سفير كازاخستان بالقاهرة: نستفيد من الخبرات المصرية فى مكافحة «فيروس سى» (حوار)

كتب: خالد الشامي الجمعة 23-02-2018 22:22

قال سفير كازاخستان فى القاهرة، أرمان إيساغالييف، إن العلاقات مع مصر تشهد تطورا فى الفترة الحالية خاصة بعد اللقاءات الثنائية بين الرئيسين المصرى والكازاخى، مشيرا إلى أن كازاخستان تقدر دور مصر عقب الاعتراف باستقلالها فى عام 1992، موضحا أن بلاده تقوم بمساعدة مصر فى الحصول على صور دقيقة لسد النهضة الإثيوبى من خلال الأقمار الصناعية، فضلا عن صور للأراضى الصالحة للزراعة أو الرقعة الزراعية التى تحتاج المياه.

وأكد السفير الكازاخى، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن هناك دراسات لإنشاء صوامع للقمح فى قناة السويس وسفاجا بما يسمح لبلاده بدعم مصر من القمح وتصديره لأفريقيا.. وإلى نص الحوار:

■ ماذا عن العلاقات الثنائية بين مصر وكازاخستان؟

- العام الحالى يشهد مرور 26 سنة على بدء العلاقات بين البلدين حيث اعترفت مصر باستقلال كازاخستان وقامت بافتتاح سفارة لها فى العاصمة الكازاخية «الأستانة» فى عام 1992، وتم توطيد العلاقات بين البلدين على مدار السنوات الماضية بشكل كبير فى كافة المجالات، وتكللت بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كازاخستان فى فبراير 2016 بعد زيارة الرئيس نور سلطان نزارباييف لمصر 3 مرات، وتنظر كازاخستان إلى مصر باعتبارها دولة محورية وشريكا أساسيا، كما أنها المركز السياسى والثقافى لكازاخستان فى المنطقة العربية، لذلك نقوم بالتنسيق معها فى جميع المبادرات التى تخص المنطقة سواء فى مجال الحوار بين الأديان أو مكافحة الإرهاب وذلك فى إطار منظمة التعاون الإسلامى، كما أننى أود أن أشير إلى أن الرئيس السيسى أبدى إعجابا كبيرا بعاصمتنا الأستانة، حيث قام الوفد المصرى برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان بالاطلاع على خبرات كازاخستان فى تأسيس العاصمة الإدارية الجديدة، ولقد استضافت القاهرة فى مارس الماضى الدورة الخامسة للجنة الحكومية المصرية الكازاخستانية المشتركة، والتى ترأستها الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ووزير الثقافة والرياضة الكازاخى أريستان محمد، حيث تم الاتفاق على دعم كازاخستان لمصر فى مفاوضات اتفاق إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوراسى وإقامة مشروعات مشتركة جديدة فى مصر بين القطاع الخاص فى كلا البلدين.

■ ما حجم التبادل التجارى بين البلدين؟

- للأسف حجم التبادل التجارى لا يتناسب مع قدرة وحجم البلدين، حيث يبلغ نحو 55 مليون دولار، وغالبية الميزان التجارى لصالح مصر، لكننا بدأنا تعميق العلاقات فى هذا المجال حيث سيتم فتح مكتب التمثيل التجارى الكازاخى فى القاهرة ونظيره المصرى فى بيت التجارة فى كازاخستان بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة المصرية.

وتستورد كازاخستان الأدوية من مصر وتعتبر معروفة ومفضلة لجودتها المرتفعة وأسعارها الرخيصة مقارنة بالدول الأخرى وتم تسجيل أكثر من 40 صنفا دوائيا، لعلاج أمراض الضغط والسكر والقلب والإنفلونزا وعلاج فيروس سى، حيث إن هناك 500 ألف مريض بالفيروس حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، لذلك نحن حريصون على الاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال بعدما تفوقت مصر عالميا وتصدرت الدول فى علاج هذا المرض.

