احتفال الفنانين بعيد الأم عبر «السوشيال ميديا» (ملف)

كتب: هالة نور الأربعاء 21-03-2018 01:25

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى «سوشيال ميديا» ملاذاً وموطناً لنجوم ونجمات الفن، لتشكل جسرًا يربط بينهم وجمهورهم فى كل المناسبات.

من تلك المناسبات الاحتفال بعيد الأم الذى اتخذ شكلاً جديدًا ومختلفاً بين الفنانين، بانتقاله من التعبير عن الحب والامتنان بين أفراد الأسرة الصغيرة، إلى إشراك الجمهور فى تلك الاحتفاليات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بنشر صور وفيديوهات تجمع فناناً أو فنانة بوالدته.

رصدنا التغيرات التى طرأت على احتفاء الفنانين بعيد الأم فى عصر السوشيال ميديا، وسألنا عددًا منهم عن رأيه فى المستجدات التى استحدثت فى ذلك عبر نشر الصور أو الفيديوهات التى تجمعهم مع أمهاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.

هند صبرى: روابط قوية مع الجمهور

وصفت الفنانة هند صبرى استخدام «السوشيال ميديا» بالأمر الإيجابى، معتبرة أن تعبير الناس عن حالاتهم المختلفة بشكل معلن مع متابعيهم له تأثير جيد، مؤكدة أن مشاركة النجوم للحظات احتفالهم بعيد الأم، أو وبمناسبات أخرى أمر صحى.

وأوضحت «هند» أن التعبير سواء بصورة أو فيديو أو جملة معينة عبر مواقع التواصل الاجتماعى ساعد كثيرًا فى بناء روابط قوية بين الفنان ومتابعيه ومعجبيه، معتبرة أن هذا الأمر كان يصعب تحقيقه بشدة من قبل، سواء كان فى عيد الأم أو أى مناسبة.

ساندى: أصبح هناك احتفالان وليس واحدًا

وترى الفنانة ساندى أن «السوشيال ميديا» ساعدت كثيرًا فى الاحتفال بهذا اليوم المميز، وجعلت الفنانين أقرب من أى وقت مضى مع جمهورهم، ليس فقط من خلال نشر هذه اليوميات ولكن بالتفاعل معهم.

وترى «ساندى» أن هذا التطور لم يُغير فى تقاليد الاحتفال بعيد الأم، ولكن ساعد بأن يكون الاحتفال بطريقة مختلفة وسط عدد كبير من المتابعين الذين يشاركون الفنان لحظاتهم السعيدة، وأنها تحمد الله على وجود «السوشيال ميديا».

وأكدت أن الطقوس المعتادة لم تتغير فى الاحتفالات، لأن الهدايا لا تزال تقدم باعتبارها تعبيراً عن الحب، لكن أضيف إليها مشاركة اللحظات الجميلة على مواقع التواصل، متمنية أن يلتف الأبناء حول أمهاتهم فى مثل هذا اليوم.

هنا الزاهد: الجمهور عايز كده

واعتبرت الفنانة هنا الزاهد أن مواقع التواصل الاجتماعى بشكل عام قدمت حلولاً عديدة تسهل المعرفة، رغم بعض الجوانب السلبية،

موضحة أن المتابعين أنفسهم يطلبون دائمًا صورًا حديثة عن حياة الفنانين الشخصية، ويتفاعلون معها بشكل كبير جدًا، ويطلبون الاطلاع على أدق تفاصيل حياتهم اليومية.

وأضافت: «من الطبيعى فى مناسبة مثل عيد الأم أن ينتظر الجمهور من الفنان عرض بعض الصور أو الفيديوهات ليشاهد طريقة احتفاله بهذه المناسبة».

واعتبرت «هنا» أن مواقع التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، ويجب أن يعرف الفنان تحديدًا متى وكيف يتواصل مع جمهوره، وما الأشياء التى يجب أن يشاركها معهم.

نهال عنبر: التواصل المباشر أقوى

استعادت الفنانة نهال عنبر ذكرياتها مع والدتها الراحلة، مؤكدة أن شهر مارس به مفارقة غريبة تخصها، موضحة أن والدتها ولدت وتوفيت فى شهر مارس، بالإضافة إلى أن عيد الأم يأتى فى 21 مارس بالطبع.

