حقق حلمه بارتداء الفانلة الحمراء عام 1986، وأصبح من اللاعبين المميزين فى قلب دفاع الشياطين الحمر، وتوهجت موهبته مع جيل العمالقة للمنتخب الوطنى الأول، وبرز اسمه فى مجال التدريب، بعد انضمامه إلى جهاز الفراعنة، بقيادة المعلم حسن شحاتة، عام 2004، خلفا للإيطالى ماركو تارديلى. حمادة صدقى، المدير الفنى الحالى لمنتخب الشباب، يكشف، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، عن كواليس مساندة الرئيس مبارك للمنتخب أعوام 2006 حتى 2010، وعن دور مانويل جوزيه فى تحقيق البطولات الأفريقية الثلاث، وأمنيته تدريب النادى الأهلى، وهل عُين مديرا فنيا لمنتخب الشباب بالمحسوبية؟، وإلى نص الحوار:
■ لماذا لم تتولَّ القيادة الفنية للنادى الأهلى حتى الآن؟
- «أنا نفسى أدرب الأهلى.. ومش ممنوع من تدريبه.. الظروف ماخدمتنيش»، الكل يعلم أننى أقوم بعملى فى مجال التدريب على أكمل وجه، ولكن فى الوقت نفسه من الصعب أن أفرض نفسى على أحد، حتى لو كان بيتى النادى الأهلى، فمنذ فترات طويلة رُشح اسمى لتولى القيادة الفنية للأهلى، ولكن الأمر لم يتم، فهذا خارج عن إرادتى، «أنا مش صاحب قرار».
■ فى اعتقادك، لماذا الأهلى مختلف فنياً عن أقرب منافسيه؟
- لأن الفريق الأحمر يعمل على تحسين قدرات لاعبيه سواء الأساسيين أو الجدد، فالجهاز الفنى، بقيادة حسام البدرى، يختار اللاعبين حسب الاحتياجات، أما عن الزمالك والتذبذب الفنى الذى يمر به حاليا، فيرجع إلى التغييرات الكثيرة التى تحدث داخل صفوف الفريق، فكثرة اللاعبين الذين يتم اختيارهم تخلق عدم تجانس، ما يعود بالسلب على الفريق الأبيض، وبالنسبة لفريق الإسماعيلى فهذا الموسم يقدم أداء متميزا، ولكنه بعيد عن البطولة لأنه فى مرحلة تكوين فريق يستطيع خلال السنوات المقبلة المنافسة بقوة، فكل هذه الأسباب تجعل الأهلى مختلفاً فنياً عن منافسيه الحقيقيين سواء الزمالك أو الإسماعيلى.
■ هل تعتقد أن حسام البدرى نسخة مكررة من مانويل جوزيه؟
- لا، حسام البدرى استفاد من عمله مع مانويل جوزيه خلال الفترة السابقة، لكن المدير الفنى الحالى للنادى الأهلى تمكن من كتابة تاريخ خاص به مع الفريق الأحمر، وأصبح من أفضل المدربين فى مصر وأفريقيا نظرا لعدة أمور، قدراته الفنية، وقدرته على التعامل مع النجوم، ما يدل على شخصيته القوية، ولقد أثبت فى الآونة الأخيرة أنه صاحب شخصية فنية مختلفة عن مانويل جوزيه.
■ ما تقييمك لفترتك مع سموحة؟
- أنا أفضل مدرب حقق نتائج مع فريق سموحة، وفى هذه الفترة استطعت تكوين شخصية الفريق السكندرى، وقدمت مواسم رائعة، خاصة الموسم الذى خسرت فيه الدورى أمام الأهلى بفرق هدف، والكأس أمام الزمالك فى الدقائق الأخيرة، ففى هذا الموسم يُعتبر فريق سموحة هو الفائز الحقيقى لبطولة الدورى الممتاز وكأس مصر.
