المعارضة السورية من المنفى ترفض وعود الأسد حول الإصلاح

كتب: فهد الأرغا المصري السبت 16-04-2011 18:39

واصلت الثورة السورية زحفها الغاضب من المدن والضواحى النائية لتصل إلى العاصمة دمشق، الجمعه، فتكسر بذلك حاجزا جديدا فى الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات المنادية بالديمقراطية قبل 5 أسابيع.

ولم تستطع وسائل الإعلام السورية الرسمية هذه المرة تجاهل المظاهرات، فاضطرت - تحت ضغط الواقع - إلى بث مشاهد متقطعة منها، بعدما نجح الثوار فى «تقوية جسد التظاهرات» بامتدادهم من مختلف مدن الشمال والجنوب، من بانياس واللاذقية، وحمص ودرعا، والبيضا الساحلية، ودوما الريفية، وغيرهما.

وردد المتظاهرون هتافات ساخرة، منددين بالفضائية السورية الحكومية، مؤكدين أنهم «20 مليون مندس» - فى إشارة للرواية الرسمية التى تصفهم «بالمندسين والمخربين».

وعلى غرار ما يجرى فى سائر العواصم العربية التى تتعرض لموجة غضب شعبى غير مسبوق، يلعب النظام السورى على الوتر الطائفى فى سوريا، ذات الأغلبية السنية، والتى تحكمها الأقلية العلوية. وتواكب المظاهرات الاحتفالات السورية بالذكرى الـ 65 لـ«عيد الجلاء»، التى توافق اليوم 17 أبريل، عندما تم جلاء الاستعمار الفرنسى بعد احتلال دام قرابة الـ 26 عاما.

ورغم التنازلات المتتالية التى يقدمها النظام، بداية من تغيير الحكومة، والوعود بالإصلاح، وإلغاء الطوارئ، ومنح الجنسية للأكراد، والعفو عن المتظاهرين الذين حطموا تماثيل والده.. صعّد آلاف المحتجين مظاهراتهم فى «جمعة الإصرار»، متحدين الهراوات والغاز المسيل للدموع اللذين استخدمتهما قوات الأمن لمنعهم من الزحف إلى ساحة العباسيين الرئيسية فى العاصمة.

وقال شاهد عيان: «رأيت 15 حافلة مخابرات محملة بالأفراد دخلت إلى الأزقة شمال ساحة العباسيين لملاحقة المحتجين»، الذين واصلوا هتافتهم: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«أعطنى حريتى أطلق يدى»، و«زنقة زنقة، دار دار، بدنا نشيلك يا بشار».

وفى وقت تتنامى فيه المظاهرات التى تقودها جموع الشعب، تتابع رموز المعارضة السياسية السورية ما يجرى فى الوطن من المنفى. وعلق سركيس سركيس، القيادى فى حركة الاشتراكيين العرب، على كلمة الأسد ووعوده المتكررة بالإصلاح قائلا لـ «المصرى اليوم»: «السلطة تكذب وتمارس الدجل مع الناس، ولا تذكر حرفا من الحقيقة.. الشعب أعطى بشار الأسد الفرصة طوال 11 عاما، لكن حزب البعث فى حقيقة الأمر حول جميع المؤسسات إلى أداة قمعية وأمنية. لا توجد أحزاب ولا جيش ولا مؤسسات ولا محاكم ولا برلمان ولا تشريع أو رقابة. هذا النظام يبدأ بكلمة أمن وينتهى بكلمة مخابرات».

وعن رأيه لصاحب القرار الفعلى فى سوريا من تلك الأحداث، أكد سركيس - المنفى فى تركيا منذ 37 عاما - أن بشار الأسد، الذى يحكم منذ 11 عاما، لديه مستشارون أمنيون، على رأسهم لواء المخابرات محمد ناصيف، المعروف بـ«رجل سوريا القوى الغامض». وأضاف أن هذا الرجل ومجموعته العسكرية هو الذى يحكم سوريا فعليا من وراء الستار.

المعروف أن ناصيف (74 عاما) شخصية جدلية على الساحة السورية، فرغم أن الجميع يعرف اسمه، فإن قليلين فقط هم من يعرفون حقيقته، بداية من مسماه الوظيفى وصولا إلى عقيدته الدينية التى يؤكد البعض أنه شيعى المذهب، وتربى على يد الإمام موسى الصدر والنظام الإيرانى. يخدم عائلة الأسد منذ عقود طويلة، وتوكل له كثيرا مهام استقبال كبار الشخصيات. ويصفه البعض بـ«المستشار الأول لعراب السياسة السورية»، منذ عهد حافظ الأسد مرورا بحكم نجله بشار.

وردا على سؤال حول رؤيته لمصير الأسد، قال: «المطروح الآن هو التغيير السلمى الديمقراطى. مازالت قوى الجماهير فى سوريا تطرح هذا الشعار (سلمية سلمية) و(واحد واحد)، وتعنى لا للطائفية ولا فرق بين عربى وكردى، كل مكونات المجتمع السورى تطالب بالحرية وبالدولة المدنية الديمقراطية. وكل أطياف المجتمع السورى تطالب بإلغاء قانون الطوارئ وقوانين الاعتقال التعسفى وإيجاد دستور جديد، وإقامة نظام برلمانى، وإلغاء النظام الرئاسى. تحقيق بشار تلك المطالب يمثل طوق النجاة الوحيد له».