محمد عمر لـ«المصري اليوم»: مسؤولو الأندية عليهم منافسة الأهلي وليس الانتقاص منه

كتب: إسلام صادق الأحد 25-02-2018 22:31

قليلون فى الكرة المصرية الذين سطروا اسمهم بحروف من ذهب عبر التاريخ من خارج القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك.. وصار لهم شعبية كبيرة بين الجماهير من خلال بطولات حصدها سواء مع ناديه أو المنتخب الوطنى عندما كان لاعبا بارزا بناديه خلال فترة الثمانينيات.. ولم تتوقف مسيرته المشرفة بعد أن احترف مهنة التدريب وحقق بطولات عديدة ظلت محفورة فى أذهان الجماهير المصرية والأردنية والسودانية التى كان فيها خير سفير للمدرب المصرى.

إنه محمد عمر المدير الفنى للاتحاد السكندرى وإحدى أبرز العلامات فى تاريخ زعيم الثغر والكرة المصرية بعد أن وضع نفسه ضمن الجيل الذهبى الذى حصد بطولة أمم أفريقيا 86 مع العمالقة محمود الخطيب وطاهر أبوزيد ومصطفى عبده وشوقى غريب وجمال عبدالحميد، وقاد المنتخب العسكرى للفوز ببطولتى العالم العسكرية وبطولة الدورى مع المريخ السودانى وأربع محلية مع الوحدات الأردنى، ورغم ذلك فإن «عمر» واجه ظروفا صعبة خلال السنوات الماضية داخل ناديه.. ولم يتم الاستعانة به إلا فى الظروف الصعبة فقط.. وفى كل مرة يلبى النداء وينجح فى تحقيق المعجزة بانتشال الاتحاد من دوامة الهبوط لكنه يرحل ولا يستمر، وتكرر نفس الأمر خلال الموسم الجارى بعدما استعان به محمد مصيلحى رئيس النادى لإنقاذ الفريق من صراع البهوط إلى القسم الثانى.. فهل ينجح فى مهمته هذه المرة..أم أن الظروف مختلفة.. وإلى متى سيظل الاتحاد السكندرى يصارع من أجل البقاء.. ومن المسؤول عن ذلك؟.. وما الفارق بين زعيم الثغر والمصرى الذى تحول إلى فريق ينافس على البطولات فى السنوات الأخيرة.. أسئلة عديدة واجهت بها «المصرى اليوم» محمد عمر.. فكانت إجابته مفاجئة وكاشفة ولا تنقصها الصراحة فإلى الحوار:

■ بداية.. من المسؤول عن دخول الاتحاد السكندرى دوامة الهبوط؟

- بدون شك مجلس الإدارة السابق برئاسة محمود مشالى بسبب قراراته المتسرعة التى اتخذها خلال الموسم قبل أن يتولى محمد مصيلحى المسؤولية.. فقد اتخذوا قرارا بإقالة هانى رمزى المدير الفنى رغم أنه لم يفشل فى مهمته كما روجوا فى وسائل الإعلام.. بل تعرض الفريق للتعادل وقتها فى 7 مباريات وهو مادفعهم للتعاقد مع المدرب الفرنسى «كافالى» التى شهدت فترته تذبذبا فى النتائج.. فكان لابد من رحيله بسبب الضغوط الجماهيرية حتى تولى ماكيدا المسؤولية ولم يحقق هو الآخر النتائج التى تنتظرها الجماهير.

■ هل ترى أن مجلس مصيلحى ليس مشاركا فى مسؤولية دخول الفريق دوامة الهبوط؟

- أحدثك بصراحة، لو كان محمد مصيلحى يتحمل المسؤولية لكنت أعلنت ذلك دون خوف من أحد.. فتاريخى واسمى لا يسمحان بالتودد لأحد.. بالعكس مصيلحى حاول علاج أخطاء كثيرة كان يجب تداركها فى بداية الموسم، سواء بتغيير المدرب الفرنسى أو التعاقد مع لاعبين مميزين فى يناير الماضى إلى جانب أنه يحاول تذليل كافة العقبات التى نحتاجها منذ أن توليت المسؤولية ووفر لنا معسكرا فى القاهرة قبل مواجهة إنبى الماضية، لكننا نسعى لحل المشاكل والأزمات التى يعانى منها اللاعبون فى الفترة السابقة.

