عقدت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «اكساد» مؤتمرا علميا حول تطوير دور الإرشاد الزراعي في التنمية الزراعية، اليوم الجمعة، لبحث آليات تطوير الإرشاد الزراعي بالمنطقة العربية لمواجهة محدودية الموارد المائية ورفع كفاءة الموارد الأرضية وترشيد استهلاك مياه الري.
وقال الدكتور رفيق صالح مدير عام «اكساد» ، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إن أوضاع الإرشاد الزراعي «ليست بخير» ، ويعاني من الضعف رغم أهميته في تحقيق التنمية والتطوير الزراعي، موضحا أن كل العمليات الزراعية إذا لم تصل للمزارعين بالطريقة الصحيحة لا طعم لها خاصة أن أغلب الدول العربية تستعين بالمهندسين الجدد وهؤلاء المهندسين الزراعيين لن يكونوا مقنعين بدون خبرة لإقناع عقل الفلاح الذي يبحث عن الخبرة أولا.
وأضاف «صالح» ان الخلل الثاني في الإرشاد الزراعي هو عدم الاهتمام بالموضوعات العملية في المدارس الزراعية والتركيز علي المواد النظرية في التعليم الزراعي الجامعي وهو ما يتسبب في ظهور خريج «ضعيف» يجب حل هذا «الخلل» من خلال الاهتمام بالجانب العملي حتي يعيش المرشد الزراعي مع العقول لدعم الجانب العملي التطبيقي بالمنطقة.
وشدد مدير «اكساد» علي أهمية التزام الجامعات بالتدريب العملي للطلاب من خلال معايشة في مزارع الانتاج النباتي والحيواني والداجني كاحد اليات تطوير الإرشاد الزراعي بالمنطقة العربية ومواجهة التحديات المائيةالإرشاد المائي غائب في معظم الدول العربية موضحا ان الإرشاد المائي اجمالي الموارد المائية العربية تصل الي 248 مليار متر مكعب سنويا يتم استنزافها بالهدر في الاستخدام خلال مراحل الري بكمية تتجاوز 115 مليار متر مكعب بنسبة 40% من هذه الموارد وهو ما يلقي بالاهمية علي دور الإرشاد الزراعي والمائي خاصة في المناطق الجافة لصعوبة وضع المزارع.
وقال«صالح»:« نحن امة أشطر في التوصيات واضعف امة في التنفيذ ويجب ان نكون الافضل في التنفيذ للحفاظ علي مواردنا المائية والارضية مشيرا الي اهمية متابعة العمليات الزراعية من خلال المرشد الزراعي «المؤهل» لان ذلك مهم
لمتابعة الانتاج الزراعي وعمليات الري حتي ينعكس علي مضاعفة الانتاجية لانه اذا انخفضت التربية تنخفض الانتاجية ونوعية الحبوب المنتجة بسبب غياب دور الإرشاد في متابعة العمليات الإرشادية في الحقول.
وشدد مدير «اكساد»علي أهمية الإرشاد الزراعي في تنظيم العلاقة بين الفنيين الزراعيين والفلاحين وذلك بمشاركتهم في كافة مراحل العملية الإنتاجية بدءا من تحضير التربة حتي الوصول الي النضج وحصاد المحصول والحوار مع المزارعين حول أهمية تنفيذ العمليات الزراعية في أوقاتها بعد اختيار الأنواع والأصناف الملائمة للزراعة في كل منطقة بيئية.
ولفت «صالح» الي ضرورة اختيار أكفأ الخبرات للعمل في الإرشاد الزراعي ويمتلكون الخبرة العلمية والعملية وان تكون التخصصات العلمية للمرشدين في مجالات الانتاج النباتي والحيواني حتي تكون هناك قناعة لدي المزارعين للمرشدين من خلال الإرشاد بالمشاركة بين المنتجين والفنيين وخاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة لصعوبة الزراعة وتربية الحيوان في تلك المناطق اضافة الي ادخال المعلوماتية في ادارة الإرشاد الزراعي والبحث عن ابسط السبل لتوصيل المعلومة للمزارعين.
يأتي ذلك بينما أكد تقرير أصدره المركز اليوم الجمعة علي أهمية تطوير زراعة الحبوب والاشجار المثمرة وتحسين وضع المراعي وزيادة انتاجية الثروة الحيوانية ولا سيما الاغنام والماعز والابل وهي حيوانات المناطق الجافة وشبه الجافة مشيرا الي اهمية دور المنظمة في تطوير عمليات الري وتطوير طرق الري من خلال تطوير منظومة الإرشاد الزراعي.
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ورئيس قطاع الإرشاد الزراعي، ومدير مكتب "أكساد" بالقاهرة في كلمته خلال المؤتمر، ان الاجتماعات تستهدف الاعلان عن تطبيق آليات واقعية تستفيد من إشكالية انخفاض أعداد المرشدين الزراعيين، من خلال التوجه نحو تقنيات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات المحمول للوصول إلي المزارعين في الحقول لحل مشاكل الزراعة والانتاج والامراض والآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية.
وأضاف خليفة ان دور الإرشاد الزراعي يشكل العامود الفقري للإنتاج الزراعي لضمان الادارة الجيدة للموارد المائية والأرضية مع الاهتمام بالحد من الاسراف في الموارد المائية من خلال التوسع في برامج ترشيد استهلاك مياه الري وتعميم الأصناف المعتمدة والجديدة للمحاصيل لمواجهة محدودية الموارد المائية بالمنطقة العربية في ظل الندرة المائية بالمنطقة.
وأوضح نقيب الزراعيين ان الحكومات تعول علي دور الإرشاد الزراعي في التطبيق الآمن لتداول المبيدات، بما ينعكس علي زيادة الصادرات الزراعية وتوفير منتجات غذائية آمنة للمستهلك العربي، وتضمن تطبيق الممارسات الجيدة في الزراعة وحتى التداول لأغراض الاستهلاك.