أكد الممثل هانى سلامة أن فيلمه الجديد «واحد صحيح» يحمل معانى إنسانية راقية، وأن كل مشاهد سيشعر بأن السيناريو يتحدث عنه معربا عن سعادته باختيار الفيلم للمشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى السينمائى الدولى الذى يعقد الشهر المقبل.
وقال هانى سلامة لـ«المصرى اليوم» إن مشاركة «واحد صحيح» فى مهرجان دبى عوضته عن الغياب عن المنافسة فى موسم عيد الأضحى، مشيرا إلى أنه يتمنى العمل فى الدراما التليفزيونية لكنه مازال يبحث عن العمل المناسب.
■ كيف استقبلت اختيار «واحد صحيح» فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى؟
- شعرت بحالة سعادة، لأن اختيار الفيلم فى المسابقة الرسمية يؤكد أننا قدمنا عملا جيدا بغض النظر عن حصوله على جوائز أم لا، لأن هناك لجنة من المتخصصين رأت أن الفيلم يستحق تمثيل مصر فى المسابقة، وهذا ما يجعلنى فخورا بما قدمته وأتمنى أن يحصل «واحد صحيح» على جائزة، سواء فى الإخراج أو التمثيل أو التأليف أو حتى الصوت.
■ ما أسباب اختيار الفيلم للمشاركة فى المسابقة من وجهة نظرك؟
- الفيلم يتحدث عن العلاقات بين الناس بشكل حقيقى جدا، وأعتقد أن أى شخص سيشاهده سيرى نفسه فيه وسيشعر بأنه يتحدث عنه، وأنا شخصيا أعرف نماذج حقيقية موجودة فى هذا الفيلم.
■ هل ترى أن مشاركة الفيلم فى المهرجان قد تؤثر على استقبال الجمهور له؟
- لا أعتقد ذلك، لأن هناك أفلاما كثيرة نجحت فى تحقيق المعادلة الفنية والجماهيرية، ولم يؤثر اشتراكها فى المهرجانات على إقبال المشاهدين، ومنها «خيانة مشروعة» الذى عرض فى دبى أيضا، وكذلك «سهر الليالى» ودائما ما أهتم فى أعمالى بتحقيق هذه المعادلة وإن كان الجمهور يأتى فى المقام الأول، لأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى نجاح أى عمل، كما أن المهرجانات تمثل تقديرا أدبيا للفنان.
■ لماذا اعترضت على عدم عرض «واحد صحيح» فى موسم عيد الأضحى؟
الفيلم حتى آخر لحظة كان سيعرض فى العيد، وكنت أتمنى ذلك، خاصة أن أغلب أفلام الموسم كوميدية، بينما «واحد صحيح» له شكل ومضمون مختلف، ولكن «قدر الله وما شاء فعل» فلو كنا عرضنا الفيلم ما استطعنا المشاركة به فى مهرجان دبى، لذلك عندما علمت بخبر اختيار المهرجان له هدأت أعصابى كثيرا ووجدت أن «كل تأخيرة وفيها خيرة».
■ ما رأيك فى تحقيق فيلم «إكس لارج» لأحمد حلمى رقما قياسيا فى الإيرادات؟
- أولا، أقول لحلمى مبروك، فهو يستحق هذه المكانة، لأنه مجتهد ويحب شغله ويفكر دائما فيما هو جديد وجذاب، لذلك كانت الإيرادات مكافأة يستحقها فضلا عن أن وجود اسم شريف عرفة كان إضافة، وكنت أتوقع منهما أن يقدما هذا المستوى، والإيرادات كان فيها جزء من التوفيق، لأن الجمهور متعطش للكوميديا بعد حالة الزخم السياسى التى نعيشها، فالسياسة أصبحت تطاردك فى كل مكان وأصبح كل الناس يفهمون فى السياسة ولا ينطبق ذلك على فيلم أحمد حلمى فقط، لكنه ينطبق أيضا على الأفلام الأجنبية التى عرضت وقت الثورة حيث شهدت إقبالا كبيرا.
■ لماذا يعتقد البعض أن هناك تشابهاً بين «واحد صحيح» وفيلمى «السلم والتعبان» و«سهر الليالى»؟
- قد يتخيل البعض ذلك، لأننا نقدم فيلما رومانسيا وفى الوقت نفسه متعدد العلاقات مثل هذين الفيلمين، لكن «واحد صحيح» ليس له علاقة إطلاقا بهما، كما أنه لا يجوز أن نلخص الرومانسية فى أفلام بعينها أو «تيمات» واحدة لأن الرومانسية موضوع كبير ويندرج تحته العديد من الأنواع، فمثلا فيلم «إنت عمرى» يندرج تحت مسمى رومانسى تراجيدى، أما فيلم «السلم والتعبان» فهو رومانسى لايت، بينما «واحد صحيح» رومانسى اجتماعى وعلاقاته تختلف تماما عن العلاقات فى الأفلام الأخرى.