■ ماهى المشاكل التى يعانى منها اللاعبون؟

- اللاعبون تأثروا سلبا من كثرة تغيير الأجهزة الفنية فى موسم واحد.. ومن ثم يحتاجون للتأقلم من أجل إعادتهم مرة أخرى للسير وفقا لنظام محدد فنيا وبدنيا.. كما أن هناك عددا كبيرا من اللاعبين كانوا مجمدين خلال فترة «ماكيدا» الذى كان يعتمد على عناصر معينة.. ومن ثم فالأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأقلم وعلاج سلبيات المرحلة الماضية.

■ البعض يخشى من هبوط الاتحاد السكندرى إلى القسم الثانى!!

- رد منفعلا: لن يحدث.. ولن أسمح بهبوط الفريق للقسم الثانى.. ولن يلقى الاتحاد مصير الأندية الكبيرة والشعبية التى اندثرت وسأظل أدافع عن النادى الذى تربيت به ونشأت فيه وصنع شهرتى والمجد الذى حققته حتى آخر لحظة فى عمرى.

■ لماذا انفعلت؟

- لا يمكن أن تقبل أن يهدم بيتك أمامك وتكتفى بالمشاهدة.. وهذا هو سبب قبولى للمهمة فى كل مرة يطلبنى النادى لتولى المسؤولية ويكون الفريق يعانى من الهبوط إلى القسم الثانى.

■ كيف؟

- المرة الحالية التى أقود فيها الفريق هى الرابعة ويكون النادى يعانى من شبح الهبوط.. فقد توليت المسؤولية فى ثلاث مرات سابقة كنت خلالها مرتبطا مع أندية أخرى، وفور مطالبة المسؤولين بالنادى بعودتى لقيادة الفريق أعتذر للنادى أو المنتخب الذى أقوده من أجل المساهمة فى بقاء الفريق بالدورى الممتاز وهذا حدث فى موسم 2000-2001، و2003، وفى 2007.

■ لكن رحيلك عن الأندية التى تقودها من أجل الاتحاد السكندرى لا يتناسب مع فكر الاحتراف المتعارف عليه بضرورة استمرار المدرب حتى نهاية عقده!!

- نادى الاتحاد السكندرى يختلف لدى عن أى مكان آخر.. ولا أفكر فيه بمنطق الاحتراف أو بأى طريقة أخرى.. قلت لك إن النادى يمثل لى حالة خاصة لا يفهمها سوى من لعب لناديه وأنتمى له.. وما لاتعرفه أننى عندما أتفق مع أى فريق آخر أضع شرطا فى عقدى بإمكانية السماح لى بالرحيل فى حالة مطالبة النادى لى فى أى وقت.. بل ما لاتعرفه أيضا أننى أمضى على نفسى ورقة رسمية موجودة لدى المدير التنفيذى للنادى بالتبرع بـ50 % من راتبى الشهرى للنادى.. ولا أعرف الراتب الذى يحدده المجلس.

■ أليس غريبا ألا يتم الاستعانة بك سوى فى مواقف الاتحاد الصعبة؟

- هذا السؤال توجهه للمسؤولين السابقين الذين كانوا يقودون النادى فى الفترات السابقة.. فقد واجهت صعوبة كبيرة فى الاستعانة بى فى بعض الأوقات.. بل إن أحد الأعضاء البارزين فى المجلس السابقين قال لى حرفيا: «إحنا مش بنجيبك.. عشان بنخاف منك».

■ هل بسبب شعبيتك؟

- أعتقد لأننى أرتبط بعلاقة طيبة مع الجماهير وهم يقدرون ما أبذله من أجل النادى.

■ لكنك توليت مناصب إدارية فى عهد مجلس مشالى!!

- مجلس مشالى كان يبذل كل مافى وسعه من أجل إبعادى عن الأمور الفنية.. فقد قاموا بتعيينى مديرا للكرة ثم رئيس جهاز للكرة من غير الصلاحيات الفنية.. على اعتبار أنهم كانوا يواجهون الجماهير التى تطالبهم بوجودى أنه تم تعيينى بالجهاز الإدارى فقط.

■ لماذا يتكالب المدربون على تدريب الاتحاد السكندرى رغم عدم وجود إمكانيات فى الفترة السابقة؟

- بعض المدربين يعتبرون أن تدريب الاتحاد السكندرى «غنيمة» يجب أن يضعها فى سيرته الذاتية، وعندما يصطدم بالواقع يسعى للرحيل بعد أن يكون ترك النادى فى دوامة من الصعب انتشاله منها إلا بجهد أبنائه.

