أعلنت شركة «سامسونج» مُنذ يومين، عن صفقة شراء لشركة مصرية ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، تحت شعار «كنجن»، شركة صُنعت بأياد مصرية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، ليتم دمج تلك التقنية مع خدمة «بيكسبي- المساعد الذكي لأجهزة سامسونج»، لتحسين وتطوير طرق تحليل البيانات.
«كنجن»، إسم شركة مصرية ناشئة وراءه حكاية طويلة، بدأت منذ 10 سنوات تقريبًا، تحديدًا في أكتوبر 2008، إذ أسس الشقيقان؛ هيثم وأشرف الفضيل، شركة صغيرة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، ولم يعلما حينها أن إحدى الشركات العالمية ستسعى جاهدة للاستفادة من مجهوداتهم في عمليات البحث بعد سنوات.
«كنجن يُساعدك على قراءة البيانات والإجابة على الأسئلة الواقعية، يُلبي احتياجاتك اليومية، فقط قُم بسؤاله (ما هي الأفلام التي تُعرض الآن في السينمات؟)، (متى غرقت سفينة تيتانيك؟)،....»، هكذا وصفَ «هيثم» مُحرك «كنجن»، من خلال حسابه على موقع «لينكد إن».
«إيه اللى هيحصل لو الماكينة فكَّرت؟»، سؤال راود «هيثم» كثيرًا، منذ كان عمره 10 سنوات فقط، ورغم صغر سنه، كان يفكر حينها في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن «الماكينة» يمكنها فعل كل شئ، بدءً من أبسط الأشياء وحتى أكثرها تعقيدًا، لذا سعى وراء حلمه.
متحدثًا عبر منصة «تيدكس» للشباب، ظهر «هيثم»، شاب عشريني، في أغسطس 2011، أي بعد شهور من قيام ثورة 25 يناير، ليُحدث الشباب الحاضرين عن واقع أفضل، اشتعلت شرارته من ميدان التحرير، بوسط القاهرة، بينما حاول هو وشقيقه «أشرف» البحث عن تغيير الواقع، من خلال إنشاء «كنجن»، 2008، لابتكار وتطوير مُحرك بحث يفهم احتياجات البشر.
«خليت الماكينة تفهم الإنترنت وتفهمني»، هكذا شرح «هيثم» الذي درس علوم الحاسب ذاتيًا، فكرة مُحرك «كنجن»، في كلمته المُسجلة، عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، بعنوان «عندما تفكر الماكينات»، مضيفًا أن رغم صغر عمر المشروع، إلا أن جامعة «سياتل» الأمريكية، وصفته بإنه أفضل محرك تم ابتكاره للإجابة عن الأسئلة.
بعد 10 سنوات تقريبًا، تطور «كنجن» الذي اختلف عن باقي محركات البحث، بأنه يهدف لتقديم معرفة دقيقة، فهو لا يتعامل مع الرموز والأرقام فقط، بل يتعامل مع الأسئلة بذكاء شديد، إذ قام الشقيقان ببناء تكنولوجيا القراءة الآلية التي تسمح بقراءة الجمل والفقرات، ليتم استخلاص المعلومات منها، وبالتالي الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الجمهور بطريقة منطقية.