استنكر الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي، الاعتداءات على المتظاهرين في سوريا بالقتل والاعتقال وانتهاك حرمة المساجد، وأكد وجوب احترام الحقوق المدنية للشعب، داعياً الرئيس السوري بشار الأسد إلى رفع المظالم وإجراء إصلاحات شاملة وتعديل الدستور والاستجابة لمطالب الشعب.
وذكر الاتحاد في بيانه الذي أصدره، الاثنين، وحصلت «المصري اليوم» على نسخة منه أنه يتابع «بقلق شديد ما يقع في سوريا من اعتداءات متتالية على المتظاهرين سلمياً في العديد من المدن والمحافظات، في ظل تزايد تعسف قوات الأمن وتزايد القتلى والجرحى والمعتقلين»، داعياً الحكومة السورية إلى «سحب الجيش من المدن التي يحاصرها، والبدء الفوري والفعلي في تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة، من حريات عامة، وحقوق الإنسان، وتوفير العدالة والكرامة وغيرها والتي يكفلها لهم الإسلام وجميع القوانين الإنسانية الدولية، داعياً إلى الاستفادة والاتعاظ من الغير».
واستنكر الاتحاد بشدة انتهاك حرمة المساجد وحرمة المصلين، وأدان قتل الأبرياء واعتقال المتظاهرين سلمياً، محذرا من خطورة إراقة الدماء وآثارها في الدنيا والآخرة، مذكراً بالتحذير الإلهي في قول المولى عز وجل {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93)، كما قدم تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وأكد الاتحاد على الطابع الشعبي والسلمي للتظاهرات والتجمعات، ومشروعية الحقوق المدنية التي يطالبون بها، ودعا المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها.
ودعا الاتحاد، الرئيس السوري، إلى الإسراع بالبدء فورًا بتغيير الدستور، وإطلاق الحريات، وتحقيق مطالب الشعب كاملة، قائلاً : «الحلول الجزئية لم تعد ترضي الشعب السوري، ولن تنهي مظاهراته العارمة، بل يزداد سقف المطالب كلما تأخرت الإصلاحات الجذرية، وأكد أنه على القيادة السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد، والزعيم الأوحد، قد انتهى وتجاوزه الزمن، وأن الشباب اليوم يريدون الحرية الكاملة، والكرامة الشاملة.
وأكد الاتحاد أن وصف المتظاهرين بالعمالة للخارج لن ينطلي على أحد ، قائلاً : إن اتهام المظاهرات بالعمالة، والارتباط بالخارج، ومحاولة قمعها من خلال وصفها بالمؤامرة الخارجية لن ينطلي على أحد في عالمنا اليوم، فالمظاهرات تعبر عن ضمير الشعب، والحراك الشعبي يحركه الإحساس بالظلم والاستبداد والقهر الذي طال زمنه وأمده، لذلك لن تنجلي إلا بجلاء الظلم والاستبداد، واحترام الحريات للشعوب والأقوام، ولذلك يقف الاتحاد تمامًا مع الشعب السوري البطل في مطالبته بالاصلاحات الجذرية.
وأشار الاتحاد إلى أن وجود سوريا ، في مواجهة العدو الصهيوني لن يعفي حكامه عن تحقيق تطلعات الشعب وحرياته، وإزالة الظلم والاستبداد، بل إن معظم الأراضي العربية الإسلامية قد احتلت في ظل الاستبداد والديكتاتورية والحزب الواحد، أو الزعيم الأوحد.
ودعا الاتحاد، الشعب السوري، إلى توحيد صفوفه وقال «نهيب بالشعب السوري أن يحافظ على وحدته بجميع أطيافه الدينية والعرقية والقومية والمذهبية، وبجميع اتجاهاته السياسية، وهذا عهدنا بالشعب السوري الحضاري، حيث كان وحدة متماسكة أيام مقاومة الاستعمار، وهكذا يكونون مهما كانت الظروف – بإذن الله تعالى ، مختتما بقول المولى عز وجل (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)».