■ أليس غريبا أن يواجه الاتحاد السكندرى شبح الهبوط فى كل موسم رغم اختلاف مجالس الإدارات؟

- هناك عوامل عديدة تدفع الاتحاد لمواجهة شبح الهبوط أهمها الإمكانيات المالية التى يعانى منها النادى والتى أعتقد أنها ستتلاشى فى وجود مجلس مصيلحى إلى جانب عدم وجود ملعب فى السنوات السابقة والذى توفر مؤخرا.. فضلا عن النظام السيئ فى تطبيق إعارات اللاعبين للأندية، فبعد أن يكون الفريق تهيأ على مجموعة لاعبين وتألقوا مع أنديتهم الجديدة يعودون إلى فرقهم الأصلية بنهاية الموسم مما يؤثر سلبا على أداء الأندية التى اعتمدت عليها.

■ لكن جميع الأندية تعتمد على نظام الإعارات!!

- نظام الإعارات يكون نقمة على الأندية التى تعتمد عليها بشكل كبير.. وهى الأمور التى تعالج داخل نادى الاتحاد السكندرى، بحيث يكون الفريق لديه مقومات رئيسية يعتمد عليها ويستعير لاعبين فى أضيق الحدود.

■ هل هناك عوامل أخرى تتسبب فى وجود الاتحاد فى صراع الهبوط إلى القسم الثانى؟

- غياب الجماهير دون شك من العوامل المؤثرة على الأندية الشعبية بل عدم وجود المساندة الجماهيرية فى المباريات تسبب فى صعود أندية الشركات، وتسبب فى أن تكون الأندية الشعبية أسوأ من الشركات، ولك أن تتخيل أن بعض فرق الشركات أصبحت تفوز على الأهلى والزمالك نتيجة غياب الجماهير.

■ لكن «المصرى» فريق جماهيرى ورغم ذلك تحسنت نتائجه مؤخراً وصار ينافس على البطولات ويشارك فى الكونفيدرالية وينافس على المربع الذهبى بالدورى!!

- «المصرى» حالة خاصة، لأنه يلعب فى ملعب برج العرب كل مبارياته، وهى ميزة كبيرة لأى فريق ويستغلها الفريق البورسعيدى جيداً.. ولو تحققت لأى فريق آخر لتحسنت نتائجه ونافس على المربع الذهبى.. لكن الإسماعيلى مثلاً فهو يواجه تذبذباً فى النتائج لأنه يلعب داخل وخارج أرضه.

■ ألست معى أن الدورى يتسم بالضعف بعد احتكار الأهلى للقب قبل نهاية الدور الأول؟

- المشكلة ليست فى الأهلى.. فالفريق الأحمر هو أكثر الأندية انضباطاً والتزاما واحترافا.. بل إن معظم الأندية تعانى من الهواة ما عدا القلعة الحمراء.. ومن ثم فإن مسؤولي الأندية الأخرى عليهم أن يفكروا فى منافسة الأهلى وليس الانتقاص منه.

■ هل تقصد الزمالك؟

- مطلقاً.. أتحدث عن كيفية إدارة الأندية والكرة المصرية بصفة عامة وإمكانية تداول البطولة بين الفرق الكبرى.. لكن الزمالك أفضل تسويقياً فى الفترة الأخيرة من الأهلى، وركز أكثر على جلب أموال عديدة للنادى سواء برحيل محمود كهربا ومصطفى فتحى وشيكابالا بمبالغ طائلة وتعاقد مع لاعبين سيجلبون له أموالاً أخرى خلال المرحلة المقبلة.

■ ما سبب عدم منافسة الزمالك على البطولات؟

- الجميع يعلم أن كثرة تغيير الأجهزة الفنية واللاعبين أفقد الزمالك شخصيته فى المنافسة على البطولات، خصوصاً أن العدد الكبير الذى تعاقد معه الفريق فى بداية الموسم لا يساعد على التأقلم سريعاً نحو المنافسة على البطولات.

■ هل تعتقد أن إيهاب جلال سيستكمل مسيرته مع الأبيض؟

- إيهاب جلال هو أفضل مدرب فى مصر وقلت ذلك أكثر من مرة أثناء تحليل المباريات عندما كان يبدأ مهمته التدريبية.. فهو يمتلك فكرا تدريبيا مميزا ومتطورا لكن عليه أن يركز فى أن يقود الزمالك صاحب البطولات والتاريخ الكبير.. وأعتقد أنه لو استمر فى منصبه سيكون للفريق شأن آخر فى بطولتى كأس مصر والكونفيدرالية.

