بين السماح لأعضاء الوطني المنحل، بالترشح في الانتخابات، واستمرار اعتصامات أهالي دمياط ضد مصنع موبكو، انقسمت عناوين صحف القاهرة الصادرة صباح الثلاثاء، فيما اهتمت «الشروق» بواقعة تعذيب جديدة، بسجن طره الذي شهد قبل أسابيع مقتل مواطن يدعى عصام عطا، مازالت ملابسات وفاته المعلنة محل شك بعد تواتر شهادات عديدة تؤكد قتله تعذيبًا على يد ضابط من ضباط السجن.
«الفلول يخوضون الانتخابات بأمر المحكمة»
تصدر قرار المحكمة الإدارية العليا القاضي بأحقية أعضاء الحزب الوطني المنحل بالترشح للبرلمان المقبل، المساحات الأوسع من الصفحات الأولى لصحف القاهرة الصباحية، ويلغي هذا القرار حكم محكمة القضاء الإداري بالمنصورة، الذى يحرم أعضاء الوطني المنحل من الترشح لإفسادهم الحياة السياسية في مصر.
وقالت «الأهرام» فى عنوانها الرئيسي: «الإدارية العليا تقضي بأحقية أعضاء الوطني المنحل في الترشح للانتخابات»، وألحقته بعنوانين أبرزت حيثيات المحكمة التي رأت أن الحرمان من الحقوق السياسية، لابد أن يستند لنص صريح في القانون، وأن الحكم الصادر بحل الحزب الوطني الذى ترأسه الرئيس السابق حسني مبارك، لم يتضمن النص على حرمان أعضاء الحزب من الترشح أو غيرها من الحقوق السياسية.
ونقلت الصحيفة في تقريرها، رأي المحكمة التي وجدت في الحكم باستبعاد أعضاء الوطني تدخلاً من السلطة القضائية في عمل السلطة التشريعية، مما يخل بمبدأ الفصل بين السلطات، وطالبت المحكمة السلطة التشريعية بتنظيم هذا الحرمان بشكل لا يخل بالحقوق السياسية للمواطنين، بينما تجاهلت الأهرام الإشارة الصريحة في نص حكم المحكمة، للمجلس العسكري باعتباره صاحب السلطة التشريعية بإصدار هذا القرار.
وبينما استخدمت «الأهرام» و«الأخبار» توصيف «أعضاء الوطني المنحل» فى عناوينها، استخدمت الصحف المستقلة ذات الصبغة المعارضة للنظام توصيف «الفلول»، للإشارة لمن ردت إليهم المحكمة الحق في الترشح للبرلمان.
وقالت الشروق في عنوانها «وقف تنفيذ حكم استبعاد الفلول»، ونقلت الصحيفة كلمة المستشار مجدي العجاتي، رئيس المحكمة، نائب رئيس مجلس الدولة، الذي قال إن محكمة القضاء الإداري بالمنصورة زايدت على حكم المحكمة الإدارية العليا الصادر فى أبريل الماضي بحل الحزب الوطني.
الدستور قالت في عنوانها الرئيسي «الفلول يخوضون الانتخابات بأمر المحكمة»، ورصدت الصحيفة في متابعتها، الاشتباكات التي شهدتها قاعة المحكمة بين أعضاء الحزب الوطني المنحل، والمحامين الممثلين للقوى السياسية الرافضة لترشح أعضاء الوطني المنحل للبرلمان.
أهالي دمياط يواصلون احتجاجاتهم
واصلت صحف القاهرة، متابعتها لما تشهده محافظة دمياط من انتفاضة شعبية ضد استمرار مصنع «موبكو»، وتبنت الصحف في تغطيتها مواقف مختلفة بدت من عناوينها التي كانت تشير إلى مواقف رافضة أو مؤيدة لاستمرار الاعتصام.
وقالت «الأهرام» في عنوانها «على الرغم من وقف العمل رسمياً بمصنع موبكو والإفراج عن المعتقلين.. استمرار محاصرة الأهالي ميناء دمياط وإغلاق الطرق»، وفى الفقرة الثانية لتقريرها قالت الصحيفة إن أهالي دمياط أكدوا مواصلة تحركاتهم الاحتجاجية لحين إغلاق المصانع نهائياً ورسمياً.
وأضافت الصحيفة أن «صغار الموظفين والعمال» بالمصنع ناشدوا المجلس العسكري «التدخل لإنقاذهم»، لأن مصيرهم صار مجهولًا بعد إغلاق مصنع دمياط.
«الشروق» قالت إن الحركات والائتلافات الشابة في دمياط، قررت تعليق أنشطة الحملات الانتخابية حداداً على «شهيد مصنع موبكو»، الذي لقي مصرعه خلال الاشتباكات بين قوات الأمن والأهالي.
«الأخبار» اتخذت من لافتات المتظاهرين عنوان تغطيتها، ونقلت عنهم: « المتظاهرون: لن نرحل قبل رحيل موبكو عن دمياط»، أما العنوان الثاني للتغطية على الصفحة الأولى فكان كلمة الشركة التي تؤكد أن وقف إنتاج الشركة يحرم الدولة من أرباح تصل إلى 350 مليون دولار سنويا.
شهيد معركة فض الاعتصام الذى لقى مصرعه رميا بالرصاص، احتل مساحة من الصفحة الأولى لصحيفة الأخبار، عبر تصريحات منسوبة للجيش يؤكد خلالها أنه لم يستخدم الرصاص الحي في فض الاعتصام، وقالت الصحيفة «الجيش لأسرة إسلام شهيد دمياط: لم نقتله، ولم نطلق الرصاص الحي على المتظاهرين».
اتهامات جديدة بالتعذيب والقتل في «طرة»
قالت صحيفة «الشروق» على صفحتها الأولى، إن سجن طرة سجل واقعة تعذيب جديدة، حيث تقدمت أسرة أحد المسجونين ببلاغ للنائب العام يتهم الضابط نفسه الذي اتهمته أسرة عصام عطا، الذي لقي مصرعه بالسجن في أكتوبر الماضي، بقتل ابنها، حيث اتهمته أسرة المسجون بالاعتداء عليه بالضرب وهتك عرضه.
وقالت «الشروق»: «البلاغ الذي تقدم به شقيق زوجة السجين عمرو رشاد عمر، المحكوم عليه بالسجن لسبع سنوات بتهمة التعدي على كمين شرطة، والمودع بالسجن شديد الحراسة بطرة الذي توفى فيه عصام عطا، مُقدم ضد كل من رئيس المباحث رضا سمير ومعاون المباحث نور عبد الحميد المتهم بتعذيب عصام عطا، وقائد العنبر وآخرين».
وأكدت الصحيفة أن السجن نفسه شهد، الإثنين، مصرع المواطن المسجون أحمد صابر عطا الله داخل عنبر التحقيق بالسجن، بعد تناوله كيسا يحوى عقاقير طبية.