به، وإن كنت أرى أن أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وخالد النبوى ومنة شلبى ونيللى كريم من أفضل ممثلى الجيل الحالى.

■ ما هو أحدث فيلم شاهدته؟

- أتابع السينما من خلال التليفزيون، لعدم استطاعتى الذهاب إلى دور العرض، وشاهدت مؤخرًا فيلم «هروب اضطرارى» لأحمد السقا وأمير كرارة و«الخلية» لأحمد عز، وهى أفلام مميزة فى صناعتها.

■ الرقابة على المصنفات تعنتت ضد بعض الأفكار مؤخرًا.. هل أنت معها أم ضدها.. وما رأيك فى التصنيف العمرى؟

- أنا ضد الرقابة فى المطلق، لأن الفن والتعبير يجب أن يتمتع بالحرية، ولكنى أؤيد التصنيف العمرى للأفلام والمسلسلات، لأن بعض الأفلام قد لا تكون رسائلها وأفكارها مناسبة للأطفال فى سن معين، وقد يفهمونها بشكل خطأ، وأطالب بأن يكون الباب مفتوحا أمام كل الأفكار والقضايا، بعيدًا عن التابوهات.

■ السينما تطرح حاليًا أفكارا وتحتوى على ألفاظ خارجة وحوار متدنٍ بحجة محاكاة الواقع.. كيف ترى ذلك؟

- بدون شك هناك كتاب قادرون وموهوبون فى كتابة مواضيع صاحبة مضمون، ولكنى ضد تقديم الألفاظ الخادشة بحجة المحاكاة، ويجب أن يفهموا قبل حتى تدخل الرقابة بأن هناك ألفاظا لا يمكن تقديمها فى السينما، نعم قد تكون موجودة وسط الناس، لكنها غير مقبولة من البعض ومحط انتقاد، ويجب عدم الاستعانة بها فى الأفلام، وإن كانت السينما تعيش مرحلة حياة جديدة، بعدما فترة انتشرت بها الأفلام ضعيفة المستوى «تافهة» لمخرجين وممثلين تافهين.

■ بصراحة شديدة، هل هناك عمل ندمت على المشاركة فيه؟

- لا يوجد عمل أندم عليه، ولكنى قدمت بعض الأعمال الضعيفة خلال مسيرتى، وقبلت أفلاما فى بعض الأوقات لحاجتى للعمل، وبعد ذلك قدمت أعمالا مهمة، ابتداءً من مشاركتى فى فيلم «الصعود إلى الهاوية» الذى غير نظرة المنتجين والجمهور عن جميل راتب، ومن بعده قدمت أدوارا وشخصيات متنوعة، وكنت أبحث دائما عن الشكل البعيد عن شخصيتى تماماً، وأستمتع بها، وأتذكر مثلا مسلسل «الراية البيضاء» الذى يعتبر من أنجح أعمالى لكن شخصية د. مفيد أبوالغار كانت قريبة منى جدًا، ولم أجد صعوبة فيها.

■ ولماذا صرحت بأن فيلم «لا عزاء للسيدات» محطة مهمة فى حياتك؟

- بالفعل، لأننى وقفت فيه أمام فاتن حمامة، ومن إخراج بركات، دورى فيه ليس من أهم الأدوار التى جسدتها، أهمية الفيلم تأتى من فرصة وقوفى أمام السيدة فاتن حمامة، ومن أحب الأدوار والشخصيات إلى قلبى «البداية» و«الصعود إلى الهاوية» والفيلم التونسى «شيش خان» وفيلم «الكيف» رغم أننى لم أفهم سبب نجاحى فى هذا الدور، وحينما عرضوا على الشخصية ترددت، لأننى لم أتفهم كثيرا من ألفاظ الفيلم.

■ ما هو الكاركتر الذى تمنيت تجسيده؟

- كنت أتمنى تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكن هذا الدور لا يناسبنى، ولم أكن مقنعًا فى تجسيده.

■ ماذا تقول للممثلين الشباب فى رسالة لهم؟

- أقول لهم إن الثقافة مهمة للفنان، ويجب أن تهتموا بها، سواء فى إطار عام أو فيما يتعلق بالسينما، وبصراحة معظم فنانى الجيل ينعمون بالثقافة، لأن أفلامهم لها مضمون اجتماعى وإنسانى وأحيانًا سياسى، وبالتأكيد السينما وسيلة يتعرف من خلالها الجمهور على الحالة الثقافية فى بلاده، وبالتالى يجب أن يكون صناعها على قدر من الاطلاع والمعرفة.

■ ما هى رسالتك للمصريين ومصر تستعد للانتخابات الرئاسية؟

- كل مواطن واجب عليه الإدلاء بصوته، وأن يكون على قدر المسؤولية من أجل مستقبل أفضل لمصر، ومحاربة التطرف والإرهاب.

■ لماذا لم تفكر فى كتابة مذكراتك؟

- لم أفكر إطلاقًا، لأننى لا أفضل أن أتحدث عن نفسى، ولكن يسعدنى حينما أقرأ مقالا أو أستمع الى رأى عن مشوارى على مدار سنوات طويلة، وهذا يكفينى.

جميل راتب في حوار للمصري اليوم