■ ما المشروعات المشتركة بين البلدين، وهل هناك استثمارات فى قناة السويس؟

- بالفعل هناك تحرك لإنشاء مشروع مشترك مع مصر لإنشاء صوامع للقمح فى المناطق الحرة فى قناة السويس وسفاجا بتكلفة وتمويل كازاخى والمشروع لا يزال قيد الدراسة فى الجلسات الحكومية المشتركة وعلى مستوى الخبراء ومن ثم على مستوى الوزراء، كما أن الأمر محل دراسة من حكومتنا لوضع ميزانية إضافية ونرغب أن ننطلق لتصدير القمح إلى القارة الأفريقية والدول العربية عبر مصر، وذلك فى ظل الاتفاقيات بين وزارة التموين المصرية والزراعة الكازاخية، فبلادنا أكبر مصدر للقمح فى العالم، بإنتاج 25 مليون طن سنويا، فيما نستهلك قرابة 7 ملايين فقط والباقى للتصدير.

■ هل قمتم بتنفيذ توصيات القمة الثنائية بين الرئيسين؟

- بالفعل هناك خطوات جادة للتنفيذ على مراحل، حيث ناقشنا المشروعات المتعلقة بتصدير القمح، بالإضافة إلى التعاون المثمر بين الشركة الوطنية للفضاء الكازاخى والوكالة المصرية لعلوم الفضاء وصدق مجلس النواب المصرى على قانون بإنشاء تلك الوكالة، فضلا عن إنشاء الأقمار الصناعية المشتركة والآن كازاخستان تقدم لمصر الصور الدقيقة عن بعد لمراقبة أعمال سد النهضة الإثيوبى، وأغراض وأهداف أخرى فى مجال الزراعة للتعرف على الأراضى الصالحة للزراعة والرقعة الزراعية التى تحتاج المياه وكذلك أماكن تواجد الإرهابيين.

■ كازاخستان متقدمة فى علوم الفضاء، هل بسبب الموقع الجغرافى؟

- تقع كازاخستان جغرافيا فى وسط قارة أوروآسيوية وتحتل المرتبة التاسعة فى العالم من حيث المساحة، كما أنها أقرب نقطة إلى الفضاء لكى تطلق الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، والآن المجال الفضائى يتطور سريعا لذلك أنشأنا مصنعا ومدينة علمية عن دراسات الفضاء وتستخدم نتائج الدراسات فى غالبية دول العالم، من خلال علاقات الشركاء الاستيراتيجيين مع الشركات الفرنسية والأمريكية والأوروبية.

■ كم عدد الأفواج السياحية لمصر؟

- السياحة شهدت تطورا كبيرا مقارنة بالماضى، فهناك 15 رحلة أسبوعية لمصر، وبداية من شهر مارس المقبل تبدأ الرحلات المباشرة من مدن كازاخستان إلى الغردقة وأسوان بالتوازى مع رحلات شرم الشيخ، وكان لمحافظ البحر الأحمر دور كبير فى هذا الصدد لكونه يشغل منصب رئيس جمعية الصداقة المصرية- الكازاخية، وهناك تنسيق لتعاون إحدى المحافظات الكازاخية مع البحر الأحمر، ومصر تمتلك خبرة كبيرة فى صناعة السياحة وهو ما دفعنا للاستفادة منها للترويج للسياحة الإسلامية والتاريخية والترفيهية، كما أننا قدمنا التسهيلات للراغبين فى زيارة كازاخستان من خلال شركة مختصة دون اللجوء للسفارة، وأعتقد أن المصريين يرحبون بزيارة كازاخستان التى أنجبت الإمام البخارى وأحمد يوسوى أحد كبار الأئمة الصوفيين فى العصور الوسطى والفارابى المدفون فى سوريا وقمنا بترميم ضريحه، فضلا عن الظاهر بيبرس الذى حكم مصر.

