سائق «توك توك» يقتل صاحبة مسجد ودار أيتام ويحرق جثتها بالطالبية (تفاصيل الواقعة)

محضر سرقة يكشف الجاني.. والجيران يجبرون أسرته على الرحيل عن المنطقة
كتب: محمد القماش الأحد 04-03-2018 18:04

قبل 8 أشهر هدّد «محمد.ع»، شاب، سائق «التوك توك»، جارته «عليا»، 86 عامًا، عراقية الجنسية، وتعيش في شارع رجب خليفة بمنطقة الطالبية، في الجيزة، بالقتل، بعدما حررت «العجوز» محضرًا للسائق تتهمه بسرقة 2500 جنيه، فنفذ وعيده «وخنقها وحرق شقتها.. وسرق مشغولاتها الذهبية قبل أن تمسك النيران في جسد عليا»، حسب رواية 5 من الجيران، لـ«المصري اليوم»، والذين أكدوا أن المجني عليها «كانت أمًا لنا جميعًا.. تدعو للطفل الصغير والرجل العجوز».

منذ 40 عامًا على الأقل، جاءت «عليا»، الحاصلة على بكالوريس التجارة، من بغداد، واختارت أن تعيش في تلك المنطقة الشعبية «أحبتنا وأحببنها.. ولقت نفسها وسطنا»، وتقول أم محمد، إن حياة السيدة العجوز كلها مأساة «تزوجت من طيار عراقي، وبعد الانفصال جاءت إلى مصر، وابنها الوحيد واسمه غازي كان يعمل نقاش، ومات في حادث سير في ريعان شبابه».

وفقًا ل«أم محمد»، تصحو «عليا»، الشهيرة ب«أم غازي»، في الـ5 فجرًا، تطل من شرفة منزلها، «كانت بتدعو لكل الشارع في الصباح فأحبها الناس جميعًا، وكل الأهالي اعتبروها أمًا لهم حتى الأطفال كانوا ينادوونها صباحًا أدعى لنا يا تيتا».

لم يكن لدى «أم غازي» أي مصدر رزق سوى مساعدات أهل الخير، فطمع الكثيرون، فيها ومنهم «محمد» المتهم بقتلها عمدًا، «اشترت ذهابًا وارتدت غوايش وسلاسل وحلقان»، خصوصًا أن الجميع ومنهم الشباب كانوا يأخذون منها أموالًا على سبيل السلف، «تأخذ الخير.. تعمل به خير»، حيث شيدت أم غازي مسجدًا في محافظة الفيوم، ودارًا لرعاية الأطفال الأيتام و«كل أسبوعين تحضر أكياسًا مليئة بالحلوى للأيتام.. وكانت تقول الأطفال عندما يشاهدونني يجروني علىّ».

اختفى المتهم عن المنطقة منذ تحرير العجوز محضرًا تتهمه بالسرقة، وعاد قبل أسبوعين، وحسب عبدالرازق عمر «فوجئنا به يقود توك توك»، وعرفت أنه خرج بكفالة في واقعة اتهامه بسرقة أموال أم غازي».

دارت عجلة الحياة بطبيعتها، تجلس «أم غازي» في الشارع، وتنادى على المارة وتمزح معهم، إلا أن الجمعة قبل الماضي، شهد الفاجعة:«طرق جمال زوج أم المتهم، باب شقتنا في ال6 صباحًا وأخبر والدي بأن حريقًا نشب بشقة المجني عليها».

بطريقة بدائية أطفأ الأهالي النيران المشتعلة بشقة العجوز، وشاهدوا صاحبة الشقة وقد لفظت أنفاسها، «كانت ممددة على الكنبة في الصالة، والجزء العلوي من جسدها محترق»، في المشهد مأساوى، «ست كبيرة تسرق وتتحرق جثتها!».

لم يمر الحادث بتفاصيله مرور الكرام، على إبراهيم محمد، أحد الأهالي، الذي نبه الشرطة، إلى اختفاء مصوغات أم غازي، وحقيبة أموالها التي لا تفارقها، خصوصًا أن الشرطة رجحت بشكل أولى أن يكون ماسًا كهربائيًا وراء احتراق الشقة ومصرع العجوز.

كان المتهم «محمد» يُشيع بين جيرانه بأن المجني عليها التي اعتادت التدخين ألقت بعقب سيجارة فأشتعلت النيران:«الناس صدقت تلك الرواية لأيام عدة، حتى أضحت حقيقة، والاتهامات طالت آخرين»، يتلقط محمد، شقيق عبدالرازق، طرف الحديث، ليؤكد أن والده كان من بين المشتبه بهم، «أم غازي تركت مفاتيح شقتها عندنا.. لأن والدي كان يرعى شؤونها»..فكانت العجوز تخاف الموت «كانت بتقول لنا افتحوا علىّ كل يومين لحسن أموت لوحدى».

فرق البحث الجنائي بقسم شرطة الطالبية، لم يهدأ لها بالًا، استجوبت الجيران، بحسب محمد رجب، أحد الجيران، فتوصلت التحريات إلى أن كثيرين كانوا يطمعون في أموال أم غازي، «آخر مرة سافرت الفيوم وتركت لىّ 12 ألف جنيه و3 غوايش وكردان».

ومع صعود المتهم «محمد» إلى شقته، الإثنين الماضي، سألت الشرطة عنه، فأجاب أحد الأهالي بأنه يقطن بالشقة المقابلة ل«أم غازي»، وسبق وتقدمت ضده بمحضر تتهمه بالسرقة، ففتشت الشرطة منزل سائق التوك توك حتى عثروا على مشغولات وأموال المجني عليها.

مثل المتهم جريمته ب«الصوت والصورة»، أمام النيابة والمباحث، «منعونا من مشاهدته لكننا دعونا عليه في مسجد التنعيم»، وحسب الطفل كريم على، فإن الشرطة قالت: «أمنعوا صوت الميكروفون بالمسجد.. علشان المتهم بيمثل الجريمة».

وطالب جيران الحاجة عليا، من أسرة المتهم الرحيل عن المنطقة، وتقول مالكة العقار محل الجريمة، إنها استجابت لمطالب الجيران وطلبت من أسرة سائق التوك توك ترك الشقة والرحيل.