نزوح جماعي في سوريا والهجمات مستمرة على الغوطة الشرقية وعفرين

كتب: أ.ف.ب السبت 17-03-2018 13:54

يواصل آلاف المدنيين نزوحهم القسري هربا من الموت في سوريا، حيث يستمر النظام بقصف الغوطة الشرقية قرب دمشق بعنف سعيا إلى السيطرة عليها،

فيما تصعد تركيا هجومها على منطقة عفرين الحدودية لطرد الأكراد منها.

وبلغ عدد الفارين من عفرين منذ مساء الأربعاء أكثر من مئتي ألف مدني شوهدوا في طوابير طويلة من السيارات المحملة بالأمتعة والناس على الطريق المؤدي إلى خارج المدينة.

وقُتل 30 مدنيا على الأقل صباح السبت في قصف جوّي على مدينة زملكا في الغوطة الشرقية التي فرّ منها أكثر من 10 آلاف مدني في وقت مبكر السبت إلى مناطق سيطرة النظام عبر معبر حمورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ حوالى خمس سنوات. وترافق الحصار مع قصف جوي ومدفعي منتظم شاركت فيه خلال الفترة الأخيرة الطائرات الروسية.

وتسبب القصف بمقتل آلاف الأشخاص، فيما تسبب الحصار بنقص فادح في المواد الغذائية والطبية، ووفيات ناتجة عن الجوع.

وتمكنت قوات النظام بدعم من روسيا، منذ فبراير من السيطرة على 70 بالمئة من الغوطة وفصلها إلى ثلاثة جيوب. ويشهد الجيب الجنوبي الذي يخضع لسيطرة فيلق الرحمن قصفا عنيفا غير مسبوق يدفع المدنيين إلى الهروب، بعد أن فتحت قوات النظام ممرا لهم يسلكونه للانتقال إلى مناطق النظام.

وقال المرصد إن «الطائرات الحربية استهدفت المواطنين خلال توجههم نحو بلدة حزة للخروج من معبر حمورية الذي خرج منه صباح اليوم نحو 10 آلاف مواطن بينهم مئات المواطنات والأطفال منذ صباح اليوم وحتى الآن، ليرتفع إلى أكثر من 40 ألفا عدد الخارجين منذ الخميس».
وقُتل في القصف الجوي منذ نحو شهر، تاريخ بدء الهجوم على الغوطة، 1394 مدنياً بينهم 271 طفلاً، بحسب ما ذكره المرصد.

وبث التلفزيون السوري الرسمي صباح السبت مشاهد نزوح المدنيين الذين يصلون إلى مناطق تابعة لسيطرة النظام قرب دمشق. وأظهرت الصور نساء مسنات يرتدين الأسود وشابات يحملن بطانيات وأمهات يحاولن جرّ عربات أطفالهنّ على طريق وعرة ورجالا يحملون حقائب على أكتافهم، فيما كان أب يساعد ابنه الذي يرتدي كنزة برتقالية اللون ويحمل كيسا قماشيا كبيرا، في قيادة دراجة.
وتنقل الجهات الحكومية السكان الفارين من الغوطة إلى مراكز إيواء في المنطقة، في وقت تضيق المدارس القريبة من المنطقة المنكوبة بمئات العائلات.
وقال أبوخالد عمري البالغ 35 عاما الذي لجأ إلى مدرسة في عدرا تم تحويلها إلى مركز إيواء مؤقت لوكالة فرانس برس، «لا مكان ننام فيه. لا مياه. لا بطانيات كافية... النساء والأطفال جالسون على الأرض».

وفي وقت يواصل النظام قصفه وتقدمه ميدانيا، أعلنت مجموعات «جيش الاسلام» و«فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» التي يوجد كل تنظيم منها في جزء من الأجزاء الثلاثة للغوطة الشرقية، أنها مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
ويسعى النظام السوري إلى استعادة السيطرة على كامل البلاد التي كان خسر أجزاء واسعة منها في سنوات الحرب الأولى، ثم تمكن من استعادة أكثر من نصف الأراضي السورية بدعم عسكري روسي.