■ ما سبب غيابك لأكثر من عامين منذ قدمت فيلم «السفاح»؟
- هذا الغياب خارج عن إرادتى، وأتمنى تقديم فيلمين أو ثلاثة فى العام، لكن لا المناخ العام ولا الظروف ولا الإمكانيات تساعد على تحقيق ذلك، وبعد الثورة أصبحت ظروف البلد مختلفة ولابد أن يعرف الجميع أننا لسنا فى هوليوود حتى نقدم ما نتمناه، فالذى يقدم فيلما يحيط به ظروف ثورة ومنتجون خائفون من المغامرة وقنوات لا تشترى الأفلام، لذلك أريد أن أشكر المنتج أحمد السبكى، لأنه الوحيد الذى أنتج فيلمين فى ذروة الأزمة ونجح فى أن ينتهى منهما دون أن يحصل على أى دعم من أى جهة أو يبيع أحدهما كما كان يحدث من قبل بعد أن خفضت القنوات الفضائية الأسعار بشكل مبالغ فيه، وهذا ما رفضه، بينما ظل باقى المنتجين فى مقاعد المتفرجين.
■ هل تعتقد أن المنتجين الكبار تخلوا عن السينما فى أزمتها؟
- نعم، وأطالبهم بالعودة والوقوف بجوار الصناعة التى ربحوا الكثير من ورائها وجعلت منهم منتجين كباراً، ولا يجوز عندما نواجه أزمة أن نتعامل معها بمنطق التجار ونتركها «تقع» أمام أعيننا لأن مصر هى هوليوود الشرق وأنا أطلب منهم أن يدعموا السينما لمدة عامين فقط حتى نخرج من هذه الكبوة وهذا لن يعرضهم للخسارة، لأنهم يعلمون جيدا أن السينما لا تخسر.
■ ماذا عن فيلم «الراهب»؟
- حتى الآن الفيلم مجرد قصة لم تكتمل تفاصيلها، سواء على مستوى الكتابة أو الإنتاج، وحتى الآن لا أعرف إذا كان هذا المشروع مازال قائما أم لا، ولا أستطيع أن أجزم بأنه فيلمى المقبل.
■ ما الذى أعجبك فى قصة «الراهب»؟
- كنت أتمنى تقديم هذه الشخصية، لأنها تحتوى على أبعاد وتفاصيل جذابة وجديدة على السينما، بالإضافة إلى أن هذه التركيبة لم تقدم فى السينما المصرية من قبل، كما أن القصة مختلفة عن فيلم «الراهبة» الذى قدمته الممثلة العظيمة هند رستم، فضلا عن أن حماسى للفيلم يرجع لتعرضه لعلاقة المحبة والتآخى بين المسلمين والمسحيين وفكرة النسيج الواحد.
■ لماذا لم تتجه للدراما التليفزيونية عكس معظم أبناء جيلك؟
- «الفيديو فى دماغى» ولكن لم أعثر حتى الآن على العمل الذى يجذبنى لخوض هذه التجربة، خاصة أنها ستكون الأولى فى مشوارى كممثل، فأنا أريد تقديم عمل مختلف وجديد على الدراما بشكل عام، لذلك أعيش فى مرحلة بحث مستمرة عن هذا العمل، لأننى أتمنى دخول البيوت بعمل يستحق احترامها وتقديرها.
■ وهل ترى أن أزمة السينما دفعت معظم النجوم إلى العمل بالتليفزيون؟
- ليس هذا هو السبب الوحيد، فالتليفزيون أصبح مثل السينما فى كل شىء بل إن سوق الفيديو قد تكون أفضل نسبيا من السينما، حتى إن موضوعات الدراما التليفزيونية وطريقة تصويرها أصبحت مختلفة ومتميزة وقد أعجبت بأكثر من عمل فى رمضان الماضى ومنها الريان والمواطن إكس.
■ بعيدا عن الفن.. هل ترى أن الوقت حاليا مناسب لانتخابات مجلس الشعب؟
- بالتأكيد لا، ولكن لم يكن لدينا وقت الآن للاختيار وأتمنى أن «تعدى على خير» ولا يكون فيها نظرة شخصية أو مصلحة خاصة، لأن مصر الآن فى حاجة إلينا جميعا، فهذه فرصتنا الأخيرة من وجهة نظرى، فإما أن نقف بجانب البلد ونعيد له مكانته الحقيقية فى قيادة الأمة العربية كما كان من قبل، وإما سنواجه كارثة حقيقية وهذا ما لا أتمناه.