في محافظة سوهاج، ولد الدكتور محمد سيد طنطاوى في ٢٨ أكتوبر ١٩٢٨، وهو حاصل على الدكتوراة في الحديث والتفسير في ١٩٦٦ بتقدير ممتاز، وعمل مدرساً في كلية أصول الدين، كما انتدب للتدريس في ليبيا لأربع سنوات، وعمل في المدينة المنورة عميداً لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وقد عين مفتيًا للديار المصرية في ٢٨ أكتوبر ١٩٨٦وشيخًا للأزهرفى ٢٧مارس ١٩٩٦، تمتع طنطاوى بمكانة علمية رفيعة بين أوساط المسلمين رغم مواقفه المثيرة للجدل، واعتبر البعض أن مواقفه السياسية لم تكن موفقة وأنها أثرت بالسلب على مكانته العلمية.
ومن هذه المواقف مصافحته لشيمون بيريز في مؤتمر حوار الأديان في ١٢ نوفمبر ٢٠٠٨، وجلوسه مع بيريز مرة أخرى على منصة واحدة، في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في يوليو ٢٠٠٩، فضلاً عن فتواه التي أصدرها في ٢٠ فبراير ١٩٨٩، عندما كان مفتيا للديار المصرية، والتى حرم فيها فوائد البنوك والقروض باعتبارها ربا، وكذلك القرار الذي اتخذه في فبراير ٢٠٠٣، قبيل الاحتلال الأمريكى للعراق، حينما أقال الشيخ على أبوالحسن، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر من منصبه، بسبب ما قيل عن أنه صرح بفتوى يؤكد فيها «وجوب قتال القوات الأمريكية، وأن قتلى المسلمين يعدون شهداء» كما أنه- في أغسطس ٢٠٠٣- أصدر قراراً بإيقاف الشيخ نبوى العش، رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء وأحاله للتحقيق، لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالى العراقى وحرم التعامل معه.
وكان الموقف الأسوأ لطنطاوى في ٨ أكتوبر ٢٠٠٧، حينما أصدر فتوى تدعو إلى جلد صحفيين نشرا أخباراً فحواها أن الرئيس حسنى مبارك مريض، وكانت آخر تلك الزوابع التي أثارها حول نفسه ما أقدم عليه في ٥ أكتوبر ٢٠٠٩، حينما أجبر طالبة في الإعدادى الأزهرى على خلع النقاب، مما أثار غضب المؤيدين للنقاب وأثار حالة من السخط العارم بين السلفيين، إلا أن مجمع البحوث الإسلامية ساند طنطاوى وأيده رسميًا في قرار حظر النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر، إلى أن توفى الدكتورطنطاوى «زي النهارده» في ١٠ مارس ٢٠١٠ في الرياض، إثر نوبة قلبية وصُلىَّ عليه في المسجد النبوى ودفن في البقيع ونعاه العالم الإسلامى بكل مؤسساته وتوجهاته.