تصاعدت حدة حرب التهديدات العسكرية المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة، حول سوريا، بعد أن حذرت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكى هايلى، من أن واشنطن ما زالت مستعدة للتحرك بمفردها إذا تعين عليها القيام بالرد على أي انتهاك للهدنة في سوريا، في حالة تقاعس مجلس الأمن الدولى عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا، نتيجة استمرار هجوم القوات الحكومية السورية على الغوطة الشرقية دون هوادة، وردت روسيا بأنها سترد للدفاع عن حليفتها سوريا إن تعرضت لأى هجوم أمريكى، بالتزامن من نجاح القوات التركية في فرض حصار كامل على مدينة عفرين مع تواصل فرار المدنيين من جحيم الحرب والقصف الجوى والمدفعى على المدينة وفى الغوطة.
وقالت، أمام مجلس الأمن، مساء الأحد: «هذا ليس المسار الذي نفضله، لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضى فيه، ونحن مستعدون للمضى فيه مرة أخرى». وبدوره، أكد المندوب الفرنسى بمجلس الأمن، فرنسوا ديلاتر، أن فرنسا لن تتهاون بشأن استخدام السلاح الكيماوى، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إن المعارك لم تتوقف والعنف مستمر في الغوطة وعفرين وإدلب ودمشق وضواحيها.
وفى المقابل، قال وزير الخارجية الروسية، سيرجى لافروف، إن إقامة المزيد من مناطق عدم التصعيد في سوريا ليس أولوية، وحذر من عواقب احتمال توجيه واشنطن لضربة ضد قوات الحكومة السورية، وأعلن رئيس الأركان الروسى، فاليرى جيراسيموف، أن مسلحى الغوطة يخططون لتمثيل هجمة كيميائية، تستخدمها واشنطن حجةً لضرب دمشق، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فاليرى قوله إن موسكو سترد إذا تعرضت أرواح الجنود الروس في سوريا للخطر، وأضاف: «سيتم استهداف أي صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذا الهجوم»، وقال السفير الروسى في الأمم المتحدة، فاسيلى نيبنزيا، إن بعض الدول تتهم دمشق بتنفيذ هجمات بأسلحة كيماوية في مسعى للإعداد لاستخدام القوة من جانب واحد ضد سوريا، التي تتمتع بالسيادة بما يهدد استقرار المنطقة.
وأعلنت القوات المسلحة التركية والمرصد السورى لحقوق الإنسان، الإثنين، أن القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» أحكمت الحصار على مدينة عفرين شمال سوريا من جميع الجهات، فيما نفت «وحدات حماية الشعب» الكردية تطويق عفرين، مؤكدة أن القوات التركية تقصف جميع الطرق المؤدية إلى المدينة.