■ ماذا عن حسام البدرى؟

- ليس من مصلحة الأهلى أن يرحل البدرى بنهاية الموسم الجارى فهو مدرب متميز ويمتلك قدرة على دفع الفريق نحو الاستقرار الفنى وتحقيق نتائج طيبة ومن ثم فإن رحيله عن النادى سيضر استقرار الفريق وليس من مصلحة أحد.

■ ما رأيك فى تمسك عبدالله السعيد بالحصول على 15 مليون جنيه فى الموسم نظير تمديد عقده مع الأهلى؟

- عبدالله السعيد أفضل لاعب فى مصر ويمتلك تاريخا وقيمة تسويقية كبيرة، ومن ثم فمن حقه أن يطلب المبلغ المالى الذى يتناسب مع إمكانياته ومكانة ناديه.

■ البعض يردد أن «السعيد» تمسك بالحصول على مبلغ مالى كبير بعد تعاقد الأهلى مع صلاح محسن بـ35 مليون جنيه!!

- الأمور لا تقاس بهذه الطريقة، فمسؤولو الأهلى عندما تعاقدوا مع صلاح محسن بهذا المبلغ كانوا يعلمون أنه سيجلب لهم أموالاً طائلة فى المستقبل.. وأؤكد لك أن اللاعب سيكون أفضل مهاجم فى مصر وهو ما توقعت به منذ سنوات عديدة بل رشحت صلاح محسن عندما كان ناشئاً للانضمام لنادى الاتحاد السكندرى لكن مسؤوليه وقتها لم يكن لديهم الرغبة.

■ برأيك.. ما سبب ارتفاع سعر الصفقات فى الفترة الأخيرة؟

- بدون شك السماسرة أو وكلاء اللاعبين.. فهم آفة الكرة فى مصر.. وهم من يتسببون فى أزمات الأندية والمدربين واللاعبين من أجل مصالحهم الشخصية.. وقد عانيت من التعامل معهم خلال مشوارى التدريبى وهم السبب الرئيسى فى ابتعادى عن التدريب فى مصر خلال بعض الفترات لأسباب لا يمكن الحديث عنها فى وسائل الإعلام، لكن جميع المسؤولين عن المنظومة الكروية يعلمون جيدا.

■ ماذا تتوقع للمنتخب الوطنى فى مونديال روسيا؟

- كل شىء وارد فى كرة القدم.. ويمكن أن يتخطى المنتخب الوطنى الدور الأول بالمونديال ويتأهل لدور الـ16 ولا تنسى أن المنتخب يمتلك لاعبين مؤثرين فى أكبر أندية العالم وأصبح لديهم الخبرة الكافية فى خوض مباريات البطولات الكبرى.

■ لكن البعض يخشى على المنتخب بسبب اعتماد «كوبر» على محمد صلاح فقط!!

- أى منتخب فى العالم يمتلك نجما لامعا.. فلديك الأرجنتين يعتمدون على ميسى، والبرتغال لديها كريستيانو رونالدو، والبرازيل تتشبث بـ«نيمار».. فهو أمر لا يقلل من شأن المنتخب الوطنى بل يزيده قوة وقدراً بأن يكون بالفريق لاعب عالمى مثل محمد صلاح.

■ البعض يؤكد على رحيل «كوبر» من المنتخب بعد نهاية المونديال!!

- «كوبر» مدرب كبير جدا وحقق إنجازا كبيرا بالتأهل للمونديال وقبلها التأهل إلى نهائى أمم أفريقيا وحصد لقب أفضل مدرب فى أفريقيا الموسم الماضى، ومن ثم فلديه طموحات أن يستمر فى التألق ويظل مع المنتخب حتى يحقق نتائج أفضل مع فريق قام ببنائه ومن ثم سيحقق معه نتائج طيبة فى حالة استمراره.

■ ما الموقف الذى لا يمكن أن تنساه فى تاريخك الكروى؟

- استبعادى من الانضمام للمنتخب الوطنى فى مونديال 90 بقرار من محمود الجوهرى دون سبب واضح.. لكننى علمت به بعد ذلك ولا يمكن أن أفصح عنه.. لكننى تصالحت بعد ذلك مع الجوهرى وكان مسانداً لى خلال فترة قيادتى للوحدات الأردنى.