■ بالنسبة للظاهر بيبرس، لماذا زارت مذيعة كازاخية مصر تحديدا لتصوير مسلسل خاص به؟

- نعم زارت القاهرة أشهر مذيعات كازاخستان، مايا بيكبايفا، لتصوير فيلم وثائقى عن السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس، سلطان مصر والشام، الذى ينحدر من أصول كازاخية، ويعتبر رمزا لعلاقات الصداقة بين مصر وكازاخستان، ويأتى تصوير الفيلم فى إطار برنامج إحياء التراث الكازاخى ولتعزيز التبادل الثقافى بين البلدين من أجل تنشيط السياحة حيث تشغل كازاخستان المركز الثانى من حيث عدد السياح الوافدين إلى شرم الشيخ بعد أوكرانيا، كما أن هذه الزيارة تأتى ضمن التوصيات التى جاءت ضمن القمة الثنائية بين الرئيسين.

■ كيف أصبحت التكنولوجيا والغاز الطبيعى والنفط أهم الموارد لكازاخستان؟

- جاءت توجيهات الرئيس نور سلطان إلى الشعب بالاهتمام بالتكنولوجيا لزيادة الدخل القومى والتقدم وليس الاعتماد فقط على النفط رغم أن بلادنا تصل فى إنتاجية النفط إلى مستوى الكويت، وتأتى رسالة الرئيس التى أعلن عنها فى مطلع الشهر الماضى بأن العالم يوشك أن يدخل الثورة الصناعية الرابعة، التى تجلب معها التغيرات العميقة والسريعة فى المجالات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية، مما دفع قيادة كازاخستان إلى أن تتخذ استراتيجية التنمية فى كازاخستان لعام 2050 حتى تتواكب مع التغيرات والتحديات العالمية ومن ضمنها دخول كازاخستان إلى مجموعة الثلاثين دولة الأكثر تقدما فى العالم، كما نجحت بلادنا فى خفض معدل البطالة إلى 4.9 % فى عام 2017 وانخفض معدل الفقر بـ13 ضعفا، كما دعا نور سلطان إلى إدراج التكنولوجيات الجديدة إلى الصناعة وبناء اقتصاد على أساس المعرفة والابتكار ونقل التكنولوجيات المتقدمة والتحول إلى الحوكمة الإلكترونية، وتطوير الموارد المحتملة، حيث إن عالم القرن الحادى والعشرين لا يزال بحاجة إلى موارد طبيعية، سيكون لها فى المستقبل مكانة خاصة فى تنمية الاقتصاد القومى.

كما نجحت كازاخستان فى استضافة المعرض العالمى «إكسبو» فى 2017، واحتل الجناح المصرى المركز الأول فى عدد الزيارات، نظرا لتقدم مصر فى استخدام الطاقة الشمسية ونحن نريد الاستفادة منها، كما ندعو رجال الأعمال فى بلادنا إلى الشراكة فى هذا المجال.

■ هل تستطيع بلادكم دعم مصر فى الطاقة النووية كما تفعل روسيا؟

- نتمنى لمصر التقدم فى استخدام الطاقة النووية فى المجال السلمى وإنتاج الكهرباء، كما أننا مستعدون لتقديم أى مساعدة لمصر فى هذا المجال لاستكمال الدور الروسى، إذا رغبت مصر فى ذلك، فبلادنا تحتل المركز الثانى فى إنتاج اليورانيوم والعام الماضى أنشأنا أول بنك دولى لليورانيوم منخفض التخصيب، ومصر شاركت فى التدشين وكل دول العالم تريد أن تستخدم ذلك للأغراض السلمى.

■ ما حجم الدارسين فى البلدين؟

- قامت مصر بتوفير عدد من المنح الدراسية لطلاب كازاخستان للتعلم فى جامعات الأزهر الشريف وعين شمس والقاهرة، ووصل عددهم إلى ما يقرب من 150 طالبا، ونحن مهتمون بزيادة هذا العدد، حيث قمنا بالتوقيع على أكثر من اتفاقية فى البحث العلمى وتبادل الأساتذة والمنح، ومستعدون لتقديم المنح للطلاب المصريين لدراسة علوم الفضاء والتكنولوجيا والطاقة الذرية والفيزياء والطب.