انطلاق بورصة «برلين» الأربعاء.. و«المشاط» تسعى لاستعادة الثقة

كتب: هشام شوقي الثلاثاء 06-03-2018 23:19

تشارك مصر بقوة هذا العام، فى بورصة برلين الدولية للسياحة «ITB»، التى تبدأ فعالياتها، الأربعاء، وتستمر حتى 11 مارس الجارى، ويرأس الوفد المصرى المشارك الدكتورة رانيا المشاط، وزير السياحة، لأول مرة منذ توليها الوزارة، ويضم الوفد شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، ومحافظى جنوب سيناء والبحر الأحمر، ووفد رفيع المستوى من القطاعين الحكومى والخاص.

وتسعى مصر، خلال هذه الدورة، لاستغلال هذا الحدث الذى تتوافر فيه أفضل فرص التميز لمنح سوق السياحة المصرية فرصا أكبر للمنافسة العالمية فى السوق السياحية الألمانية، التى تعد البوابة الأفضل للدخول إلى أوروبا من جديد، خاصة بعد تصدر السوق الألمانية قائمة الأسواق السياحية المصدرة للسياحة إلى مصر وتخطيها حاجز المليون سائح العام الماضى.

وتضمنت خطة الوفد المشارك أهم الاستعدادات ومحاور التحرك، وتحديد لقاءات للدكتورة رانيا المشاط، وقيادات العمل السياحى المصرى، ورجال الأعمال، مع صناع القرار السياحى وكبار منظمى الرحلات المشاركين فى البورصة، لاستعادة الثقة فى المقصد السياحى المصرى، حيث تلتقى مع منظمى الرحلات الألمان، ورؤساء وفود الدول المشاركة، التى تمثل أسواقا رئيسية وواعدة، للاتفاق على آليات زيادة حركة السياحة إلى مصر خلال الموسم الصيفى.

وقالت مصادر إن «المشاط» ستتجه عقب انتهاء فعاليات بورصة برلين، إلى لندن، لعقد لقاءات موسعة مع منظمى الرحلات فى السوق الإنجليزية، لمناقشة عودة الرحلات إلى مصر.

وأوضح محمد عبدالجبار، مدير المكتب السياحى المصرى ببرلين، أن المشاركة المصرية هذا العام فى الدورة رقم 52 من البورصة، تأتى من خلال قاعة على مساحة 1220 مترا مربعا، بمشاركة نحو أكثر من 100 فندق وشركة سياحية، بالإضافة إلى شركة «مصر للطيران»، وأن المكتب السياحى المصرى واصل جهوده لاستثمار «بورصة برلين»، لتحقيق نهضة للسياحة المصرية.

وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن أجندة الوزيرة، مزدحمة بأكثر من 65 لقاء على مدار أيام انعقاد البورصة، مع منظمى الرحلات وشركات الطيران والإعلاميين ونواب البرلمان الألمانى، لحثهم على زيادة الحجوزات لمصر، مشيدا بالجهود المكثفة التى يبذلها الدكتور بدر عبدالعاطى، سفير مصر فى برلين، لترتيب لقاءات بين وزيرة السياحة والوفد المصرى المشارك بالبورصة ورجال الأعمال، مع بعض الوزراء وصناع القرار ومنظمى الرحلات الألمان، ودوره فى عودة السياحة الألمانية لمصر بقوة خلال الفترة الحالية.

وأشار إلى أن 187 دولة ونحو 10 آلاف عارض، يشاركون فى البورصة التى تعد من كبريات البورصات السياحية العالمية، التى تقام على مساحة 160 ألف متر مربع، بينما يبلغ عدد زوار المعرض نحو 165 ألف زائر من المهنيين والجمهور العادى، فضلا عن فعاليات تتضمن نحو 200 اجتماع وندوة وورشة عمل يتحدث خلالها ما يقرب من 400 متحدث، ومن المتوقع أن يصل عدد حضور تلك الفعاليات لـ28 ألف شخص من زائرى المعرض.

