سيف الإسلام: نعد دستوراً جديداً يحد من سلطات والدى.. ولن نستسلم أمام «القاعدة»

كتب: عنتر فرحات, وكالات الإثنين 18-04-2011 22:53

مع دخول المعارك المسلحة شهرها الثالث بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للزعيم معمر القذافى، سقط أكثر من 100قتيل و3 آلاف جريح غالبيتهم مدنيون بسبب هجمات الكتائب الأمنية على مدينة مصراتة شرق طرابلس، فى حين أكد سيف الإسلام القذافى أن بلاده لم ترتكب أى خطأ، وأنها لن تستسلم أبدا فى مواجهة تنظيم القاعدة، مطالبا الولايات المتحدة بدعم طرابلس، بدلا من محاربتها، وأضاف أنه سيتم وضع دستور جديد يحدد سلطات والده.


وقال سيف الإسلام القذافى إن حكومة بلاده لم ترتكب أى خطأ مشيراً إلى أنهم لن يتراجعوا أمام الإرهاب، وأنه سيتم إقرار دستور جديد فى البلاد يحد من دور والده، وأكد وجود عناصر من تنظيم القاعدة، فى مصراتة والمدن التى تسيطر عليها المعارضة، معتبرا أنه على الأمم المتحدة أن تساعد ليبيا فى التصدى للقاعدة.


ودعا سيف الإسلام الولايات المتحدة إلى مساعدة ليبيا -بدلا من شن الحرب عليها- فى مكافحة القاعدة فى مصراتة وبنغازى ومن ثم إجراء مصالحة وطنية، وقال إن العالم يخوض حربا على ليبيا «دون أن يستند إلى شىء إلا إلى الشائعة والدعاية». ورأى سيف الإسلام فى مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ما يحصل هو مؤامرة دولية لزعزعة استقرار ليبيا، وأن ما يجرى فى مصراتة يشبه ما جرى فى مخيم نهر البارد فى لبنان، وأن قوات القذافى تحارب الإرهابيين ولا تقتل المدنيين.


وأضاف سيف الإسلام أنه تعرض «لخيانة من قبل أعز الأصدقاء» الذين انشقوا عنه وانضموا للثوار، وأن حكومة والده محاصرة من قبل تنظيم القاعدة، أما عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فقال سيف الإسلام للقذافى إنه أثبت أنه لا يختلف عن سلفه جورج بوش.وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن تصريحات سيف الإسلام تؤكد الموقف المتعنت للحكومة الليبية، فى وقت تشهد فيه العمليات القتالية حالة من الجمود والخلافات الداخلية التى يواجهها الـ«ناتو».


وفى غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الليبى الجديد عبد العاطى العبيدى، مجددا، إلى وقف قصف قوات حلف شمال الأطلنطى الـ«ناتو» المواقع المدنية والعسكرية، مبديا استعداده، خلال لقائه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب، للتعاطى مع قرارى مجلس الأمن رقى 1370 و1373، وقالت مصادر ليبية إن العبيدى أطلع الخطيب على الأضرار التى خلفها القصف الذى وصفه بأنه غير مبرر. وأعلنت الحكومة الليبية أن «تورط» تنظيم القاعدة فى النزاع فى ليبيا أمر «مثبت»، مؤكدا أن أحد قادة التنظيم فى طريقه إلى مصراتة مع المقاتلين، محذرا من أن «يستقر هؤلاء فى ليبيا ويسيطروا على ثروتها الضخمة على بعد خطوات قليلة من أوروبا».


وميدانيا، دخلت المواجهات بين الثوار والقوات الحكومية شهرها الثالث، بالتزامن مع مرور شهر على تدخل التحالف الدولى فى 19مارس الماضى، ومن بعده تولى حلف الناتو قيادة العمليات العسكرية دون وجود مؤشرات على قرب حسم الصراع .


وتواصل القتال العنيف بين الجانبين على عدة محاور، ونجحت المعارضة المسلحة فى صد هجمات جديدة لقوات القذافى على أجدابيا التى اضطروا إلى التوجه إليها، الاحد ، من البريقة غربا، تحت كثافة قصف الكتائب، واعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية الهجمات المكثفة التى شنتها كتائب القذافى على «أجدابيا» دليلاً على أن إرادة نظام القذافى لم تتراخ فى مساعيها لاستعادة المدن التى سيطر عليها الثوار.


وهاجمت قوات القذافى مدينة مصراتة شرق طرابلس وقصفتها بالدبابات وصواريخ الجراد، وأشارت مصادر طبية فى المدينة إلى مقتل نحو 1000 شخص، و3 آلاف جريح، بعد 6 أسابيع من القتال الضارى وقصف قوات القذافى وحصارها المدينة، وأضافت أن 80% من القتلى مدنيون، وقال طبيب بالمستشفى إن ما لا يقل عن 17شخصا قتلوا وإن 71 أصيبوا خلال مواجهات، الاحد ، فقط بسبب القنابل العنقودية، بينما لا يزال عشرات آلاف النازحين، غالبيتهم مصريون ونيجيريون، ينتظرون إجلاءهم من مخيم أقيم فى مرفأ مصراتة، حيث يعيشون فى ظروف صعبة، وقصفت كتائب القذافى محيط مدينة نالوت غرب البلاد، وهاجمت مواقع الثوار، مما أجبر المئات على الفرار إلى الحدود التونسية.


وجدد قائد جيش التحرير الوطنى الليبى اللواء عبد الفتاح يونس مطالبته لحلف الـ«ناتو» بأداء أكثر فاعلية فى ليبيا، متعهدا بأن يفك الحصار عن مصراتة إذا حصل الثوار على مروحيات قتالية. دوليا، استبعدت دول غربية إرسال قوات برية إلى ليبيا.