وأوضحت «نهال» أنها وأشقاءها كانوا يجتمعون للاحتفال بهذا اليوم معًا، ثم يتناولون وجبة الغداء سويًا، ثم يقدمون «تورتة» لوالدتهم، مع بعض الهدايا، معتقدة أن «السوشيال ميديا»، وإن كانت ساعدت على تقصير المسافات بسبب الانشغال، فإن التواصل المباشر يظل أقوى وأفضل.

وأوضحت أن أبرز الهدايا التى كانت تقدمها لوالدتها الراحلة تنوعت ما بين نظارات شمسية أو ملابس للمنزل، أو مشغولات ذهبية، أو حقائب مميزة، لأنها كانت تحب «الموضة».

طارق الشناوى: فقدان لحميمية التعبير

اعتبر الناقد طارق الشناوى أن سلوك ونمط الحياة ككل تغير، وليس الفنانين فقط، والجميع افتقد حميمية التعبير فى المناسبات الاجتماعية، مستدلاً على خطابات العيد التى كانت تُرسل عبر ساعى البريد قديمًا، لكنه أكد أنه شخصيًا يرسل حاليًا معايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

ولفت «الشناوى» إلى أن تفاعل الفنانين مع هذه الأدوات يجعلهم فى حالة تواصل دائم ومطلوب مع جمهورهم الذى يريد أن يعيش معهم كل حالاتهم، سواء الفنية أو الشخصية، لأن المتابعين والمعجبين يحبون متابعة نجومهم المفضلين.

وأضاف: «مواقع التواصل الاجتماعى لها إيجابيات عديدة بالنسبة للفنانين، لأن (ضغطة واحدة) تعبر بها عن مشاعرك أمام الملايين، معتبرًا أن هذا أمر مذهل مقارنة بالماضى»، مؤكدًا أن هذه المواقع أدت دورًا إيجابيًا للفنان وساعدته فى أداء واجبات عديدة لم يكن من الممكن القيام بها بسهولة نظراً لانشغاله الدائم».

وتابع: «الزمن دائماً ما يطرح وسائط جديدة، على سبيل المثال قبل اختراع (الميكروفون) كان المطرب يتم تقييمه بقوة صوته، وعندما دخل هذا الاختراع جعل الإحساس جزءًا أهم من القوة».

عفاف شعيب: أفسدت المشاعر

اعتبرت الفنانة عفاف شعيب أن «السوشيال ميديا» أفقدت هذا اليوم معناه، مؤكدة أن أحوال الدنيا تغيرت كثيراً فى شكل الاحتفال بهذا اليوم، وأصبحت المشاعر الجامدة سمة تحاصر الناس.

وأضافت أن الاحتفال كان عبارة عن تورتة وعشاء لذيذ واحتضان الأم والتغنى بأغنية «ست الحبايب» فى جو أسرى، وأنها تتذكر أول هدية قدمتها لوالدتها «سلسلة من الذهب» ولن تنسى أن والدتها قامت بالانفعال عليها قائلة: «أنت فى بداية حياتك وفرى فلوسك» مؤكدة أنها لا تنساها أبداً، داعية لها بالرحمة.

محمود قاسم: تفرض على الفنان تقبل النقد

يرى الناقد محمود قاسم أن كل زمن وله أدواته الخاصة به أو التكنولوجيا التى تحكمه، معتبرًا أن هذا ليس عيباً، لكن يجب على الفنان أن يعرف كيفية استخدامه، مؤكدًا أن الأعياد لم تختلف كثيراً لكن الحياة باتت أسرع، لذا استخدام الفنان للسوشيال ميديا يأتى من طريق سهل، لأنه بعبارة قليلة وصورة طبيعية يجد تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة فى مناسبات هامة مثل عيد الأم. وانتقد «قاسم» تحول صفحات التواصل الاجتماعى لبعض الفنانين إلى «بيزنس»، مشيرا إلى أن الفنان عليه تقبل سهام النقد من الجمهور بصدر رحب طالما ارتضى أن يشارك معهم كل لحظاته ويومياته واحتفالاته.

أشهر الأمهات على الشاشة

فردوس محمد.. أم بالفطرة

حنانها الوفير، وصوتها الدافئ، وأمومتها الطاغية، حجزت لها مكانًا على الشاشة فى دور «الأم»، رغم أنها لم تحظ به فى الواقع لإصابتها بالسرطان، ما حرمها من نعمة الإنجاب.

