«سكة أبوالفدا» لـ «طاهر البهى» عودة إلى الروايات الرومانسية

كتب: طارق صلاح الجمعة 02-03-2018 23:15

تمثل رواية «سكة أبوالفدا» للكاتب طاهر البهى والصادرة عن دار العلوم للنشر والتوزيع عودة للرواية الرومانسية غير أن رواية طاهر البهى تحمل روحا وملمحا معاصرا يتوافق والتطور الذى حدث فى المجتمع من وسائل اتصالات وميديا وسموات مفتوحة مما أضفى اختلافا على مفردات الحب بل ومفهومه فى مواجهة المادة وتدور أحداث الرواية فى حى الزمالك العريق الذى يتخذه الصفوة مكانا للإقامة باعتباره أول كومباوند مغلق منذ بدايات القرن الماضى، غير أننا نقف على انحياز الكاتب الواضح للطبقة الوسطى دون تجاهل لما سواها، ومن خلال الأحداث تجد هذه الطبقة مستقرا لها باجتهادها الواضح وبأخلاقها التى تتماشى مع طبقة النبلاء من خلال «شادى» المدرس العاشق الذى يتنفس حبا ويسخر منه الجميع لهذا السبب.

والذى كان حلمه دائما هو الانتماء لهذا المكان الفريد، وشادى يتمتع بشخصية رومانسية لا نظير لها فى زمن الماديات وتسعير الناس بحسب مدخراتهم، وتروى الرواية قصة حب شديدة العذوبة بين شادى وليلى ابنة حى الزمالك وتساعده على العمل بالحى إلى جوارها، فى حين يتنافس على حب ليلى عدة أشخاص يمثلون طبقات مختلفة، وأخلاقيات متباينة ما بين الرقى والانتهازية، ويؤدى تردد ليلى وعدم وضوح أهدافها وتعجلها الارتماء بين أحضان طبقة رجال المال وبعضهم يملكون وسائل إعلام مشهورة، ممثلين فى شخصية «شاكر العوادلى»، صاحب القنوات الفضائية الشهيرة، والذى لا يتردد فى المتاجرة بأى شىء يزيده مالا وثراء إلى أن تقع المفاجأة الكبرى ـ والرواية مليئة بالمفاجآت المثيرة صعودا وهبوطاـ وتنكشف الشخصيات حتى تتعرى تماما وفى النصف الثانى من الأحداث نجح المؤلف فى التمهيد لها لقارئ يجيد قراءة ما بين السطور.. وهناك خطوط موازية فى سكة أبوالفدا توضح اتجاهات الشباب الآن، كما تقتحم عالم السينما وصناعة النجم من خلال شخصية الممثل المغمور «سيد دياب» وتأتى هذه الرواية لطاهر البهى بعد عام من روايته «السكاكينى» التى حققت نجاحا نقديا وجماهيريا ورشحت لتحويلها إلى عمل درامى ولكن حال دون ذلك متطلباتها الإنتاجية الضخمة.