أدان عدد من الحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان، فض قوات الأمن المركزي لاعتصام أهالي الشهداء ومصابي الثورة بميدان التحرير بالقوة، مساء السبت، مما أدى إلى إصابة 2 من المعتصمين واعتقال 4 مواطنين.
وقالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان «ندين فض قوات الأمن المركزي لاعتصام أهالي الشهداء ومصابي الثورة لأن الاعتصام حق أصيل لأي مواطن طبقا للإعلان الدستوري ومواثيق الأمم المتحدة التى كفلت حق التظاهر لأي مواطن بهدف التعبير عن رغباته دون أن يتسبب ذلك في غلق الشوارع وتعطيل حركة المرور».
وانتقدت استخدام قوات الأمن لـ«القوة المفرطة» تجاه المعتصمين لتفريقهم، بالإضافة إلى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأشارت المنظمة إلى ضرورة تفاوض الحكومة مع مصابي الثورة وأهالي الشهداء لتحقيق مطالبهم، على أن يكون ذلك من خلال «حلول حقيقية بدلا من التصريحات الإعلامية فقط».
وأكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، أن الشرطة أفرجت عن 4 مواطنين تم اعتقالهم خلال عملية فض الاعتصام. لافتا إلى أن الشرطة تحفظت على مواطن واحد بسبب اعتدائه على رجال الشرطة.
وأدان الناشط الحقوقي نجاد البرعي، رئيس «المجموعة المتحدة»، فض الاعتصام بالقوة من قبل رجال الأمن المركزي، قائلا «لا يجب أن يتدخل أكثر من 4000 رجل أمن لتفريق معتصمين لا يتجاوز عددهم الـ50 مواطنا».
وأضاف «هناك قواعد للاعتصام وهي ألا يكون في مكان يضر الصالح العام، وعدم تدخل الأمن لفض الاعتصام بالقوة، وعلى الأمن إيجاد مكان مناسب للاعتصام حتى يستطيع المواطنين ممارسة حقوقهم السياسية والطبيعية». مؤكدا أن ما يحدث في مصر «ليس له علاقة بقواعد الاعتصامات»، قائلا «يقوم الأمن باستخدام القوة المفرطة مع المعتصمين، في حين لا يقوم المعتصمين بمراعاة واختيار أماكن الاعتصام حتى لا يتسبب ذلك في غلق الطرق وإعاقة المرور».
وطالب البرعي الحكومة بوضع قواعد محددة وواضحة للاعتصام والتظاهر حتى يمارس المواطنين حقوقهم في التظاهر دون أن يتدخل الأمن المركزي لفض الاعتصام.
وطالب جمال عيد، مدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، بإقالة الدكتور عصام شرف من منصب رئيس الوزراء، واللواء منصورعيسوي، وزير الداخلية، بسبب اعتداء قوات الأمن المركزي على العتصمين في ميدان التحرير.
وأكد على أن أحداث، السبت، شهدت وقوع جريمتان وهما «إهدار دم الشهداء، ويتحمل ذلك الحكومة»، بالإضافة إلى «الإبقاء على النائب العام ويتحمل ذلك المجلس العسكري».
وقال شريف الهلالي، رئيس «المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني» «لا يجب على الحكومة استخدام القوة في فض أي اعتصام، لأن ذلك يزيد من حالة الاحتقان بين الشعب وبين الشرطة». لافتا إلى ضرورة توصل الحكومة إلى إيجاد حلول للأسباب التى يقوم من أجلها أهالي الشهداء ومصابي الثورة بالاعتصام في ميدان التحرير.
وانتقد الهلالي استخدام الأمن المركزي للقنابل المسيلة للدموع فضلا عن استخدامه القوة المفرطة لفض الاعتصام.
وأشار إلى أن الأسباب التى أدت إلى دخول أهالي الشهداء والمصابين في اعتصام بميدان التحرير هو «عجز الحكومة عن التوصل إلى أي حل حقيقي بالنسبة لمطالبهم وهو ما يزيد من حالة الاحتقان بين الشعب والشرطة التى تعمل بسياسة معاقبة الشعب على قيامه بثورته».