وقال الدكتور بدر عبدالعاطى، سفير مصر فى برلين، إن هناك تنسيقا يتم على أعلى مستوى بين السلطات المصرية والألمانية، لاستعادة القطاع السياحى المصرى كامل طاقته فى استقبال السائحين من ألمانيا، التى اعتلى مواطنوها المركز الأول فى تعداد زوار مصر من السائحين، وتخطيها حاجز المليون سائح خلال عام 2017، وهو ما يدل على تمتع المقصد المصرى بالأمن والاستقرار، والتنوع الكبير فى الأنماط السياحية.

وأضاف لـ«المصرى اليوم»، أن السفارة المصرية أعدت لمجموعة من اللقاءات بين وزيرة السياحة المصرية والوفد المرافق لها ورجال الأعمال وممثلى الشركات المصرية، مع نظرائهم فى ألمانيا، لدعم التعاون المشترك تنشيطا للسياحة إلى مصر، مشيرا إلى أن جهودا تبذل على نطاق أوسع وأعم لتغيير الصورة الذهنية عن الأوضاع فى مصر لدى المواطن الألمانى، بأنشطة مكثفة منها عمل لقاءات إعلامية وسياحية مع مسؤولى اتحاد شركات الطيران الألمانى بشكل دورى، لمعرفة متطلباتهم ونقلها للجانب المصرى للعمل على تفعيلها، خاصة أن ألمانيا من الأسواق الهامة التى رفعت حظر السفر بشكل كامل إلى مصر، وهو أمر نأمل أن يتم استغلاله بأقصى استفادة من خلال بورصة برلين، حتى تعود مصر وبقوة كمقصد سياحى رئيسى للألمان، ونتخطى المعدلات الكبيرة التى تحققت العام الماضى بتخطيها المليون سائح، وهو ما لم يحدث فى سنة الذروة 2010.

وقال محمد عثمان، رئيس لجنة الترويج للصعيد، لـ«المصرى اليوم»، إن مستثمرى السياحة الثقافية يشاركون من خلال جمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية»، ومن المقرر عقد مجموعة لقاءات مع أصحاب شركات السياحة العالمية، التى تصدر الحركة إلى مصر، بهدف زيادة حجم الحركة الوافد إلى المقاصد السياحية بالصعيد، مشيرا إلى أن القطاع السياحى هناك يوفر ما يقرب من 70% من حجم فرص العمل المتاحة بالصعيد.

ولفت إلى أن «الجمعية سوف تلتقى مع نظيرتها فى ألمانيا لشرح تفاصيل الاكتشافات الأثرية الجديدة فى صعيد مصر، كما تهتم بشكل خاص بإلقاء الضوء على «طريق الكباش»، المقرر افتتاحه، نوفمبر ٢٠١٨، وكذلك الإجابة عن العديد من التساؤلات التى تشغل صناع السياحة المتعاملين فى سوق السياحة الثقافية».

وقال المهندس جمال صلاح، المسؤول عن تصميم وبناء الجناح المصرى ببورصة برلين، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن الجناح المصرى تبلغ مساحته 1220 مترا مربعًا، وتم ابتكار شكل جديد له هذا العام، حيث إن تصميمه اختلف تماما عن الشكل الفرعونى الذى كان يصمم فى الأعوام السابقة، وجاء هذا العام بشكل «مودرن» مع استخدام الـ«ميجا بوسترز»، أو الصور كبيرة الحجم، والشاشات العملاقة داخل الجناح والمزودة بتقنيات البث المباشر من نقاط مختلفة للمقاصد السياحية المصرية.

