من الصعب أن تشرق شمس النجومية فى حياة أى رياضى وتتوهج بخمس ميداليات أوليمبية وتحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة إلا إذا كانت دفاتره مرصعة بأطراف معادلة الإبداع، الذى يجيد توظيفها على أرض الواقع، لتحقيق طموحات لم تكن فى الحسبان.. وهو ما نجحت فيه «فاطمة عمر»، بطلة العالم فى رفع الأثقال لمتحدى الإعاقة، وصاحبة أكبر إنجازات عالمية بتسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة. أكدت خلال استضافتها فى «المصرى اليوم»: «مخطئ من يتصور أن الإعاقة فى الجسد وإنما الإعاقة فى العقل.. ونعتبر أنفسنا متحدى الإعاقة، لأننا رفضنا الاستسلام ونجحنا فى رفع اسم مصر بحصد ميداليات عالمية وقارية».. وكشفت عن العديد من الحقائق فى نص الندوة:
■ بداية كيف ترين المشاركة فى يوم المرأة العالمى؟
- الحمد لله على مدار 20 سنة فى المجال الرياضى شاركت فى الكثير من المؤتمرات والاحتفالات الخاصة بالمرأة وأنا لا أتاخر عن تلبية أى دعوة مجتمعية، لإيمانى بأن دور الرياضى لا ينتهى بمجرد مغادرته المجتمع إنما عليه التزامات تجاه الجماهير التى تدعمه وتسانده.. وسعيدة بوجودى فى «المصرى اليوم» للمرة الأولى وتكريمى وسط كوكبة رائعة من سيدات المجتمع المصرى اللاتى أثبتت كل واحدة منهن فى مجالها أن السيدات المصريات دورهن لا يقل عن الرجل فى خدمة الوطن ورفع راية مصر خفاقة فى المحافل الدولية.
■ ماذا تقولين للسيدة المصرية، خاصة أنك رمز لتحدى الإعاقة بتسجيلك أرقاما قياسية غير مسبوقة عالميا؟
- حينما بدأت مسيرتى قبل 20 عاما لم يكن الاهتمام بتحدى الإعاقة مثل الاهتمام الذى نشهده اليوم، وحينما يتحدث معى أحد عن أنى معاقة وصعب أن أحقق شيئا كنت أصفه بأنه هو المعاق، فالإعاقة العقلية أصعب من الإعاقة الجسدية، ودائما ما كنت أقبل التحدى ونجحت فى تحقيق أرقام قياسية فى رفع الأثقال.. لم ولن تتحقق سواء على مستوى الأسوياء أو متحدى الإعاقة بحصدى 5 ميداليات أوليمبية: أربع ذهبية وواحدة فضية، وتسجيلى رقم 143 كجم، وهو مسجل باسمى، وحصدت أكثر من مرة لقب أفضل لاعبة باراليمبية.. الغرض من سردى لتاريخى هو التأكيد على أن الإعاقة كما قلت فى العقل وليس فى الجسد ولا يجب الاستسلام، وكل سيدة تقاتل فى مجالها، والمطلوب هو إرادة قوية فى بداية طريق الإنجازات.
■ كيف ترين تسمية العام الحالى بـ«متحدى الإعاقة»؟
- بكل صراحة، حتى الآن هو مجرد تسمية، ونتمنى أن تترجم إلى أمر واقع ملموس، وهناك خطوات بعد صدور قانون متحدى الإعاقة، ونتمنى صدور اللائحة التنفيذية فى أقرب وقت حتى تتم الاستفادة، خاصة أن متحدى الإعاقة بصفة عامة ومتحدى الإعاقة الرياضى بصفة خاصة يحتاج إمكانات وقدرات خاصة حتى يستطيع تحقيق النجاح، ويكون دافعا لزيادة وتوسيع قاعدة الممارسة رياضة متحدى الإعاقة.
■ هل شجعت تسوية المكافآت بالأسوياء فى زيادة توسيع قاعدة الممارسة؟
- بالطبع تحقيق المساواة بالأسوياء قرار يستحق الإشادة به، خاصة أن المعاق يحتاج إلى إمكانات أكثر من الأسوياء لتحقيق حلمه، والبعض ينظر إلى أن ما نحصل عليه مبلغ كبير، ولكن أقول لهم لو ترون حجم المعاناة على مدار أربع سنوات إعداد، وما يتم إنفاقه على المكملات الغذائية والأدوية والتنقلات يقترب مما نحصل عليه، ولكن حبنا لوطننا ورغبتنا فى إثبات قدراتنا وكسب التحدى هو ما يدفعنا لاستكمال المسيرة.. ولكن للأسف، فإن الاهتمام بكرة القدم يغطى على أى إنجازات أخرى.
■ ماذا تقصدين؟
- أقصى طموحنا أن يحصل اللاعب كل أربع سنوات على الميدالية الذهبية والحصول على مليون جنيه، يتم خصم الضرائب منه، وهو ما يحصل عليه لاعب فى أندية القاع كراتب سنوى.. قد لا يستحسن الكثيرون ما أقوله، ولكن إنجارات ذوى الاحتياجات أفضل من إنجاز منتخب الكرة، لأن الجميع يحتفل بالتأهل لكأس العالم بعد غياب أكثر من ربع قرن، ولا أحد يعلم ما النتائج التى أتمني- مثلى مثل كل المصريين- أن تكون مشرفة، ولكن ما أقصده أننا لا نفرح بالتأهل بل نحصد الألقاب العالمية ومتربعين على عرش اللعبة.
■ لكن كرة القدم تلقى الاهتمام الأكبر فى العالم كله وليس مصر.
- لا أختلف فى ذلك، وأرجو ألا يتم تفسير كلامى خطأ، فإن فرحت وأسرتى بتأهل المنتخب، ولكن ما أود قوله إننا نتمنى أن نجد الدعم ولو ربع ما يتم الاهتمام به فى كرة القدم لحصد المزيد من البطولات، وسأقول لك شيئا أذكره بكل أسف: نحن نحقق الميدالية الأوليمبية بأربعين جنيها.
■ ماذا تقصدين؟
- أقصد أن ما يحصل عليه اللاعب الباراليمبى فى التدريب 40 جنيها، وذلك إذا كان فى معسكر مغلق، وأقل من ذلك لو التمرين مفتوح، يعنى بندفع المواصلات والتنقلات من جيوبنا الخاصة، ولا أنكر أن الاهتمام أصبح الآن أفضل، ولكن مازلنا نحتاج المزيد من الدعاية والدعم حتى نجد مصر تتصدر الدورات الباراليمبية.
■ ما طموحك الفترة المقبلة؟
- أحلم بالفوز بالميدالية الأوليمبية السادسة، وأنا أبذل قصارى جهدى لتحقيق هذا الحلم.