مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى

كتب: محمد إسماعيل غالي الجمعة 12-03-2010 18:55

اندلعت مواجهات بين آلاف الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في محيط بوابات البلدة القديمة بالقدس، وفي أحياء رأس العامود، والصوانة، والمصرارة، و ذلك بعد منع قوات الاحتلال مئات المصلين ممن تقل أعمارهم عن
الخمسين عاماً من الدخول إلى البلدة القديمة والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة في رحابه المباركة.

واضطر الآلاف من المقدسيين ومن فلسطينيي أراضي عام 48 لأداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات المحيطة ببوابات القدس القديمة وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.

وأفادت مصادر فلسطينية أن أعداداً ضئيلة جدا من الفلسطينيين تمكنت من أداء صلاة الجمعة في باحات الحرم القدسي الشريف، لم يتجاوز عددهم 3 آلاف مصل،  في حين أنه من المعتاد أن يؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى أكثر من 40 ألف مصل، مشيرة إلى أن عراكاً واشتباكات بالأيدي وقعت قبيل الصلاة في منطقتي باب الأسباط وشارع الواد وباب المجلس، أصيب خلالها عدداً من الفلسطينيين نتيجة تعرضهم للضرب بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية خلال محاولتهم اجتياز الحواجز العسكرية
التي أقامتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل المسجد الأقصى وعند بوابات البلدة القديمة.

كما شهدت الأحياء المقدسية القريبة من المسجد الأقصى قبيل الصلاة مواجهات وصدامات بين مجموعة من الشبان وجنود الاحتلال بسبب منع الجنود لهم من دخول المسجد للصلاة مما أسفر عن إصابة عدد من الشبان بجروح مختلفة، إثر الاعتداء عليهم بالهراوات ،إضافة إلى إطلاق الجنود للأعيرة المغلفة بالمطاط.

وأشار شهود عيان إلى أن إجراءات المنع بدخول القدس القديمة اقتصرت على الفلسطينيين فقط، في حين سمح لنحو أربعة آلاف مستوطن يقطنون فيما يسمى بالحي اليهودي والبؤر الاستيطانية بحرية الحركة والتنقل، ولكن تحت حراسة رجال أمن من شركات حراسة خاصة.
 
واستنكر الشيخ «يوسف أبو سنينة» في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، إجراءات سلطات الاحتلال بمنع المصلين من الصلاة في الأقصى.. وقال، "إنها إجراءات باطلة وتنم عن عقلية عنصرية حاقدة، وإنه الظلم بعينه"

وقال «أبو سنينة» إن ما تقوم به سلطات الاحتلال مخالف لشرائع وأوامر الله تعالى ومخالف للأعراف الدولية، مشدداً على أن المسجد الأقصى سيبقى إسلامياً خالصاً مهما افتعل وفعل الاحتلال، وطالب المواطنين بإعمار المسجد الأقصى بالتواجد فيه على مدار الأيام من أجل تفويت الفرصة على الحاقدين على الأقصى والقدس.

وأوضح أن المواطنين الفلسطينيين في القدس يعانون الأمرين من السياسة الحاقدة التي تتمثل في التهويد وسحب هويات المقدسيين، وهدم منازلهم وعدم منحهم رخص بناء وفرض الضرائب الباهظة، والاستيلاء على عقارات المواطنين بطرق ملتوية.

كانت شرطة وحرس حدود الاحتلال نشرت الآلاف من عناصرها في مدينة القدس المحتلة وأعلنت عن إجراءاتها المشددة منذ ساعات مساء أمس، ونصبت المتاريس والحواجز العسكرية والشرطية على بوابات البلدة القديمة ووضعت متاريس متتالية قبل الوصول إلى المسجد الأقصى فضلاً عن التواجد المكثف على بوابات المسجد الأقصى.

وأغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى وفتحت ثلاثة أبواب فقط أمام المصلين الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما وهي باب حطة وباب السلسلة وباب الناظر "المجلس" ثم عادت عند قيام الصلاة بإغلاق باب حطة.

 
يأتي هذا فيما وافقت شرطة الإحتلال الإسرائيلية في القدس على السماح لعشرات اليمينيين المتطرفين بتنظيم مسيرة فى حي سلوان في القدس الشرقية احتجاجا على ما سموه البناء الفلسطيني غير المشروع في المنطقة.

ومنحت الشرطة الإذن لنحو سبعين مستوطناً للمشاركة في المسيرة التي من المقرر أن تجرى في غضون عشرة أيام، وخصصت مسافة كيلومتر يستطيع فيها المتظاهرون المشي بدءاً من البلدة القديمة بالقدس حتى وسط حي سلوان.

من جهة أخرى،اعتدى مستوطنون متطرفون ظهر اليوم بالضرب على ثلاثة فلسطينيين من قرية جيت شرق قلقيلية بشمال الضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان أن عشرات المستوطنين هاجموا القرية واعتدوا بالضرب على المواطنين الثلاثة ومن بينهم عامل في جمعية لحقوق الإنسان وشقيقه ومواطن آخر كان يعمل في أرضه.

وفى وقت سابق اليوم ، أقدم مستوطنون متطرفون من مستوطنتي "عليه" و"شيلو" قرب نابلس على قطع واقتلاع أكثر من 40 شجرة زيتون مثمرة من أراضي قرية قريوت جنوب نابلس، في تصعيد جديد لاعتداءات المستوطنين المتواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

كانت إسرائيل  قد فرضت إغلاقاً شاملاً على الأراضي الفلسطينية حتى مساء غداً السبت تحسباً لوقوع هجمات ضدها، وقال متحدث عسكري للإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع «ايهود باراك» أمر بفرض الإغلاق الشامل على الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة 24 ساعة.

وتكرر السلطات الإسرائيلية ومنذ انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 فرض الإغلاق الشامل على الأراضي الفلسطينية تخوفاً من تنفيذ هجمات لفصائل فلسطينية مسلحة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات الشرطة لن تسمح بدخول الرجال من هم دون سن الخمسين عاما من حملة هوية، القدس.