■ ما تعليقك على نغمة أن «جوزيه» شريك أساسى فى إنجازات منتخب حسن شحاتة؟
- هذه «نغمة باطلة» ليس لها أساس من الصحة، وأنا من وجهة نظرى أن منتخب مصر لا يستطيع أن يعمل منفردا، لكنه يعمل من خلال الأندية، ولا أحد يستطيع أن يسرق إنجازاتنا، فنحن كجهاز فنى بقيادة المعلم حسن شحاتة، أدرنا المنتخب بشكل مميز، واستطعنا تحقيق إنجاز تاريخى من الصعب تكراره.
■ هل كان حسن شحاتة ديكتاتوراً فى قراراته؟
- إطلاقاً، «المعلم» كان يمتلك مرونة عالية جدا، وأعطى كل واحد فى الجهاز مساحة على قدر مسؤوليته، فأدخل روح الحب والإخلاص بين أعضاء الجهاز الفنى لمنتخب مصر، ما أعاد إلى الفراعنة بطولات خيالية صعب تكرارها.
■ هل صحيح أن الجهاز الفنى لمنتخب حسن شحاتة كان مؤمناً بالسحر؟
- هذا الأمر صعب تصديقه، والمسؤول الذى يصدق هذا الكلام أنا باعتبره جاهل، فإذا كان الأمر يسير بالسحر «مكانش حد غلب.. كنا وصلنا لكاس العالم.. وفزنا بيه كمان».
■ ما الفرق بين منتخب حسن شحاتة وهيكتور كوبر؟
- منتخب هيكتور كوبر يتميز عن منتخبنا بكثرة المحترفين، ولكن هذا لا ينقص من إمكانيات الأرجنتينى، فهو مدير فنى على أعلى مستوى.
■ هل منتخب حسن شحاتة ظُلم لعدم وصوله إلى كأس العالم؟
- نعم، جيل «أبوتريكة» وأحمد حسن ظُلم، وكان يجب تكريم هذا الجيل بالوصول إلى كأس العالم، ولكن تم تعويضنا بوصولنا إلى مونديال روسيا 2018 بفضل اللاعبين، وعلى رأسهم محمد صلاح، الذى أعتبره الأسطورة الكروية الجديدة لمصر وأفريقيا، فأنا أضع «مو مو» عنواناً لمحاضراتى الفنية مع منتخب الشباب.
■ ما تعليقك على مساندة الرئيس الأسبق مبارك لمنتخب حسن شحاتة؟
- مساندة الرئيس الأسبق حسنى مبارك للمنتخب وقت تولينا المسؤولية، بقيادة حسن شحاتة، شرف كبير لنا، ولقد أعطانا دفعة قوية، ولكن على الجميع العلم أن مساندة مبارك جاءت بعد أن نجحنا فى مهمتنا مع الفراعنة واستطعنا تحقيق إنجاز تاريخى، فالكل يريد الالتفاف حول النجاح.
■ هل يوجد ربط بين تنحى مبارك وإخفاق المنتخب فى أفريقيا؟
- لا يوجد ربط فى هذا الأمر، جهازنا استطاع تحقيق بطولات، وكان علينا تغيير جلد المنتخب، ولكن الظروف لم تساعدنا عام 2011، «فأنا مش هاقول ثورة»، ولكن بسبب ظروف البلد فى هذا العام انهار عدد من مؤسسات الدولة.
■ هل حزنتَ لرحيل حسنى مبارك عن الحكم؟
- أنا باحب مبارك جدا، وقمت بزيارته أكثر من مرة للاطمئنان عليه، وحزنت بشدة لرحيله عن الحكم، ودائما حريص على الاتصال بنجليه «علاء» و«جمال»، لأن «ليهم معزة خاصة عندى».
■ متى تحكم على تجربة إيهاب جلال مع الزمالك؟
- صعب الحكم عليها الآن، تجربته تحتاج وقتا طويلا حتى تستطيع تقييم التجربة كاملة.
