مازال الكثيرون من علماء الفلسفة ينظرون إلى سقراط باعتباره أبا للفلسفة الغربية، كما ينظر إليه باعتباره شخصية يكتنفها الغموض إذ لم يترك وراءه أثرًا مكتوبًا، كما أن بعض الفلاسفة القدامي، ومنهم مثلاً أرستوفانس صوره كسفسطائي مثير للسخرية، أما أتباعه من أمثال «أرسطو وأفلاطون» فقد صوروه كموقظ للضمائر والنفوس، حتي أننا وجدنا سقراط بطلاً لحوارات أفلاطون.
ومن بين هذه المحاورات الأفلاطونية، دفاع سقراط وفيزون اللذين وردت فيهما كل المعلومات المتعلقة بحياة سقراط وموته وفي نهاية «محاورة المأدبة» نجد مقارنة على لسان أحد المحاورين بين قبح شكل سقراط وجمال أخلاقه.
أما سقراط نفسه فقد ولد في أثينا لأب نحات، مارس سقراط في البداية مهنة والده مكتفيا بمستوي معيشي متواضع مع زوجته التي لا تطاق إلى أن وقع حدث أثار وكشف عن موهبته الفلسفية، حينما أخبرت كاهنة أحد الهياكل أحد أصدقاء سقراط بأن سقراط هو أكثر البشر حكمة، ليبدأ هو في تلمس هذه الموهبة وتأكيدها وتنميتها وبدأ مسيرته التي أوصلته إلى عقيدة مفادها «أن كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئًا فيما يعتقد الآخرون أنهم يعرفون مالا يعلمون»، هذا الاعتقاد السقراطي جعل من فكره أمرًا مزعجًا وكانت مناقشاته التي لا تنتهي تلقي اهتمامًا كبيرًا من الشباب مما أثار قلق أولياء أمورهم، الذين سرعان ما اتهموه بالإلحاد والتحريف وإفساد عقول أبنائهم مما أدى في نهاية المطاف إلى محاكمته، تلك المحاكمة الشهيرة التي وردت في «دفاع سقراط» لأفلاطون، وفي هذه المحاكمة حاول سقراط عبثًا الدفاع عن نفسه.. وانتهي الأمر بإعدامه «زي النهارده» في ١٥فبراير ٣٩٩ قبل الميلاد.