غداة إلغاء حالة الطوارئ، التى كانت مطبقة فى سوريا منذ عام 1963، احتشد عشرات آلاف السوريين الجمعة، فى يوم «الجمعة العظيمة»، للمطالبة بـ«إسقاط النظام» والحرية والديمقراطية فى العاصمة دمشق وعدة مدن أخرى منها حمص (وسط) ودرعا (جنوب) وبانياس (غرب) والقامشلى (شمال غرب)، وأطلقت قوات الأمن السورى النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة عدة متظاهرين.
وتظاهر أكثر من ألفى شخص فى حى الميدان التاريخى، فى دمشق، وهتف المتظاهرون مرددين «الشعب يريد إسقاط النظام» و«حرية حرية». وأكد شهود:«كان هناك أكثر من 2000 محتج فى دمشق ومئات يجمعون صفوفهم، وأضافوا أن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاج مما أدى إلى إصابة 5 متظاهرين فى دوما (ريف دمشق)، التى شهدت حضورا أمنيا كثيفا.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبدالكريم ريحاوى، إن «آلاف المتظاهرين خرجوا للتظاهر فى دوما». وأضاف «كما خرج نحو ألف متظاهر فى حرستا» ريف دمشق. وتابع ريحاوى أن مظاهرة أخرى وقعت فى مدينة الجديدة (غرب دمشق) شارك فيها نحو 150 شخصاً أهتفوا «الله، سوريا، حرية وبس».
وفى درعا، تظاهر نحو 10 آلاف شخص بعد خروجهم من المساجد باتجاه ساحة السرايا فى مركز المدينة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بـ«حل الأجهزة الأمنية وإسقاط النظام»، بحسب شهود. كما رددوا هتافات تدعو إلى «إلغاء المادة الثامنة من الدستور» التى تنص على أن «حزب البعث العربى الاشتراكى هو الحزب القائد فى المجتمع والدولة».
وفى حمص، أطلقت قوات الأمن النار لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة 2 على الأقل. وكان الجيش السورى قد انتشر فى حمص منذ مساء الخميس.
وفى بانياس، أكد الشيخ محمد خويفكية، أن نحو 10 آلاف متظاهر تجمعوا فى مركز المدينة الساحلية للمطالبة بإطلاق الحريات والتأكيد على الإصلاحات. وقال خويفكية إن «نحو 10 آلاف شخص تجمعوا فى مركز المدينة يدعون إلى الحرية والوحدة الوطنية»، مشيرا إلى «انضمام عدد كبير من أهالى قرية البيضا إلى المظاهرة». وأضاف أن «المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة 3 معتقلين تم الإفراج عنهم الخميس وبدت عليهم آثار التعذيب». وتابع أن «المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد». وأشار الشيخ إلى «انتشار أمنى وإقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة».
وتظاهر 6 آلاف شخص فى مدينة القامشلى، وأشار الشهود إلى أن «المظاهرة تضم عربا وأكرادا وأشوريين وهم يحملون أعلاماً سورية ولافتات كبيرة كتب عليها «عرب وسريان وأكراد ضد الفساد»، كما ردد بعض المتظاهرين شعارات باللغة الكردية «أزاتى بيراتى» وتعنى «حرية أخوة» باللغة العربية».
وكان ناشطون قد طالبوا، عبر مواقع الإنترنت، السوريين بمختلف طوائفهم إلى التظاهر الجمعة فى يوم «الجمعة العظيمة»، وترافقت الدعوة للاحتجاج مع صورة لجرس الكنيسة بين قبتى مسجد، تأكيداً على مخاطبة جميع طوائف الشعب السورى، وأرفق بالصورة شعار «معاً نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد».
يأتى ذلك فيما طالبت واشنطن الرئيس السورى، بشار الأسد، بضرورة القيام بخطوات جديدة ملموسة لتحقيق الإصلاحات السياسية التى يطالب بها الشعب السورى، أو إفساح المجال لآخرين للقيام بالمزيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن على الأسد «القيام بالمزيد، أو إفساح المجال لآخرين للقيام بالمزيد».
يأتى ذلك بعد أن قال النائب السابق للرئيس السورى، عبدالحليم خدام، إن القمع الذى يستخدمه الأسد فى مواجهة المظاهرات التى تشهدها سوريا حاليا والمنادية بالديمقراطية سيؤدى إلى الإطاحة به. وأضاف خدام أن الأسد لن يشذ عن القاعدة التى أطاحت بالرئيسين السابقين التونسى والمصرى ومن قبلهما الرئيس الرومانى تشاوشيسكو.