وأشار إلى أن الجناح المصرى يستخدم تقنيات حديثة تشبه شريط الأخبار لبث رسائل عليها لرواد البورصة زائرى الجناح المصرى، وتمكنهم من زيارة الموقع الإلكترونى المصرى المدعم بكل المعلومات التى تمكن الزائرين من الوصول لمصر والاستمتاع بمقاصدها السياحية بكل سهولة ويسر، وتتيح التقنيات المستخدمة لالتقاط الزوار صورا تذكارية بملابس فرعونية وطباعتها لإمكانية نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى إذا ما رغب الزائر فى ذلك.

وأوضح ثروت عجمى، عضو الوفد المصرى المشارك فى بورصة برلين، أن قيام وزيرة السياحة بدفع قيمة الطيران العارض لعدد من منظمى الرحلات الألمان، قبل انطلاق بورصة برلين، من الذين كان لديهم أزمة وأوقفوا رحلاتهم بسبب تأخر مستحقاتهم، يؤكد مصداقية التعامل وحرص الوزيرة على حل جميع المشاكل التى حدثت قبل توليها المسؤولية، الأمر الذى يزيل كافة العقبات أمام التدفقات السياحية الألمانية إلى مصر.

وأضاف أن الوفد السياحى الخاص بالأقصر، سيشارك فى لقاء الوزيرة مع منظمى الرحلات الألمان، للعمل على زيادة عدد الرحلات الوافدة إلى الأقصر وأسوان خلال الموسم الصيفى المقبل، مشيرا إلى أن الوفد يتوقع زيادة عدد الرحلات إلى الأقصر والتى تبلغ حاليا 6 رحلات أسبوعيا، معربا عن أمله فى أن تتم مضاعفة هذا العدد فى ظل ما وصفها بالعودة القوية للسياحة الثقافية من جميع الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، والتى تأتى ألمانيا فى مقدمتها خلال العام الماضى وبداية العام الحالى.

وتوقع أن يتم خلال بورصة برلين، توقيع عدد من الاتفاقيات مع منظمى الرحلات المشاركين فى البورصة، التى تعتبر قمة العالم السياحية، ويشارك فيها غالبية الدول المستقبلة والمصدرة للسياحة، حيث إن بورصة برلين يتم خلالها توقيع كافة التعاقدات الخاصة بالموسم السياحى الصيفى، والذى يشهد منافسة قوية بين الدول السياحية.

وأعرب الدكتور عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية «مسافرون» للسياحة والسفر، المشارك ضمن الوفد المصرى، عن أمله فى أن تكون بورصة برلين، فرصة قوية لجذب السياحة لمصر بالتواصل مع مختلف الدول المشاركة ومنظمى الرحلات وتحسين أى صورة مغلوطة عن مصر بعرض وتسويق ما يتم من إنجازات على أرضها، مؤكدا أن الوفد المصرى يشارك هذا العام ولديه رصيد هائل من الثقة، ويعزز هذا الرصيد إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمشروعات العملاقة على أرض مصر التى تلقى صدى كبيرا جدا لدى الألمان، مثل العاصمة الإدارية، والمتحف الكبير، والمطارات الجديدة، وغيرها من مشروعات البنية الأساسية التى تمنح انطباعا ومؤشرا قويا نحو عودة مصر بقوة لخريطة الاستثمار العالمية والسياحية أيضا.

وأشار عبداللطيف إلى الأهمية الكبرى للسوق الألمانية لمصر، وأنه خلال العام الماضى بلغ عدد السائحين الألمان لمصر نحو مليون و234 ألفا بزيادة 90% مقارنة بعام 2016، وأن التوقعات تشير بقوة إلى تخطى الرقم حاجز المليون ونصف مليون سائح فى العام الجارى، ليتجاوز الرقم الذروة الذى سجلته السياحة الألمانية إلى مصر عام 2010، الذى بلغ حينها مليونا و300 ألف سائح ألمانى. وأضاف أن الأرقام خلال شهر يناير الماضى، ترصد زيارة ما يقرب من 100 ألف سائح ألمانى لمصر، رغم وجود منافسة شديدة بين مصر وتركيا على السياحة الألمانية.