■ هل اتحاد الكرة أجبرك على قبول عمل أعضاء جهازك المعاون لمنتخب الشباب؟
- هذا الأمر لم يحدث، وأنا المدرب الوحيد الذى أعمل منذ فترة طويلة قبل الإعلان عن التشكيل الرسمى للمنتخب من اتحاد الكرة، كل ما فى الأمر بكل صدق وأمانة أن المهندس هانى أبوريدة، رئيس الاتحاد، وأعضاءه مجدى عبدالغنى وحازم إمام وأحمد مجاهد عرضوا علىَّ عددا من الأسماء المميزة فى مجال التدريب، ووافقت على مَن أريد أن يكون معى فى الجهاز، فأنا صاحب الكلمة العليا فى جهاز منتخب الشباب.
■ هل توجد محسوبية فى اختيارات اللاعبين لمنتخب الشباب؟
- طبعا لا، أنا دائما أتقن عملى وأخاف الله، فطريقة عملى تتم على أساس اختيار اللاعبين طبقا لقواعد فنية وبدنية وذهنية، وليس بدرجة القرابة أو العلاقات الشخصية، فمنتخب الشباب مسؤولية كبيرة جدا، لأننى أقوم ببناء فريق جديد قادر على اللعب باسم مصر، فأنا أؤكد للجميع أن اختياراتى تتم بعيدا عن المحسوبية والعلاقات الشخصية.
■ هل نجل أحمد شوبير حاجز مكانه فى صفوف المنتخب لعلاقتك الطيبة بوالده؟
- هذا غير صحيح، أنا «مش هاجامل حد على حساب مصلحة مصر»، ولكن فى التوقيت نفسه أنا أعترف بأن مصطفى شوبير من أفضل حراس مرمى مصر مواليد 2000، والدليل على كلامى أنه الحارس الأساسى للنادى الأهلى، ولكن مصطفى شوبير ليس هو الحارس الأول لمنتخب الشباب، والأساسى بالنسبة لى خلال هذه الفترة يقع بين الحارسين محمد جمال، من فريق المقاولون العرب، ومحمد صبحى، من بتروجت.
■ هل هانى أبوريدة أعاد ترتيب أوراق اتحاد الكرة؟
- بالفعل، المهندس هانى أبوريدة أعاد ترتيب أوراق اتحاد الكرة خلال فترة قصيرة جدا، ومن المنتظر أن ينهض بالكرة المصرية خلال فترة حكمه لعرش الجبلاية.
■ وماذا عن خطتك لمنتخب الشباب؟
- حالياً بأقوم ببناء منتخب للشباب قادر على المنافسة بشكل قوى جدا خلال البطولة الأفريقية 2019، فضلا عن استكمال عناصره للمنتخبات المتتالية وصولا إلى المنتخب الأول، فأنا بمشاركة الجهاز المعاون معى نعمل على اختيار أفضل العناصر من اللاعبين، فنحن قمنا بعمل معسكر لشباب الصعيد لاختيار عدد من العناصر المميزة القادرة على تمثيل مصر فى البطولات المقبلة، وحتى الآن وصلنا إلى 40 لاعبا نأمل فى أن تكون بينهم عناصر مميزة تضيف إلى القوام الرئيسى.
■ هل ظهر لاعب مميز قادر على الانضمام إلى قوام منتخب الشباب؟
- حتى الآن لم يظهر لاعب فذ أستطيع أن أقول عليه إنه مختلف عن زملائه فى الفريق المكون من الاختيارات لشباب الصعيد، وهذا يرجع إلى أن هذه السن تكون متغيراتها كثيرة، فأنا أخشى القول بظهور لاعب مميز، وبعد فترة قصيرة نرى العكس، فهذه السن تحتاج مزيدا من الوقت حتى الحكم عليها بشكل نهائى.
■ هل خُضت مباريات ودية لإعداد المنتخب؟
- نعم، واجهنا أكثر من منتخب سواء على الصعيد الآسيوى، الذى حققنا فيه نتائج إيجابية، أو شمال أفريقيا، فهذه المباريات التى خُضناها عادت علينا بالفائدة الفنية الكاملة، لأننا وافقنا على نقاط ضعفنا وقوتنا، ونعمل على معالجتها مبكراً.