نجحت فى كسر مقولة «فاقد الشىء لا يعطيه»، ونبعت أمومتها على الشاشة بداية من فيلم «دموع الحب»، عام 1933، مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ونجاة على، وكذلك دور مربية ليلى مراد فى فيلم «غزل البنات»، و«سيدة القصر» مع الراحلة فاتن حمامة، الذى قدمت خلاله دور الخالة التى تعتنى بابنة شقيقتها، ولعل أبرز أدوارها كان فى فيلم «حكاية حب»، مع الراحل عبدالحليم حافظ.

أمينة رزق.. الأم العذراء

انتزعت لقب «أم الفنانين»، واشتهرت الراحلة بتجسيد دور الأم، خاصة فى الأدوار التراجيدية، وغالبًا كانت تظهر فى دور الأم المضحية براحتها وسعادتها فى سبيل راحة أبنائها، فما إن تظهر أمامك إلا وتشعر برغبة ملحة فى البكاء من صدق تمثيلها وتفاعلك مع شخصيتها، ومن أبرز أدوارها «دعاء الكروان» مع فاتن حمامة وأحمد مظهر، و«كلهم أولادى» مع الفنانين حسن يوسف وشكرى سرحان وصلاح ذوالفقار، و«الإنس والجن» مع الفنانين يسرا وعادل إمام، و«العار» مع نور الشريف وحسين فهمى ومحمود عبدالعزيز.

ورغم تلك الأمومة الطاغية، عاشت أمينة رزق دون أطفال، أو زواج، فأصبحت وكأنها تُخرج مشاعر الأمومة بطريقة عفوية لتحرر نفسها من هذه العاطفة، التى ابتعدت عنها بمحض إرادتها، لتنال لقب «الأم العذراء».

شادية.. مطربة الأمومة

لم تترك أغنيتها «سيد الحبايب» قلب أم إلا ودقت أبوابه، واخترقته من صدق صوتها وأدائها، وبجانب أدوارها الرومانسية تركت شادية بصمة قوية فى دور الأم، وعلى رأسها «لا تسألنى من أنا»، الذى أسرت به قلوب الملايين، وكذلك «المرأة المجهولة»، والذى كادت أن تهلك نفسها بحكم الإعدام فى سبيل نجاح ولدها.

أثرت أغنيات الأمومة بعدد كبير من الأغانى مثل «ماما يا حلوة»، و«أمى»، و«يا نور عنيا»، ورغم أنها لم تحظ بلقب «ماما»، بسبب الإجهاض المتكرر، لكنها اعتبرت أبناء شقيقتها كأبنائها.

تحية كاريوكا.. الأم البديلة

الفنانة الراحلة تحية كاريوكا كانت من أكثر الفنانات زواجًا، لكنها فى المقابل لم يكتب لها الإنجاب، فقررت تحقيق حلم الأمومة، بتبنيها طفلة، والاعتناء بها حتى تكون لها أماً بديلة.

كما كرست «تحية» نفسها لتربية ابنة شقيقتها الفنانة رجاء الجداوى، لتستعيض بها نعمة الإنجاب، وجسدت العديد من الأفلام التى قامت بها بأدوار الأمومة وأشهرها «أم العروسة» مع الفنان عماد حمدى.

سناء جميل.. جدة على الشاشة فقط

عُرفت الفنانة سناء جميل، بحبها وعشقها للفن، ولكن لم يقدر لها الله الإنجاب، وكانت الراحلة متزوجة من الكاتب الكبير لويس جريس، وقدمت العديد من أدوار الأمومة، لعل أبرزها أدوارها فى مسلسل «الرقص على سلالم متحركة»، تلك الأم والجدة التى ترعى بناتًا فى سن المراهقة، وأفاضتهن بمشاعر الحنان، وكذلك الأم غير المتعلمة فى «الراية البيضاء»، و«الجدة» والأم فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» مع أحمد زكى.

إلهام شاهين.. صعوبات الحياة تهزم الأمومة

لم ترغب الفنانة إلهام شاهين فى خوض تجربة الإنجاب، وأكدت كثيرًا أنها لا تريد أن تعذب أحدًا فى هذه الحياة الصعبة، مؤكدة أنها ليست حزينة أو نادمة على قرارها بعدم الإنجاب، إلا أنها تعيش إحساس الأمومة مع أشقائها وأولادهم، الذين يقيمون معها، وتجد فيهم الأهل والأبناء معاً.

قطار الفن قد لا يتوقف فى محطة الأمومة

«ماما» هى الكلمة الأقرب إلى قلب النساء مهما اختلفت جنسياتهن أو مهنتهن، لا يوجد أجمل من هذه الكلمة وقعاً على آذان أى امرأة لتطربها، لكن فى بعض الأحيان تكون هناك عوائق لتحقيق حلم الأمومة، بعضها اختيارى والآخر قدرى تماماً بلا تدخل منهن.

