نادية محمد أبوالحمد خليفة، الأم المثالية الأولي لمحافظة كفرالشيخ، عاشت قصة كفاح مريرة، إلا أنها جاهدت، وتحملت كغيرها من الأمهات المصريات حتى وصلت بأولادها لبر الأمان.
التقينا بها بشقة متواضعة بحي الكشلة، بمدينة دسوق بعقد محدد المدة بمبلغ ٥٥٠ جنيها شهريا، وتعيش فيها وأولادها، قالت إنها تعمل بوظيفة معلم خبير مواد شرعية بالمعهد الديني الإعدادي بنين بقرية شباس الشهداء، وهي من مواليد ١٠ ابريل ١٩٦٤، وقالت إنها فوجئت بأن أولادها قدموا أوراقها للتضامن الاجتماعي لاختيار الأم المثالية لأنها كانت رفض ذلك، بعد أن طالبتها إحدى جاراتها بالتقدم لما تعرضت له، وتحملت..
وقالت إنها كانت متزوجة من إبراهيم حشاد، وكان مدرسا بمدرسة الصناعة، وكان يمارس مهنة الصحافة، ولحبه للصحافة ترك وظيفته الحكومية وتفرغ للعمل الصحفي محررا صحفيا، وحصل على ترخيص من الخارج لجريدة الملاعب الرياضية، وقالت إنها عانت كثيرا، منذ طفولتها، فهي أرغمتها أسرتها على الخروج من المدرسة وهي في الصف الخامس الابتدائي رغم حبها للمدرسة، وأجبروها على تعلم الخياطة، ولكنها لم تكن تحب تلك المهنة لأن الخياطين لا يعلمون البنات.
وحينما وصل عمرها ١٧ سنة أصرت على الالتحاق بالتعليم وإمام إصرارها انصاعت الأسرة لطلبها، ومن خلال مسابقه بالمعاهد الأزهرية انتسبت للصف الأول الإعدادي، وهي في هذه السن، وكان ذلك مصدر كبير لسعادتها، حتي حصلت على الشهادة الإعدادية، وبعد حصولها عليها خطبت لإبراهيم حشاد، وتوقفت عملية إتمام الزواج حتى أنهي فترة تجنيده وسفره للخارج لمدة أربعة سنوات، حتي حصلت على الثانوية الأزهرية.
والتحقت بكلية الدراسات الإسلامية قسم شريعة وقانون بالعصافرة بالإسكندرية، حيث تم إتمام زواجها من حشاد وهي بالفرقة الأولي، وأنجبت طفلها الأول، ثم أوقفت عملية الخلفة حتى أنهت دراستها، وقالت إن حماتها كانت تساعدها في أمور بيتها خلال تلك الفتره، كما أن والدتها هي التي أعدت لها جهاز الزوجيه، وأضافت أنها من مواليد محافظة بني سويف ووالدها كان تاجر غلال كبيرا من قنا وكان له قطعة أرض بدسوق وانتقل إليها.
وأضافت أن الحياة كانت وردية في البداية، وكانا يقيمان بشقة تمليك بمنطقة المقابر، وأنجبت عصام، وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل حاليا بالسعودية ومتزوج ولديه طفلة تدعى جوري، ومعناها الوردة الحمراء البلدي، وابنها الثاني شريف، وهو حاصل على بكالوريوس تجارة نظم ومعلومات، ونورهان، وهي طالبة بالفرقة الأولي بكلية اللغة العربية بالأزهر بالإسكندرية.
وتابعت أنها بعد أن تخرجت تم تعيينها معلمة بالأزهر إلى أن وصلت لوظيفتها الحاليه، ثم فوجئت بمرض زوجها بفيروس سي، ثم بالسرطان اللعين بالكبد، وباعت كل أساس منزلها ومصوغاتها مرورا بمراحل علاجه إلى أن توفاه الله عام ٢٠١٢، وقالت وهي تبكي أنني أتذكره اثناء وفاته وهو يقول لي: أوصيكِ بالأولاد وقال لي إنني أعلم أن حملك تقيل ولكن الله معك وقال أنا عارف إنك حتتبهدلي من بعدي، وطالبني بعدم غلق الجورنال وأن يستمر، وكان آنذاك عصام بالفرقة الثالثة بمعهد الخدمة الاجتماعية، وشريف بالثانوية العامة، ونورهان بالإعدادية، وقاومت، ولم أعتمد إلا على الله في قصة كفاحي، حتي وصلت بأولادي لبر الأمان ورفضت كل عروض الزواج.
وأضافت أنها تعلم أن حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي كبير ولكنه سيوفق بإذن الله، وطالبت الجميع بأن بخرجوا للانتخابات، ويصوتوا للسيسي ليكمل إنجازاته، ويقضي على الإرهاب كما أيدت حربه على الأرهاب، وقالت لم أصدق أنني سالتقي به لأن ذلك فخر كبير لها، وقالت إنها ستطالبه بشقه تؤويها وأولادها وبتعيين ابنها شريف الحاصل على بكالوريوس تجارة نظم ومعلومات.
وأضافت أن والدتها سنية عبدالجواد حنفي، سبق أن حصلت على لقب الأم المثالية للمحافظة عام ٢٠٠٣، وكرمها المستشار نبيل بديي، محافظ كفرالشيخ آنذاك، وأضافت أن العميد محمد الجهيني بمكتب رئيس الجمهوريه اتصل بها وأبلغوها أنها مرشحة للفوز بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهوية كذلك مكتب رئيس الوزراء، والحاجة نزيهة ريشو، بالتضامن الاجتماعي بدسوق، وفوجئت بأن المحافظة تعلنها أما مثالية للمحافظة، وليس الجمهورية، وعن رأيها في الفيسبوك قالت إنها ترفضه لأنه مضيعة للوقت، ويتسبب في المشاكل بالبيوت، وقالت أنا أرفضه لأنني مشغولة بأولادي حبايبي.. ثم احتضنتهم وأخذت تقبلهم.