طرقات هادئة أيقظت شهيرة من نومها، فى التاسعة صباحا، لتفاجأ على الباب بثلاث سيدات، إحداهن منتقبة، والأخريان محجبتان، استأذن فى الدخول، للحديث معها عن برنامجهن الذى «يحمل الخير لمصر».
حرص شهيرة دفعها إلى الاستماع لهن من خلف شراعة الباب، ورغم غرابة الموقف، أسهبت السيدات الثلاث فى شرح هدفهن من الزيارة، فهن عضوات فى حزب «الحرية والعدالة» المنبثق عن الإخوان المسلمين - حسب تأكيد المنتقبة - يجبن عدداً من المناطق فى توقيتات أكدن أنها متعمدة كى يخلو البيت من الرجال ويتسنى لهن الحديث مع «ربات البيوت»، وهى الشريحة التى استهدفتها جولتهن، بغرض التوعية السياسية بدور ربات البيوت فى الانتخابات المقبلة.
وبتركيز شديد استمعت شهيرة لرسالة الإخوانيات الثلاث، طلبت منها الأولى بياناتها، وبررت: «عشان نعمل قاعدة بيانات بربات البيوت اللى ممكن ينضموا لينا فى الحزب ونوجه لهن مشروعاتنا الخدمية».. فيما تخصصت الثالثة فى الحديث عن مزايا انتخاب حزب الحرية والعدالة.. هنا بادرتهن شهيرة بالسؤال: «إشمعنى الدرب الأحمر اللى نزلتوه؟.. فأجابت المنتقبة: ليس الدرب الأحمر فقط، بل كل المناطق، وعملنا لوجه الله، وللمشاركة فى اختيار برلمان صحيح يساعد المرأة قبل الرجل فى الحصول على حقوقهم وينهض بالبلد.
جولة سيدات الإخوان لم تتوقف عند حدود القاهرة، بل تجاوزتها إلى المحافظات، فزيارات السيدات لبيوت الصعيد لم تستهدف التوعية السياسية، بل تقديم خدمات، منها دورات كمبيوتر وتحفيظ قرآن لسيدات البيوت المتعلمات والأميات، وبمجرد اقتناع السيدة وزوجها، تحصل سيدات الإخوان على البيانات ويتم التواصل من خلال أتوبيسات مخصصة لكل قرية من قرى الصعيد، تحمل السيدات من بيوتهن إلى المعاهد والمساجد التى يتلقين فيها الدروس الدينية.