ولأن حياة الفنانات مليئة بالصعاب لالتزامهن بمواعيد مختلفة للتصوير، وسفر دائم، وانشغال طوال العام، ومسؤولية كبيرة تجاه الجمهور، يقرر بعضهن أحيانًا التخلى عن حلم الأمومة طوعًا، أو التأخر فى سن الزواج مثلا لتصبح فرص الإنجاب صعبة، وغيرها من الأسباب النفسية أو العضوية.

«المصرى اليوم» استطلعت آراء خبراء فى علم النفس والاجتماع، للإجابة عن السؤال المحير: هل الشهرة تعوّض نجمات الفن عن إحساس الأمومة؟

■ يرفض الناقد الفنى محمود قاسم مفهوم «الشهرة تُغنى الفنانة عن دور الأم»، مشيرًا إلى أنه لو كان الفن مانعاً حقيقياً، لكان أولى بالفنانة الراحلة فاتن حمامة أن تعتنق ذلك الفكر، مستدلاً بحياتها التى استطاعت خلالها أن تكون فنانة كبيرة وأمًا رائعة.

ويرى «قاسم» أن الأمر قد يعود إلى ظروف الحياة لبعض الفنانات اللاتى تفضلن أن تكن أمهات على الشاشة فقط بدلاً من أن الاعتزال بعد الزواج، لأن الرجل الشرقى بطبعه أنانى يريد من الزوجة أن تعتزل الفن أحيانًا، لذا كان قرار بعضهن من البداية أن يُكرّسن أنفسهن للفن ويستغنين عن قرار الإنجاب.

ولفت إلى أن فقدان نعمة الإنجاب لا ينعكس على الأدوار وتجسيدها، مؤكدًا أن أغلب الممثلات اللاتى جسَّدن دور الأم على الشاشة لم تنجبن، وعلى الرغم من ذلك كن أجدر أمهات على الشاشة.

وأضاف: «الفنانة إلهام شاهين كانت ولاتزال أمًا لشقيقها وأخواتها، وارتبطت بوالدتها ارتباطا شديدا، وأعطت الجميع كل حنانها، وكانوا بديلاً عن الأبناء بالنسبة لها، وكذلك نبيلة عبيد، ولبلبة، وتحية كاريوكا».

■ يحيى الرخاوى: لا شىء يغنى عنها

يؤكد الدكتور يحيى الرخاوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن لا شىء يغنى عن الأمومة نهائيًا، لا الشهرة، ولا التفوق العلمى، ولا الزعامة السياسية، قائلاً: «الصحيح أن الأمومة تغنى عن كل هذا، ونحن- الرجال- حين نقول للمرأة (أنت مُبدعة) فنحن نناور ونخدعها لتتنازل عن حقها فى التميز والإبداع فضلاً عن روعة أمومتها».

ويضيف: «المرأة أم قبل أن تكون امرأة، وظروف عدم الإنجاب متنوعة وكثيرة، وأحيانا تأتى خارج إرادة المرأة، تقبلها بطيبة ثم تتبناها، وفى هذه الحالة قد تمارس عواطف الأمومة بكل مميزاتها دون حمل بيولوجى أو إنجاب».

واعتبر «الرخاوى» أن الحالة التى تصر على أن هذا القرار اختيار إرادىّ حرُّ، لابد من بحثها وكل حالة على حدة، إذْ لا يجوز التعميم لتفسير هذا القرار المضاد للطبيعة كما خلقها الله.

وعن وجود تخوفات لبعضهن أن يكون الإنجاب عائقًا لنجاحهن فى عالم الفن، يشير «الرخاوى» إلى أن المسألة ليست تخوفًا من الإنجاب، وإنما قد يصل الأمر بنرجسية إحدى المشتغلات بالفن أن تغلق عواطفها على نفسها وتحصل على دوافع البقاء والاستمرار من شهرتها، واحتفاء الجمهور بها.

■ إبراهيم عزالدين: سيندمن بمرور الوقت

يرى د. إبراهيم عزالدين، استشارى علم الاجتماع، الفنانات جزءاً من هذا المجتمع، ولكل منهن أسبابها الخاصة لعدم الإنجاب، موضحا أن إحداهن قد ترى أن الإنجاب يعرقل الحياة الفنية، معبراً عن اعتقاده بأنه عند سؤالهن بشأن قرارهن بعد مرور سنوات سيكن نادمات على اتخاذ هذا القرار المتسرع، لأن الأمومة غريزة للمرأة، وبريق الفن والنجومية لا يدوم، لكن من لم تنجب منهن بإرادة الله، هذه نقطة أخرى.

