صلاح جديد، سياسى وعسكرى من الطائفة العلوية، بعثى أصبح عام ١٩٦٦ الرجل القوى في سوريا قبل أن تطيح به الحركة الانقلابية التي قادها حافظ الأسد، وهو مولود عام ١٩٢٦ في محافظة اللاذقية في قرية دوير بعبدة، وهى قرية فقيرة من قرى ريف جبلة لاتزال قائمة إلى الآن، وقد لحق بها تطور كبير، كما أن أغلب سكانها متعلمون، عرف عن صلاح جديد أنه رجل غامض قليل الكلام ولا يتحدث إلاّ نادراً، وهو لم يقابل طوال فترة سيطرته على مقاليد الحكم أي صحفى انتسب صلاح جديد في أول الأمر إلى الحزب السورى القومى الاجتماعى.
وبعدها انضم إلى حزب البعث العربى الاشتراكى، وقد سبق أن تعرض للاعتقال في مصر لفترة قصيرة بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، كان صلاح جديد من المشاركين في انقلاب البعث في مارس ١٩٦٣، كما أنه قاد انقلاباً آخر «زي النهارده» فى٢٣ فبراير ١٩٦٦، أطاح فيه بالرئيس السورى أمين الحافظ، وعلى إثره أصبح نور الدين الأتاسى رأساً للدولة، فيما شغل جديد موقع مساعد الأمين العام لحزب البعث، إلى أن بدأ الصدام بينه وبين حافظ الأسد قبل حرب يونيو ١٩٦٧، وظهر الصراع جلياً بينه وبين الأسد في المؤتمر القطرى الرابع في سبتمبر ١٩٦٨، فيما تكتل الاتحاد الاشتراكى العربى مع الاشتراكيين العرب وحركة القوميين العرب والبعث العراقى في جبهة معارضة لحكم صلاح جديد.
وفى فترة القلاقل في الأردن في بداية السبعينيات، تدخلت القوات البرية السورية في الأردن بأمر من صلاح جديد، لكنها تعرضت لهجمات الطيران الأردنى والإسرائيلى فطلب صلاح جديد من حافظ الأسد إرسال مساندة جوية، لكن الأخير رفض، فكان أن فشلت العملية، فدعا صلاح جديد إلى مؤتمر طارئ للقيادة القومية في ٣٠ أكتوبر لمحاسبة وزير الدفاع حافظ الأسد.
ولكن «الأسد» وفى ١٦ نوفمبر ١٩٧٠ قام بما يسمى «الحركة التصحيحية»، فاعتقل صلاح جديد وكل القيادات البعثية وأودعه سجن المزة الذي ظل فيه نحو ثلاث وعشرين سنة، إلى أن توفى في السجن في التاسع عشر من أغسطس ١٩٩٣ بطريقة غامضة، ويذكر أن صلاح جديد كان يسارى الميول، وكان يطرح مشروعاً سياسياً لسوريا اشتراكية ومتقدمة، وعرف عنه نظافة اليد ورفضه المحسوبيات.