اختلفت رؤى النواب السابقين عن الحزب الوطنى المنحل حول إمكانية خوضهم تجربة الانتخابات البرلمانية مرة أخرى.
وفى الوقت الذى رفض فيه البعض منهم أن الظروف بعد ثورة 25 يناير اختلفت تماماً عما قبلها، وأصبحت غير مواتية ليخوضوا تجربة الانتخابات البرلمانية لارتباطهم بالنظام السابق وحزبه، تمسك آخرون بخوض الانتخابات ثقة منهم فى شعبيتهم فى دوائرهم، ولأنهم أيضاً على قناعة تامة بقدرتهم على تقديم المزيد من الخدمات لأبناء تلك الدوائر، وللوطن بشكل عام.. «المصرى اليوم» حاورت الطرفين.. وطرح كلاهما وجهة نظره.. سواء حول أسباب المشاركة فى الانتخابات أو رفض دخول المعركة من الأساس.
قال إبراهيم العبودى، نائب الحزب الوطنى السابق على مقعد العمال بدائرة الظاهر والأزبكية، المرشح المستقل على المقعد نفسه: «أخوض الانتخابات لأنه لا علاقة لى بفساد أو إفساد الحياة السياسية»، مشيراً إلى أن برلمان 2010 لم تتجاوز جلساته واجتماعات لجانه والمناقشات التى دارت خلاله أصابع اليد الواحدة، أما برلمان 2005 الذى كنت عضواً فيه أيضا، الذى تتهمه جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى بأنه السبب فى الفساد الذى وصلنا إليه - فيمكن الرد عليه بأنهم هم السبب الحقيقى فى ذلك الفساد بصمتهم ورد فعلهم السلبى»، وأضاف: «نائب الحزب الوطنى الذى كان يرفع يده بالموافقة يتساوى مع نائب الإخوان الذى صمت ولم يفعل شيئاً» خاصة أن الجماعة تمتلك أداة حقيقية كانت ترفض استخدامها وهى الاستقالة من المجلس مشيراً إلى أنه فكر فى البداية فى الترشح من خلال حزب السلام الديمقراطى، واتصل بمحسن فوزى منافسه على المقعد وخالد البردويلى، المرشح الآن على قائمة حزب الوفد، وبعض الذين قرروا الترشح من خلال القوائم أو الفردى لتشكيل قائمة خاصة لكنهم رفضوا أن أكون أول القائمة.
وأوضح عماد الدرجلى، نائب الحزب الوطنى السابق على مقعد العمال بدائرة البدرشين، المرشح على رأس قائمة حزب المحافظين على المقعد بدائرة جنوب الجيزة، أن أهالى الدائرة طالبوه بالترشح، خاصة أنه لم يأخذ فرصة فى البرلمان السابق بشكل حقيقى، حيث قضى 40 يوماً فقط داخل المجلس، رغم أنه النائب الوحيد الفائز بالتزكية على مستوى الجمهورية، ولم يشارك فى تزوير الانتخابات، ونجح فى المجمع الانتخابى للحزب بعد منافسة قوية مع 9 مرشحين.
وأضاف «الدرجلى» رغم أننى كنت نائبا للحزب الوطنى وقت قيام الثورة فإننى لست حزيناً على قيامها، لأننى ببساطة لم أدخل المجلس للدفاع عن مصالحى الخاصة.
قال أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، نائب الحزب الوطنى السابق على مقعد الفئات بدائرة البساتين ودارالسلام، ورأس قائمة حزبه بدائرة جنوب القاهرة: «لا أعتبر نفسى من نواب الحزب الوطنى والفترة القصيرة جداً التى قضيتها داخل المجلس تقدمت فيها بـ(18) طلب إحاطة وسؤالا واستجوابا ضد الحكومة، ورفضت مجرد الحصول على إذن قيادات الحزب الوطنى قبل تقديمها، ووقع معى على تلك الطلبات 20 نائباً من المعارضة كنت أجلس بجوارهم داخل المجلس، لافتاً إلى أن سبب خوضه الانتخابات الماضية هو نفس سبب خوضه الانتخابات التى سبقتها، لأنه يملك أفكاراً لو استطاع تنفيذها سوف تنقل مصر إلى واقع أفضل مما نعيشه الآن، مشيراً إلى أن الثورة خلقت للجميع آليات جديدة للتغيير والتطوير وعلينا استغلالها، وعلق قرطام «الآليات المتاحة للمشاركة السياسية فى السابق كانت من خلال الحزب الحاكم المسيطر والآن تغير الأمر».
فى المقابل قال عبدالرحمن راضى، نائب الحزب الوطنى السابق على مقعد الفئات بدائرة روض الفرج، إنه قرر عدم المشاركة ورفض الترشح رغم اتصال الأحزاب الجديدة التى تم تأسيسها بعد الثورة، لكى يترشح على رؤوس قوائمها فى دائرة شمال، ولكنه ترك الفرصة لغيره ليرى كيف يخدم غيره أهالى المنطقة وماذا سيقدم لهم، وعلق عدد كبير من أهالى الدائرة ومن خارجها عندما عرفوا بعدم ترشحى فى تلك المرحلة وقالوا لى إنت راجل محترم. واتفق الدكتور شيرين أحمد فؤاد، نائب الحزب الوطنى السابق على مقعد الفئات بدائرة الويلى، مع راضى معلقاً «اللى ما نزلش الانتخابات اللى جايه احترم نفسه واحترم فرص الآخرين» وقال اتصل بى العديد من الأحزاب القديمة والجديدة حتى أكون على رأس قوائمهم بدائرتى، واعتذرت للجميع، مشيراً إلى أن علاقته بالحزب مثل كثيرين غيره من النواب كانت تتعلق بزيادة فرصته فى خدمة أهالى دائرته.