وأضاف: «هناك من ترى أن الشكل سيكون غير لائق خلال الحمل وبعد الولادة، لكن لا يمكن أن نغفل وجود فنانات تزوجن وأنجبن وحافظن على الشكل العام، مثل يسرا اللوزى، وغادة عادل، كلتاهما تزوجتا وأنجبتا وحافظتا على فنهما ومظهرهما».

■ ميرفت العمارى: اختلاف الشخصية والظروف يؤثران على القرار

أوضحت د. ميرفت العمارى، استشارى الطب النفسى، أن لكل فنانة تركيبتها الخاصة، حيث ترفض بعضهن شكلاً وموضوعاً فكرة الإنجاب، والمبرر قد يتعلق برفضهن تحمل المسؤولية، مؤكدة أنها تعرف بشكل شخصى فنانات كان ذلك مبررهن.

وترى «ميرفت» أن مشاعر الفنانات هى الغالبة، فهناك من اخترن فكرة عدم الإنجاب، وأخريات كان خارجًا عن إرادتهن، ولكن جميعهن فى النهاية قمن بتجسيد دور الأم بدرجة عالية جداً من الصدق.

وعن أمهات الشاشة اللاتى لم يُنجبن، توضح «ميرفت» أن المشاعر ليس لها علاقة بالإنجاب لأن ما قامت به أمينة رزق وغيرها ناتج عن تخزين صورة الأم فى ذاكرتهن لتخرج مشاعر قوية تصل للجمهور.

■ يسرى عبدالمحسن: محاولة لإثبات الذات

يؤكد د. يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة القاهرة، أن المرأة خُلقت لكى تتزوج وتُنجب، ومن تختار الطريق المعاكس دون أسباب صحية تكون اختارت نوعًا من التمرد، أو تحاول إثبات الذات، أو أن تكون هناك أسباب خلفت كراهية ما بداخلها.

وعمّن اختارت وارتضت عدم الإنجاب، يوضح «عبدالمحسن» أنه «من الممكن أن تكون هناك ظروف تمنع إحدى الفنانات قهرًا، ومن قررت باختيار ذاتى ألا تنجب قد يأتى الوقت لتندم على هذا».

ويرى أن من تقول من الفنانات إنها غير نادمة على قرارها فى حالة كان اختيارياً فهى تغالط الواقع، وتحاول التبرير لنفسها بالهروب بشكل مُرض، مؤكداً أن الإنجاب غريزة ومن تحاول الهرب لابد أن وراءها أزمات شديدة.

سامح فتحى: الشهرة ليست بديلاً ولكنها تشغل

«الشهرة أحياناً تأخذ الإنسان فينسى الدنيا باختياره»، هكذا وصف الناقد الفنى سامح فتحى الفنانات اللاتى اتخذن قرار عدم الإنجاب، مضيفًا أن هناك حالات كثيرة لفنانات لم تنجبن واتخذن جرأة الاختيار، رأين أن الفن والشُهرة كل حياتهن وفضلن البُعد عن فكرة الإنجاب بمحض إرادتهن.

■ إبراهيم مجدى: الشعور بالندم مؤكد

يرى د. إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى، أن كل من قررن بمحض إرادتهن أن تتخلين عن حلم الإنجاب والأمومة يشعرن بالندم، موضحًا أن هناك أمثلة عديدة لنجمات اخترن هذا القرار، ومع مرور الوقت والتقدم فى العُمر، وانتهاء مرحلة الشغف والشهرة الزائفة، يتحققن أن قرارهن كان خاطئاً، لأن غريزة الأمومة أقوى من غريزة الشهرة.

وعمن يصرحن حتى الآن بأن قرار الندم غير وارد، يوضح «مجدى» أن نظرية «فرويد» تعتمد على قيام بعض الشخصيات بالتبرير والإنكار لأمر ما، لأن هذه الشخصيات تكون محبة للشهرة.

ويشير «مجدى» إلى وجود فنانات حافظن على رشاقتهن وتزوجن وأنجبن مثل هند صبرى، ودنيا سمير غانم، ومنى زكى وأخريات، وعلمن أن الحياة يمكن أن تكون مستقرة بإنجابهن ونجاحهن فى عملهن جنباً إلى جنب.