رغم أنها بالنسبة للكثيرين مركز الثورة المضادة فإن أهالى شرم الشيخ أثبتوا العكس، وقبل سقوط النظام أسقط شباب المدينة تمثالاً للرئيس السابق كان موضوعاً فى إحدى الحدائق العامة.
ففى الوقت الذى كانت تشتعل فيه المظاهرات فى القاهرة والمحافظات، كان الهدوء يسيطر على مدينة شرم الشيخ، مما دفع ياسر عبدالله 38 سنة إلى التفكير فى طريقة يعبر بها عن رفضه للنظام، فاقترح على صديقه أحمد جمال 26 سنة التخلص من تمثال الرئيس السابق، الذى ظل رافعا أصبعه أمام المارة لأكثر من 20 سنة، فلاقت الفكرة استحسان أحمد، وساعد ياسر على الصعود أعلى قاعدة التمثال.
وقال ياسر: «أحضرت زجاجة مملوءة بالكيروسن وآلة حادة، وذهبنا ليلة 28 يناير إلى الحديقة، ولم يستغرق تحطيم التمثال سوى 15 دقيقة، لأنه مصنوع من مادة الفيبر جلاس، وبعد أن حطمناه أشعلنا فيه النار انتقاما منه، ثم ابتعدنا عن المكان دون أن يشعر بنا أحد».
ويتدخل أحمد فى الحديث قائلا: «أسقطنا التمثال قبل إسقاط النظام، ولا أنكر أننا شعرنا بالخوف وقت تنفيذ المهمة، ولكن نشعر الآن بالفخر بما فعلناه تضامنا مع ثوار التحرير» وتابع: «بعد اشتعال الحريق فى التمثال المحطم، توقعنا أن تنقلب المدينة رأسا على عقب بحثا عن الجناة، ولكن كل ما حدث أن سارعت سيارات الإطفاء فى إخماد النيران، ومر الموقف بسلام، وفى اليوم التالى، سألت أحد عمال مجلس المدينة عن سبب الحريق، فقال لى بسخرية إن التمثال (محتاج يرتاح شوية)».
يؤكد ياسر أن أهالى شرم الشيخ اتفقوا على إزالة صورة مبارك من لوحة صانعى السلام الموجودة فى مدخل المدينة وأكد أنه ذهب إلى ميدان التحرير، بعد نجاح مهمته وتحطيم التمثال، وقال إنه شارك الثوار، وشهد معهم موقعة الجمل، وأصيب بجرح فى رأسه، ولكنه لا يبالى، بل يشعر الآن بأنه قام بواجبه نحو وطنه.