«زي النهارده».. وفاة الشيخ محمد الغزالي 9 مارس 1996

كتب: ماهر حسن الجمعة 09-03-2018 04:40

اسمه كاملا محمد الغزالي أحمد السقا، ونعرفه اختصارا باسم محمد الغزالي، ويعتبر أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عرف عنه تجديده في الفكر الإسلامى وكونه من «المناهضين للتشدد والغلوفى الدين» لكن فصيل المثقفين لم ينسوا له أنه كان أحد المعترضين على رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» وقد سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية.

وقد تعرض للاعتقال في ١٩٤٩ بعد حل الجماعة، والغزالى مولود في قرية نكلا العنب بإيتاى البارود، بمحافظة البحيرة في ٢٢ سبتمبر ١٩١٧، ونشأ في أسرة متدينة بين خمسة إخوة، وأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة، ثم الشهادة الثانوية الأزهرية.

ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة في ١٩٣٧ ليلتحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وبدأت تظهر أولى كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية إلى أن تعرف على مؤسس جماعة الإخوان حسن البنّا، مؤسس جماعة الإخوان، حتى تخرّج بعد أربع سنوات في ١٩٤١ متخصصاً في الدعوة والإرشاد، إلى أن حصل على درجة العالمية في ١٩٤٣ وعمره ست وعشرون سنة ليبدأ مسيرته الدعوية من خلال مساجد القاهرة.

وقد سماه والده باسم محمد الغزالى، تيمنا بالإمام الغزالى سافر الغزالى إلى الجزائر في ١٩٨٤ للتدريس في جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، ونال العديد من الجوائز والتكريم منها جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية ١٩٨٩وتوفي «زي النهارده» في ٩ مارس ١٩٩٦ في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر.

ويقول الدكتور كمال حبيب، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسلامية، إن الغزالي يعد نموذجا للعالم الأزهري الذي زواج بين العلم الأزهري ومستجدات الواقع بتوازن لايخل بأحدهما كما واجه الاستبداد السياسي وناقش ما يتعين أن يكون عليه خلق المسلم في «هذا ديننا»، كما قدم مراجعة نقدية تنظيم الإخوان بعدما تركه في الخمسينيات في كتاب «من معالم كفاحنا الإسلامي الحديث».

ويضيف: «قدم الغزالي مراجعات للتفكير العربي في مواجهة الفكر اليهودي كما أن له كتب مهمة في نقد خطاب السلفيين الذين ينزعون للتدين الشكلي»، معتبرًا أن إعمال العقل كان الركيزة الأساسية في أطروحات الغزالي، فضلًا عن كتابه المهم «السنة بين أهل الفقه وأهل السنة» والذي التزم فيه موقفا وسطيا ولقد أثر تأثيرا كبيرا في الصحوة الإسلامية في السبعينيات وقاد فكريا الخروج من ضيق أفق وفكر التنظيمات المتطرفة إلى الوسطية وفكرة إعمال العقل كما لعب دورا مماثلا في الجزائر حين سافر إليها وقاد مناظرات فكرية مع الشباب الذين كانت تجتذبهم هذه الجماعات ولقد تخرج من مدرسته الكثير من الدعاة وأصحاب الفكر الإسلامي الوسطي والذي يدعو لإعمال العقل ووضع مستجدات الحياة في الاعتبار.