السلطات السورية تعتقل معارضاً بارزاً بعد ساعات من رفع الطوارئ

كتب: غادة حمدي, وكالات الأربعاء 20-04-2011 20:06

بعد يوم واحد من إقرار الحكومة السورية مشروع قرار يقضى برفع حالة الطوارئ فى البلاد بعد قرابة نصف قرن من فرضها، قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن الشرطة السورية اعتقلت فى وقت مبكر الأربعاء شخصية يسارية معارضة، الأمر الذى ينبئ بأن مشروع المرسوم التشريعى الجديد لن يمنع التضييق الأمنى.

وعلى الرغم من أن خطوة رفع الطوارئ تعد تنازلاً من جانب الرئيس السورى بشار الأسد فى مواجهة احتجاجات حاشدة آخذة فى التصاعد ضد حكمه الشمولى واستجابة لمطالب لم يسبق لها مثيل بمزيد من الحريات، فإنها اقترنت بتشريع جديد يلزم السوريين بالحصول على إذن حكومى للتظاهر.

ورغم ذلك، قال نشطاء حقوقيون إن الاحتجاجات التى تتسم بـ«التحدى» للنظام استمرت الأربعاء الأول وإن 3 محتجين قتلوا بالرصاص فى مدينة حمص وسط سوريا فى اليوم ذاته.

وأضاف مدافعون عن حقوق الإنسان أن أفراداً من فرق الأمن السياسى اعتقلوا «محمود عيسى»، الناشط اليسارى، ليل الثلاثاء فى منزله بـ«حمص»، التى قتل فيها ما لا يقل عن 20 من المحتجين المؤيدين للديمقراطية برصاص قوات الأمن خلال اليومين الماضيين، كما انطلقت مظاهرة مؤيدة للديمقراطية فى مدينة بانياس المضطربة، من جهته، شجب رامى عبدالرحمن، رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان، اعتقال عيسى، معتبراً فى الوقت نفسه أن مشروع قرار رفع حالة الطوارئ - الذى ينتظر موافقة الأسد خلال أيام ليصبح نافذاً - «تأخر كثيراً، لكن هناك مجموعة أخرى من القوانين يجب إلغاؤها، ولاحقا أعلن عبدالرحمن أنه تمت إقالة رئيس الأمن السياسى فى بانياس للتحقيق معه.

فى غضون ذلك، وقعت شخصيات مدنية بارزة فى حمص التى تشتهر بمثقفيها وفنانيها إعلانا يدعو الجيش إلى «عدم إراقة دماء السوريين الشرفاء» وينفى مزاعم السلطات عن نشاط جماعات سلفية فى المدينة.

وخارجياً، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر إن القانون الجديد الذى يلزم السوريين بالحصول على تصريح للتظاهر «ربما يثبت كونه مقيداً للحريات مثل قانون الطوارئ الذى سيحل محله»، واعتبر أن الحكومة السورية «تحتاج بشكل عاجل إلى تطبيق إصلاحات أوسع وأن تتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين».

وفى مقال له بصحيفة «ذى إندبندنت»، تساءل الكاتب البريطانى روبرت فيسك عما إذا كان الأسد قادراً على فعل ما بوسعه «لتطهير» ما وصفه بـ«نظامه الفاسد»، وما إن كان حزب البعث قد اقترب من نهايته. وفى محاولة للتوصل إلى إجابة، اعتبر الكاتب أن ذلك الأمر «غير قابل للتصديق»، ورأى أن كل ما قدمه الأسد من عروض سخية - مثل إنهاء حالة الطوارئ - «باء بالفشل». وخلص إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن فى أن «سوريا تبقى ديكتاتورية، وأن الأسد يبقى ديكتاتورا»، فضلاً عن فشل الرئيس السورى فى «تخليص عائلته من الفاسدين» - بحسب قوله.