شهد اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2018، ندوة موسعة ناقشت ما إذا كانت الهند -ضيف الشرف لهذا العام- قادرة على قيادة الاقتصاد العالمي في المستقبل، والمشكلات التي يمكن أن تمنع تقدمها.
ويعد الاقتصاد الهندي حسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، سابع أكبر اقتصاد في العالم، ومن المتوقع أن ينمو ليصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي بحلول عام 2050. لكن بتعدادها السكاني الذي يفوق المليار، وبوجود 29 ولاية، تواجه شبه القارة الهندية بعض التحديات.
شارك في الندوة كل من شوبانا كامينيني، الرئيسة ونائبة رئيس مجلس الإدارة التنفيذية في اتحاد الصناعة الهندي، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد سونيل كانت مونجال، وراجيف مودي، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري في الاتحاد، وسي بي غوراني، المدير الإداري والرئيس التنفيذي في «تك ماهيندرا»، وكانت الندوة بعنوان: «هل ستقود الهند الاقتصاد العالمي في المستقبل؟».
وناقشت الندوة موقع الهند الاقتصادي الحالي، والإجراءات المطلوبة في المستقبل للارتقاء بمستوى معيشة السكان، الذين يفوق عددهم المليار.
وفي معرض مناقشة إمكانية وصول الهند إلى الريادة العالمية، قال غوراني: «تعتمد الإجابة على هذا السؤال على ما نقصده باصطلاح الريادة العالمية، والمدى المستقبلي الذي نتحدث عنه. فالهند تقترب من الريادة العالمية بالفعل في بعض القطاعات، كالبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم. ولكن، ثمة عمل كثير لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة».
ودعم مونجال هذا الموقف بشرحه أن الهند بدأت ببعض أكثر مشاريع البنية التحتية طموحًا في العالم، ولاسيما في مجالات الزراعة والصناعة والتعليم. كما شرح نهج تجزئة المشاريع الذي اتبعته الحكومة في مجال تطوير البنية التحتية، لتعزيز النشاط الصناعي والاقتصادي، وقال إن هذا النهج أحدث أثرًا مضاعفًا ومتميزًا.
وأشارت كامينيني إلى إحدى التحديات التي ستواجهها الهند في المستقبل، وهو تحقيق النمو وإيجاد فرص العمل للأجيال القادمة. وقالت إن «الهند ستواصل النمو خلال العقد المقبل على الأقل، في الوقت الذي سيستقر فيه عدد السكان في دول أخرى. في ذلك الوقت، سيكون 40 في المئة من سكان العالم ممن هم دون الثلاثين من الهند».
وقالت: «علينا مواصلة إيجاد فرص العمل لهم. هذه حاجة ملحة لنا، فسرعة التغيير مقلقة، وبسبب كبر الهند، فقد يستغرق الشعور بالتغيير جيلًا كاملًا». وواصلت الشرح قائلة إن الهند «تنمو بمعدل يزيد على 7% سنويًا منذ عدة سنوات، وستبقى الاقتصاد الأسرع نموًا في العالم لعدة أعوام مقبلة».
وفي حين تحتل الهند المرتبة الثالثة بين دول العالم من حيث عدد الشركات الناشئة، أشار المشاركون في الندوة إلى أن رواد الأعمال في الهند ينجحون رغم التشريعات، وأكدت غوراني أن «الهند بحاجة إلى أن تصبح أكثر عالمية، وأن علينا إيجاد فرص العمل لشبابنا من خلال تشجيع ريادة الأعمال».
وأشارت كامينيني إلى أن هذا العمل قد بدأ بالفعل: «تتوفر جميع عناصر سلسلة القيمة حاليًا في قطاع الرعاية الصحية. وسينتقل هذا إلى قطاعات أخرى. وستظل الهند في موقعها كأكثر أسواق العالم إتاحة للفرص.